93
المعلّي بن خنيس

ج ـ أقوال العلماء في مكانته

حكم مشاهير المتأخرين بوثاقة المعلّى بن خُنَيس، ومنهم من ذكر مستند التوثيق وهو الروايات المتقدمة، ومنهم أطلق التوثيق من دون ذكر الدليل .
1 . قال الشيخ (م 460 ه ) في كتاب الغيبة ـ وقبل ذكر من كان سفيرا حال الغيبة ـ : نذكر من كان ممدوحا منهم حسن الطريقة، ومن كان مذموما سيئ المذهب، ليعرف الحال في ذلك ـ إلى أن قال ـ : فمن الممدوحين، المعلّى بن خُنَيس، وكان من قوام أبي عبداللّه عليه السلام، وإنما قتله داوود بن علي بسببه، وكان محمودا عنده، ومضى على منهاجه، وأمره مشهور، فروي عن أبي بصير قال : لما قتل داوود بن علي المعلّى بن خُنَيس فصلبه، عظم ذلك على أبي عبداللّه عليه السلام واشتد عليه، وقال له : يا داوود على ما قتلت مولاي وقيّمي في مالي وعلى عيالي؟ واللّه إنّه لا وجه عند اللّه منك ـ في حديث طويل ـ وفي خبر آخر قال : أما واللّه لقد دخل الجنة ۱ .
اعتمد الطوسي في مدحه على الروايات المتقدمة .
2 . وقال السيّد أحمد بن طاووس (م 673 ه ) : والذي ظهر لي أنّه من أهل الجنة ۲ .
3 . قال العلاّمة (م 726 ه) في الخلاصة : ورُوي فيه أحاديث تقتضي الذم واُخرى تقتضي المدح، وقد ذكرناها في الكتاب الكبير . وقال الشيخ أبو جعفر الطوسي في كتاب الغيبة بغير إسناد : وأنّه كان من قوم أبي عبداللّه عليه السلام، وكان محمودا عنده، ومضى على منهاجه، وهذا يقتضي وصفه بالعدالة ۳ .
4 . وقال الشيخ البهائي (م 1030 ه ) : والحق أنّ معلّى بن خُنَيس ممدوح جدا، وترحم عليه الإمام الصادق وأثنى عليه ۴ .
5 . وقال الخواجوي (م 1173 ه ) : اختلفت الأخبار والأقوال في مدحه وقدحه، لكن الدال على القدح بين ضعيف ومجهول، وأما الدال على المدح فبين صحيح وموثق وحسن ومعتبر، ثُم ذكر ثلاث روايات صحيحة، ثُمَّ قال بعد نقل الأخبار وبعض الأقوال : فعلى ما حررناه فرواياته بين صحيح وحسن، كالصحيح والأقل منه ۵ ...
6 . وقال أبو علي الحائري (م 1216 ه) : بعد التتبع في كتب الأخبار والأدعية والمناقب من طرق الخاصة والعامة يظهر لي بطلان ما نسبه إليه ابن الغضائري قطعا، وكونه من أجلاّء الشيعة ۶ .
7 . وقال السيّد الأعرجي (م 1227 ه ) : وقد جاء في الأخبار ما يدل على
وثاقة المعلّى بن خُنَيس ۷ .
8 . وقال الشيخ عبد النبي الكاظمي (م 1256 ه ) : اتفقت الأخبار على عدم ضعفه وهي أقوى من تضعيف النجاشي وابن الغضائري ۸ .
9 . وقال الشيخ الماحوزي (م 1266 ه ) : ابن خنيس مختلف فيه، والقاعدة تقتضي جرحه، والأخبار متظافرة في مدحه، والاعتماد عليها أظهر ۹ .
10 . وقال الجابلقي (م 1313 ه ) : والحق قبول روايته، لما ورد في حقه من المدح في الروايات ۱۰ .
11 . وقال الشيخ الطبرسي النوري (م 1320 ه ) ـ بعد نقل عشرين رواية في مدحه ـ : وتحصّل من جميعها ـ وفيها الصحاح وغيرها المؤيدة بها ـ أنّه من أولياء اللّه ، وأنّه من أهل الجنة ودخلها بعد قتله، وأنّه كان قوي الإيمان، ثابت الولاية، مؤثرا نفسه على نفوس إخوانه، وأنّ الصادق عليه السلام ما قنع بقتل قاتله حتى بالدعاء على الآمر به فأهلكه . ولم ينقل عنه مثله أو بعضه بالنسبة إلى أحد من المقتولين من أقاربه فضلاً عن غيرهم . ذلك ممّا يستكشف من تلك الأخبار، ويستدل بها على وثاقته وجلالته واختصاصه التام به، وأنّه نال درجة ولايتهم ۱۱ .
12 . وقال ملاّ علي العياري التبريزي (م 1327 ه ) : وبالجملة يظهر لي أنّه من أهل الجنة ، كما قال السيد أحمد بن طاووس ۱۲ .
13 . وقال العلياري في منظومته :
جش في المعلّى بن خُنَيس قال ضفبالمسمعي طق لضعف اتصف

