3 / 36
مُصعَبُ بنُ عُمَير
مُصعَبُ بنُ عُمَير بنِ هاشِمٍ ، يُكَنّى أبا عَبدِ اللّه ، كانَ مِن فُضَلاءِ الصَّحابَة وخِيارِهِم ، ومِنَ السّابِقينَ إلَى الإِسلام . أسلَمَ ورَسولُ اللّه صلى الله عليه و آله في دارِ الأَرقَم وكَتَمَ إسلامَهُ خَوفا مِن اُمِّهِ وقَومِهِ ، وكانَ يَختَلِفُ إلى رَسولِ اللّه صلى الله عليه و آله سِرّا فَبَصُرَ بِهِ عُثمانُ بنُ طَلحَةَ العَبدَرِيُّ يُصَلّي ، فَأَعلَمَ أهلَهُ واُمَّهُ فَأَخَذوهُ فَحَبَسوهُ ، فَلَم يَزَل مَحبوسا إلى أن هاجَرَ إلى أرضِ الحَبَشَة ، وعادَ مِنَ الحَبَشَة إلى مَكَّة ، ثُمَّ هاجَرَ إلَى المَدينَة بَعدَ العَقَبَةِ الاُولى لِيُعَلِّمَ النّاسَ القُرآنَ ويُصَلِّيَ بِهِم . ۱
كانَ مُصعَبُ بنُ عُمَير فَتى مَكَّة شَبابا وجَمالاً وكانَ أبَواهُ يُحِبّانِهِ وكانَت اُمُّهُ تَكسوهُ أحسَنَ ما يَكونُ مِنَ الثِّيابِ وأرَقَّهُ وكانَ أعطَرَ أهلَ مَكَّة ، وكانَ رَسولُ اللّه صلى الله عليه و آله يَذكُرُهُ ويَقولُ : ما رَأَيتُ بِمَكَّة أحسَنَ لِمَّةً ولا أرَقَّ حُلَّةً ولا أنعَمَ نِعمَةً مِن مُصعَبِ بنِ عُمَير . ۲
وقال صلى الله عليه و آله ـ لَمّا أقبَلَ عَلَيهِ مُصعَبُ بنُ عُمَير وعَلَيهِ إهابُ كَبشٍ ـ : انُظُروا إلى رَجُلٍ قَد نَوَّرَ اللّه ُ قَلبَهُ ، ولَقَد رَأَيتُهُ وهُوَ بَينَ أبَوَيهِ يُغَذِّيانِه بِأَطيَبِ الأَطعِمَةِ وأليَنِ اللِّباسِ ، فَدَعاهُ حُبُّ اللّه ِ ورَسولِهِ إلى ما تَرَونَ . ۳
وعن الإمام علي عليه السلام : إنّا لَجُلوسٌ مَعَ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله فِي المَسجِد إذ طَلَعَ عَلَينا مُصعَبُ بنُ عُمَير وما عَلَيهِ إلاّ بَردَةٌ لَهُ مَرقوعَةٌ بِفَروٍ ، فَلَمّا رَآهُ رَسولُ اللّه صلى الله عليه و آله بَكى لِلَّذي كانَ فيهِ مِنَ النِّعمَةِ والَّذي هُوَ فيهِ اليَومَ . ۴
1.اُسد الغابة : ج ۵ ص ۱۷۵ الرقم ۴۹۳۶ .
2.المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص ۲۲۱ ح ۴۹۰۴ .
3.تنبيه الخواطر : ج ۱ ص ۱۵۴ .
4.اُسد الغابة : ج ۵ ص ۱۷۶ الرقم ۴۹۳۶ .