61
جواهر الحكمة للشّباب

جواهر الحكمة للشّباب
60

۴۶.بحارالأنوار :وكانَ مُصعَب نازِلاً عَلى أسعَدَ بنِ زُرارَة ، وكانَ يَخرُجُ في كُلِّ يَومٍ فَيَطوفُ عَلى مجالِسِ الخَزرَج يَدعوهُم إلَى الإِسلام فَيُجيبُهُ الأَحداثُ . ۱

3 / 3 ـ 2

أوَّلُ والٍ لِمَكَّة شابٌّ فِي الحادِيَةِ وَالعِشرينَ

ما إن فرغ النّبي صلى الله عليه و آله من فتح مكّة حتّى بانت في الأُفق بوادر معركة حنين بعد فترة وجيزة من ذلك، فما كان من النّبي صلى الله عليه و آله إلاّ أن قام بتجهيز جيشه وإشخاصه إلى خارج مكّة استعدادا للمواجهة. وكان من اللازم
أيضا من جهة أُخرى أن يستخلف على مكّة التي استخلصها توّا من أيدي المشركين شخصا كفوءا مدّبرا لشؤونها ، سيما وأنّها تمثّل آنذاك ثقل الجزيرة العربية ومحط أنظار القبائل والناس كافّة. هذا بالإضافة إلى أنّ مثل هذا الاستخلاف أن يأخذ على أيدي المشركين ويحول دون أيّ محاولة عبث بأمن مكّة واستقرارها. وقد اختار النّبي صلى الله عليه و آله لهذا الأمر الخطير من بين أصحابه شابا في الحادية والعشرين من عمره اسمه عتّاب بن أسيد فقلّده ذلك ، وكتب له كتابا بولايته:
وَولّى صلى الله عليه و آله عَتّابَ بنَ أسيد وعُمُرُهُ إحدى وعِشرونَ سَنَةً أمرَ مَكَّة وأمَرَهُ صلى الله عليه و آله أن يُصَلِّيَ بِالنّاسِ وهُوَ أوَّلُ أميرٍ صَلّى بِمَكَّه بَعدَ الفَتح جَماعَةً .۲
ثمّ التفت صلى الله عليه و آله لعتّاب مُبيّنا له خطورة هذه المسؤولية قائلاً:
«يا عَتّاب تَدري عَلى مَنِ استَعمَلتُكَ؟! اِستَعمَلتُكَ عَلى أهلِ اللّه ِ عَزَّوجَلَّ ، ولَو أعلَمُ لَهُم خَيرا مِنكَ استَعمَلتُهُ عَلَيهِم» .۳
وكان من الطبيعي أن يثير مثل هذا القرار حفيظة وجهاء مكّه وكبرائها ، فكتب النّبي صلى الله عليه و آله كتابا طويلاً توقّيا لاعتراضهم جاء في آخره:
ولا يَحتَجَّ مُحتَجٌّ مِنكُم في مُخالَفَتِهِ بِصِغَرِ سِنِّهِ فَلَيسَ الأَكبَرُ هُوَ الأَفضَلَ ، بَلِ الأَفضَلُ هُوَ الأَكبَرُ .۴
هذا وقد بقي عتّاب بن أسيد واليا على مكّة إلى آخر حياة النّبي صلى الله عليه و آله ، وكان حَسنِ التدبير والولاية.

1.بحار الأنوار : ج ۱۹ ص ۱۰ .

2.السيرة الحلبية : ج ۳ ص ۱۰۴ .

3.اُسد الغابة : ج ۳ ص ۵۴۹ الرقم ۳۵۳۸ .

4.بحار الأنوار : ج ۲۱ ص ۱۲۳ ح ۲۰ .

  • نام منبع :
    جواهر الحكمة للشّباب
    المساعدون :
    غلامعلي، احمد
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 185739
الصفحه من 366
طباعه  ارسل الي