والحق أنّه من الأخياربل ثقة ومن ذوي الإسرار۱۳
14 . وقال محمّد حسين المظفر (م 1381 ه ) : كان المعلّى بن خُنَيس من موالي أبي عبداللّه عليه السلام الذين يعتمد عليهم في تدبير شؤونه، ومن الثقات الذين يفضي إليهم بسره، وكان من مشاهير الثقات من رواته ۱۴ .
15 . وقال الشيخ النمازي الشاهرودي (م 1405 ه) : لقد أجاد فيما أفاد العلاّمة النوري في المستدرك ونقل الروايات المادحة وهي تبلغ عشرين ـ ونقل كلام النوري المتقدم والأخبار المادحة ـ فظهر ممّا ذكر ضعف قول المضعفين ۱۵ .
16 . وقال السيّد علي الفاني (م 1409 ه ) : إنّ ما ورد (في المعلّى) من الروايات المادحة مع ما ذكره الشيخ في كتاب الغيبة دالاّن على عظم شأن المعلّى، بل كونه من الأولياء الصالحين ۱۶ .
17 . وقال السيّد الخوئي (م 1413 ه ) : والذي تحصّل لنا ممّا تقدم أنّ الرجل جليل القدر، ومن خالصي شيعة أبي عبداللّه ، فإنّ الروايات في مدحه متظافرة على أنّ جملة منها صحاح كما مر، وفيها التصريح بأنّه كان من أهل الجنة حين قتله داوود بن علي، ويظهر من ذلك أنّه كان خيّرا في نفسه، ومستحقا لدخول الجنة، ولو أنّ داوود بن علي لم يقتله .
نعم، لا مضايقة في أن تكون له درجة لا ينالها إلاّ بالقتل، كما صرح به في بعض ما تقدم من الروايات، ومقتضى ذلك أنّه كان رجلاً صدوقا، إذ كيف يمكن أن يكون الكذّاب مستحقا للجنة، ويكون موردا لعناية الصادق عليه السلام؟
ويؤكد ذلك شهادة ابن قولويه بأنّه من الثقات وشهادة الشيخ بأنّه كان من السفراء
الممدوحين، وأنّه مضى على منهاج الصادق عليه السلام . ومع ذلك كلّه لا يعتني بتضعيف النجاشي، وإن كان هو خِرّيت هذه الصناعة، ولعل منشأ تضعيفه (قدس اللّه نفسه) هو ما اشتهر من نسبة الغلو إليه، وقد نسبت ذلك إليه الغلاة وعلماء العامة، الذين يريدون الأزراء بأصحاب أبي عبداللّه عليه السلام واللّه العالم وأمّا ما تقدم من تضعيف ابن الغضائري، ومن نسبته إلى المغيرية، ثُمَّ دعوته إلى محمّد بن عبداللّه فلا يعتنى به، لعدم ثبوت نسبة الكتاب إليه كما تقدم غير مرة ۱۷
.
18 . وقال الشيخ محمّد آصف محسني : والحق ما عليه الشيخ (الطوسي) من حسن حاله وقبول رواياته . وتضعيف النجاشي لا يلتفت إليه ۱۸ .
19 . وقال الشيخ عباس المحمودي الدشتي : معلّى بن خُنَيس ذكره الشيخ في كتاب الغيبة أنّه من قوام أبي عبداللّه عليه السلام، وكان محمودا عنده، ومضى على منهاجه، وهذا يقتضي وصفه بالعدالة، وفي تعليقة الأستاذ الأكبر، ويظهر من مهج الدعوات لابن طاووس أنّه من أشهر وكلاء الصادق عليه السلام وأجلهم، وعن الروض في الحسن كالصحيح أن الإمام الصادق عليه السلام ترحّم عليه .
ويقول أيضا : وبعد التتبع يظهر أنّه من أجلاء الشيعة ۱۹ .
20 . وقال السيّد علي الحسيني الصدر : إنّ حدسيات الجرح والقدح غير قادحة وليست مجدية في إسقاط إعتبار الراوي، فإنّ التضعيف كالتعديل، وإنّما تقبل إذا كانت أخبارا لا اجتهادا . لذلك لابد [من تضعيف خبريته ]وعدم حدسيته، وعلى هذا الصعيد يتضح فساد نسبة الغلو إلى أعاظم الأصحاب مثل المُعلّى بن خُنَيس . فإنّه وإن ضعف بعلة أن يضيف إليه الغلاة كثيرا، إلاّ أنّنا نلاحظ أحاديث مدحه المرموقة مجموعة في التنقيح، وحقق اعتباره الخواجوي ، ولهذا أفاد السيّد الخوئي
في المعجم بعد نقل أحاديث مدحة أنّه جليل القدر، صدوق، من خالصي الشيعة ۲۰ .
21 . وقال الشيخ مسلم الداوري : إنّ المعلّى بن خُنَيس ثقة صدوق، وانحرافه غير ثابت، فهو من الأجلاء الثقات ۲۱ .
22 . وقال مهدي الهادوي في باب التعارض : ويقدّم التوثيق لو كان مدركه نص أحد المعصومين، كما في المعلّى بن خُنَيس ۲۲ .

