41
جواهر الحكمة للشّباب

ب ـ الحقوق الاجتماعية

لا شكّ في أنّ للشّباب في ظل النظام المنبثق من إرادة الشعب المسلم ، أو نظام سلطة الشعب الدينية حقوقا اجتماعية تفوق حقوقهم الأُسرية ؛ لأنّ الفلسفة الوحيد للنظام الإسلامي تكامل الإنسان وازدهاره ، وأفضل الفرص الملائمة لذلك في عمر الإنسان هي مرحلة الشَّباب .
بناء على ذلك ينبغي أن يكون في أولويات البرامج الأساسية للدولة الإسلامية التخطيط لحلّ مشاكل الشَّباب وتحقيق تطلّعاتهم وتوفير احتياجاتهم من قبيل : توفير فرص الدراسة ، والمطالعة الحرّة ، وفُرص العمل المفيدة البناءة ، والزواج ، والرياضة ، ووسائل الترويح ، ورفع الشبهات الثقافية والعقائدية والسياسيّة .
وفي الواقع إنّ الإدارة السياسية والثقافية للمجتمع هي من حقوق الشَّباب ، ومن الطبيعي أنّ ذلك مشروط بالتربية السليمة ، وأن تكون مسؤولية تلك التربية على عاتق قادة الفكر والسياسة في المجتمعات الإسلامية، وعلى قادة العالم الإسلامي أن يقتدوا برسول اللّه صلى الله عليه و آله ويربّوا الشَّباب بالقدر الذي يؤهلهم للوصول إلى هذا الحق الذي هو حق المجتمع الإسلامي أيضا .
من هنا فإنّ ما يأتي في الفصل الثاني من حقوق الشَّباب في الكتاب هو في الواقع مجرد إشارة إلى بعض الحقوق الاجتماعية المتعلّقة بهم .


جواهر الحكمة للشّباب
40

أ ـ الحقوق الأُسرية

في ضوء الروايات الإسلامية ، فإنّ ما للشاب من حقوق على والديه مثل ما لهما عليه منها ، وأنّ التفريط بتلك الحقوق يُعدّ تقصيرا مذموما ومُدَانا ، فقد جاء عن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آلهأنّه قال :
يَلزَمُ الوالِدَينِ مِنَ العُقوقِ لِوَلَدِهِما ، مايَلزَمُ الوَلَدَ لَهُما مِن عُقوقِهِما . ۱
ومن أبسط حقوق الشاب على أُسرته هو احترام شخصيته ، فهو ـ كما يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله ـ وزير في السبعة الثالثة من عمره ، ۲
أي حينما يكون بين 15 ـ 21 سنة ، وهذا يعني أنّ استقلال شخصيته يبدأ من هذه المرحلة ، وفي مثال هذا العمر يعتبر الأب بالنسبة لولده قائدا ومرشدا ، وليس حاكما وآمرا لا يُناقش ولا يُردّ له أمر ، كما يعتبر الولد في هذا العمر معينا ومشاورا لأبيه ، وليس مطيعا وعبدا مطلقا لهما.
علاوة على ذلك فإنّ على الأُسرة أن تبذل ما في طاقتها ووسعها لتهيئة الأرضية اللازمة لتقدّم الشاب في جميع الأبعاد المادية والمعنوية .
ومن بين حقوق الشَّباب الكثيرة على اُسرهم ما أكدته الروايات الإسلامية ، وهي : توفير مقدّمات الزواج ، وإشاعة العدل بين الأولاد ، والدعاء لهم ، وعدم الدعاء عليهم فيما لو ارتكب أحدهم خطأً أو اقترف ذنبا ، وتجنب الافراط في توبيخه ، وسيأتي نصّ الروايات المتعلّقة بهذه الحقوق في الفصل الأوّل بعنوان «حقوق الشَّباب» .

1.. كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۱ ص ۲۹۹ ح ۹۱۴ .

2.راجع : ص ۱۹۳ ح ۴۸۰ .

3.راجع : ص ۱۹۳ ح ۴۸۲ .

  • نام منبع :
    جواهر الحكمة للشّباب
    المساعدون :
    غلامعلي، احمد
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 185692
الصفحه من 366
طباعه  ارسل الي