89
المعلّي بن خنيس

ب ـ الروايات المادحة له بعد شهادته :

كان المعلّى من خواص الإمام الصادق من خلال الأخبار والروايات التي يرويها في حياته، مضافا للروايات الثلاث المتقدمة . أما بعد شهادته فقد صدر من الإمام في حقه المزيد من المديح والثناء والترحّم عليه ممّا يعطينا صورة متكاملة عن وثاقته وعلو شأنه . نذكر منها الروايات التالية :
1 . في الكافي والتهذيب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن الوليد بن صبيح، قال : جاء رجل إلى أبي عبداللّه عليه السلام يدعي على المعلّى بن خنيس دينا عليه، وقال : ذهب بحقي . فقال له أبو عبداللّه عليه السلام : ذهب
بحقك الذي قتله، ثمّ قال للوليد : قم إلى الرجل فاقضه [ من ] حقه، فإنّي أريد أن أُبرد عليه جلده الذي كان باردا ۱ .
الرواية صحيحة، وقد صححها كل من المجلسي في مرآة العقول، والخواجوي في الفوائد الرجالية، والنوري في خاتمة المستدرك، والسيّد الخوئي في معجم الرجال، والشيخ مسلم الداوري في أصول علم الرجال وغيرهم ۲ .
وفقرة الاستدلال هي : «قم إلى الرجل فاقضه حقه، فإنّي أُريد أن أبرد عليه جلده الذي كان باردا، فإنّه من أهل الجنة» .
ورواه الصدوق في علل الشرائع عن الحسين بن أحمد، عن أبيه، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن الهيثم، عن ابن أبي عمير، مثله ۳ .
2 . في الكافي، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الوليد بن صبيح، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : دخلت عليه يوما، فألقى إليّ ثيابا، وقال : يا وليد، ردها على مطاويها .
فقمت بين يديه، فقال أبو عبداللّه عليه السلام : «رحم اللّه المعلّى بن خُنَيس» . فظننت أنّه شبّه قيامي بين يديه، بقيام المعلّى بين يديه، ثُمَّ قال : أُف للدنيا أُف للدنيا إنّما الدنيا دار بلاء، يسلّط اللّه فيها عدوه على وليه ۴ ...
الرواية صحيحة، وصححها المجلسي والخواجوي والنوري الطبرسي والسيّد الخوئي والداوري وغيرهم ۵ .
فقد ترحم عليه الإمام الصادق عليه السلام وقال : «إنّه ولي من أولياء اللّه »، ولا يعقل أن يصفه الإمام بهذا وهو ليس بثقه، بل لصلاحه قال فيه : إنّه من أولياء اللّه .
3 . في رجال الكشّي : حمدويه بن نصير، قال : حدّثني العبيدي، عن ابن أبي عمير، عن عبدالرحمن بن الحجّاج، قال : حدّثني إسماعيل بن جابر، قال : كنت مع أبي عبداللّه عليه السلام مجاورا بمكة، فقال : يا إسماعيل، اخرج حتى تأتي مروا أو عسفان، فاسأل هل حدث بالمدينة حدث؟
قال : فخرجت حتى أتيت مروا فلم ألق أحدا، ثُمَّ مضيت حتى أتيت عسفان، فلم يلقني أحد، فلما خرجت منها لقيني عير تحمل زيتا من عسفان، فقلت لهم : هل حدث بالمدينة حدث؟
قالوا : لا، إلا قتل هذا العراقي الذي يقال له المعلّى بن خُنَيس .
قال : فانصرفت إلى أبي عبداللّه عليه السلام فلما رآني، قال : يا إسماعيل قُتل المعلّى بن خُنَيس؟ فقلت : نعم .
فقال : أما واللّه لقد دخل الجنة ۶ .
الرواية صحيحة، وفيها أنّ الإمام كان مهتما بمعرفة خبر قتل المعلّى وترصده لأخباره، وقال بعد شهادته : أما واللّه لقد دخل الجنة .
4 . وروى الكشّي عن أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل، عن محمّد بن زياد، عن عبدالرحمن بن الحجاج، عن إسماعيل بن جابر، قال : دخلت على أبي عبداللّه عليه السلام فقال لي : يا إسماعيل قُتل المعلّى؟ قلت : نعم .
قال : أما واللّه لقد دخل الجنة ۷ .
5 . حمدويه قال : محمّد بن عيسى ومحمّد بن مسعود قالا : حدّثنا جبرائيل بن
أحمد قال : حدّثنا محمّد بن عيسى، عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن الوليد بن صبيح قالوا : قال داوود بن علي لأبي عبداللّه عليه السلام : ما أنا قتلته ـ يعني معلّى ـ قال : فمن قتله؟ قال : السيرافي ـ وكان صاحب شرطته ـ قال : أقدنا منه . قال : قد أقدتك .
قال : فلما أُخذ السيرافي وقُدّم ليقتل، جعل يقول : يا معشر المسلمين، يأمرونني بقتل الناس فأقتلهم لهم، ثُمَّ يقتلونني . فقتل السيرافي ۸ .
الرواية صحيحة، وقد صححها السيّد الخوئي في معجمه ۹ .
6 . محمّد بن مسعود قال : كتب إليَّ فضل قال : حدّثنا ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن إسماعيل بن جابر، قال : لما قدم أبو إسحاق من مكة فذكر له قتل المعلّى بن خُنَيس قال : فقام الإمام مغضبا يجر ثوبه، فقال له إسماعيل ابنه : يا أبتِ أين تذهب؟
فقال : «لو كانت نازلة لقدمت عليها» . فجاء حتى دخل على داوود بن علي ، فقال له : يا داوود، لقد أتيت ذنبا لا يغفره اللّه لك .
قال : وما ذلك الذنب؟
قال : قتلت رجلاً من أهل الجنة . ثُمَّ مكث ساعة ، ثُمَّ قال : إن شاء اللّه ...
قال : ما أنا قتلته؟
قال : فمن قتله؟
قال : قتله السيرافي .
قال : فأقدنا منه . فلمّا كان من الغد غدا إلى السيرافي، فأخذه فقتله، فجعل يصيح : يا عباد اللّه ، يأمروني أن أقتل لهم الناس، ثُمَّ يقتلوني ۱۰ .
الرواية صحيحة، وقد صححها السيّد الخوئي .
وغيرها من الروايات الصحيحة والحسنة والموثقة في أحوال المعلّى وشهادته، عد منها الشيخ النوري الطبرسي عشرين رواية، وذكر السيّد الخوئي خمس عشرة منها، بعد تلك الروايات الصحيحة السند، الظاهرة في التوثيق والمدح، ووصفه بأنّه من أولي الألباب،ومن الوجوه التي تحب الإمام الصادق عليه السلامويحبها، ومن الذين يرحب بهم الإمام ترحابا خاصا، ويوصيه بالمحبه لإخوانه والخوف من اللّه ، وبعد شهادته قضى عليه السلامعنه دينه وقال : «كان جلده باردا»، وهذه كناية عن أنّه من أهل الجنة، ووصف قاتله بأنّه عدو اللّه ، وأنّ المعلّى من أولياء اللّه ، وقال عليه السلام : «أما واللّه لقد دخل الجنة»، واقتص من قاتله .
فلا يبقى شك في وثاقته وحسن سيرته واختصاصه بالإمام الصادق عليه السلام .

