81
المعلّي بن خنيس

دراسة الخبر :

رغم صحة الرواية، إلاّ أنّها لا يثبت بها ضعف المعلّى ؛ وذلك لأنّه عند مراجعة الروايات المروية عنه نجد أنّه لم يكن فيها مثل هذا الاعتقاد، وقد يكون صدر منه هذا الرأي في بداية تعرّفه على التشيع، علما أنّه كوفي، والكوفة كانت تحوي حركة نشطة للغلاة، فتأثر المعلّى بآرائهم، وتذاكر مع أبي يعفور بهذا الرأي، وعند لقائهم بالإمام الصادق عليه السلامصحح ما قال المعلّى، بعد ما عرف الحقيقة لم يعترض على الإمام أو يصر كإصرار الغلاة، واعتقد الاعتقاد الصحيح، وإليك ما جرى على لسانه في نقله لأحاديث الإمام الصادق عليه السلام منها .
1 . عن المعلّى بن خُنَيس، عن الإمام الصادق عليه السلام في قوله عز و جل : «وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَلـهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ»۱ مَن يتخذ دينه رأيه بغير هدي من هدى الأئمة ۲ .
فالمعلّى يعتقد أنّ الأئمّة مصدر الهداية، ومَن قال برأيه ضلَّ وهلك .
2 . وعن المعلّى بن خُنَيس، عن الإمام أبي عبداللّه عليه السلام في قوله : «كونوا مع الصادقين»، بطاعتهم ۳ .
3 . وفي رواية أُخرى عن المعلّى بن خُنَيس قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام : هل كان الناس إلاّ وفيهم مَن قد أُمروا بطاعته منذ كان نوح؟
قال : لم يزل كذلك ولكن أكثرهم لا يؤمنون ۴ .
فقد كان يعتقد بوجوب طاعة الأئمّة، وقد كان كذلك حتى لقي ربه .
أضف إلى ذلك، لو تأملنا كلمة «تذاكر» الواردة في نص الخبر . فذكر : جَري الشيء على لسانك ۵ ، وذاكره في الأمر فذاكره : كالمه فيه وخاض معه في حديثه، تذاكروا في الأمر : تفاضوا فيه ۶
، إذا مذاكرة تعني المباحثة والخوض في الحديث . ولا يدلّ على رأي المتحدّث دائما، ولو تقاطع المعلّى مع ابن أبي يعفور بالرأي وأصر كل واحد منهما على رأيه لتقطعت أواصر العلاقة بينهما؛ لأنّ ابن أبي يعفور الثقة لا يصحب الغلاة والمخالفين لهدي الأئمة، فالمذاكرة بينهم كانت على نحو المباحثة .

1.سورة القصص ، الآية ۵۰ .

2.بصائر الدرجات ، ص ۱۳ (ح ۱) .

3.تفسير العياشي ، ج ۲، ص ۱۱۷ .

4.كمال الدين ، ص ۲۳۱ (ح ۳۲) ؛ المحاسن ، ص ۲۳۵ (ح ۱۹۸) .

5.لسان العرب (ذكر) ج ۵، ص ۴۸ .

6.أقرب الموارد (ذكر) ج ۱ ، ص ۳۷۰.


المعلّي بن خنيس
80

مناقشة السند :

روى الرواية الكشّي في رجاله عن محمّد بن الحسن البراثي، مجهول ۱ .
وعثمان ـ وهو ابن حامد الوحشي ـ من أهل كش، وثّقه الشيخ الطوسي ۲ .
ومحمّد بن يزداد الرازي قال فيه العياشي : لا بأس به ۳ .
ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب وثّقه النجاشي والطوسي ۴ .
والحجّال، عبداللّه بن محمّد الأسدي وثّقه النجاشي والطوسي ۵ .
وأبي مالك الحضرمي وثّقه النجاشي ۶ .
وأبي العباس البقباق وثّقه النجاشي والبرقي والمفيد ۷ .
إذا رواة الرواية كلّهم ثقات ، فالرواية صحيحة .

1.معجم رجال الحديث ، ج ۱۵، ص ۲۰۰، رقم ۱۰۴۴۸ .

2.رجال الشيخ الطوسي ، ص ۴۲۹، رقم ۶۱۶۳ .

3.رجال الكشّي ، ج ۲، ص ۸۱۲، رقم ۱۰۱۴ .

4.رجال النجاشي ، ص ۳۳۴، رقم ۸۹۷ ؛ رجال الطوسي ، ص ۳۷۹، رقم ۵۶۱۵ .

5.رجال النجاشي ، ص ۲۲۶، رقم ۵۹۵ ؛ رجال الطوسي ، ص ۳۶۰، رقم ۵۳۳۲ .

6.رجال النجاشي ، ص ۲۰۵، رقم ۵۴۶ .

7.رجال النجاشي ، ص ۳۰۸، رقم ۸۴۳ ؛ رجال البرقي ، ص ۹۱، رقم ۸۸۰ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ۱۳، ص ۳۰۴ ـ ۳۰۶، رقم ۹۳۶۶ .

  • نام منبع :
    المعلّي بن خنيس
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1425 ق / 1383 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 47319
الصفحه من 260
طباعه  ارسل الي