1.كتاب الغيبة ، ص ۲۰۹ ـ ۲۱۰ .

2.التحرير الطاووسي ، ص ۵۷۱ .

3.خلاصة الأقوال ، ص ۴۰۸، رقم ۱۶۵۲ .

4.بهجة الآمال في شرح زبدة المقال ، ج ۷، ص ۴۸ .

5.الفوائد الرجالية ، ص ۳۴۲ و ۳۴۷ .

6.منتهى المقال ، ج ۶، ص ۲۹۴ .

7.عدّة الرجال ، ج ۱، ص ۲۰۷.

8.تكملة الرجال ، ج ۲، ص ۲۵۲ .

9.بلغة المحدثين في ذيل معراج أهل الكمال ، ص ۴۲۱، رقم ۲۹ .

10.طرائف المقال ، ج ۱، ص ۶۰۸ .

11.خاتمة المستدرك ، ج ۵، ص ۳۰۳ .

12.بهجة المقال ، ج ۷، ص ۵۴ .

13.بهجة الآمال في شرح زبدة المقال ، ج ۷، ص ۴۷ .

14.حياة الإمام الصادق عليه السلام ، ج ۲، ص ۱۷۴ .

15.مستدركات علم الرجال ، ج ۷، ص ۴۶۰ ـ ۴۶۱ .

16.بحوث في فقه الرجال ، ص ۱۹۵ .

17.معجم رجال الحديث ، ج ۱۸، ص ۲۴۷، رقم ۱۲۴۹۶ .

18.بحوث في علم الرجال ، ص ۲۴۱ ـ ۲۴۳ .

19.ملخّص المقال في أسماء الموثقين والمعتمدين من الرجال ، ص ۲۲۸ .

20.الفوائد الرجالية ، ص ۱۸۳ و ص ۱۸۵ و ص ۱۸۶ .

21.أُصول علم الرجال ، ص ۵۹۷ .

22.تحرير المقال ، ص ۱۲۳ .


المعلّي بن خنيس
92
  • نام منبع :
    المعلّي بن خنيس
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1425 ق / 1383 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 47385
الصفحه من 260
طباعه  ارسل الي