1.الكافي ، ج ۵، ص ۹۴ (ح ۸) ؛ تهذيب الأحكام ، ج ۶، ص ۱۸۶ (ح ۳۸۶) ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۸، ص ۳۳۵ ؛ بحارالأنوار ، ج ۴۷، ص ۳۳۷ .

2.مرآة العقول ، ج ۱۹، ص ۴۵ ؛ الفوائد الرجالية ، ص ۳۴۲ ؛ خاتمة المستدرك ، ج ۵، ص ۲۹۲ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ۱۸، ص ۲۴۲ ؛ أُصول علم الرجال ، ص ۵۹۱ .

3.علل الشرائع ، ج ۲، ص ۵۲۸ باب ۳۱۲ (ح ۸) .

4.الكافي ، ج ۸، ص ۳۰۴ (ح ۴۶۹) .

5.مرآة العقول ، ج ۲۶، ص ۳۸۶ ؛ الفوائد الرجالية ، ص ۳۴۳ ؛ خاتمة المستدرك ، ج ۵، ص ۲۹۲ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ۱۸، ص ۲۴۲، رقم ۱۲۴۹۶ ؛ أُصول علم الرجال ، ص ۵۹۱ .

6.رجال الكشّي ، ج ۲، ص ۶۷۴، رقم ۷۰۷ .

7.رجال الكشّي ، ج ۲، ص ۶۷۹، رقم ۷۱۴ .

8.رجال الكشّي ، ج ۲، ص ۶۷۷، رقم ۷۱۰ .

9.معجم رجال الحديث ، ج ۱۸، ص ۲۳۹ و ۲۴۰، رقم ۱۲۴۹۶ .

10.رجال الكشّي ، ج ۲، ص ۶۷۷، رقم ۷۱۱ .


المعلّي بن خنيس
88
  • نام منبع :
    المعلّي بن خنيس
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1425 ق / 1383 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 47326
الصفحه من 260
طباعه  ارسل الي