295
جواهر الحكمة للشّباب

3 / 31

كُميَلُ بنُ زِياد

هُوَ كُمَيلُ بنُ زِياد بنِ نُهَيكٍ النَّخَعِيُّ الكوفِيُّ مِن أصحابِ الإِمامَينِ أميرِ المُؤمِنين عَلِيٍّ عليه السلام ، وأبي مُحَمَّد الحَسَن عليه السلام .
عُدَّ مِن ثِقاتِ أصحابِ الإِمامِ عَلِيٍّ عليه السلام ، وقيلَ في حَقِّهِ : كانَ شُجاعاً فاتِكاً ، وزاهِداً عابِداً .
كانَ في مُقَدَّمَةِ الكوفِيّين الثّائِرينَ عَلى عُثمان ، فَأَقصاهُ عُثمان مَعَ عِدَّةٍ إلَى الشّام . ولَمّا كانَت حَربُ صِفّين شارَكَ فيها مَعَ أهلِ الكوفَة .
وَلاّهُ الإِمامُ عَلى هيت ، فَلَم يَتَحَمَّل عِبأَها ، بَل كانَ ضَعيفاً في وِلايَتِهِ ، فَعاتَبَهُ الإِمامُ عَلى ذلِكَ . رَوى عَن أميرِ المُؤمِنين عليه السلام ، ومِمّا رَواهُ
الدُّعاءُ المَشهورُ بِـ «دُعاءِ كُمَيلٍ» . لَم يَرِد ذِكرُهُ في واقِعَةِ كَربَلاء ، ولا في ثَورَة التَّوّابين وَالمُختار .
اُستُشهِدَ كُمَيل ـ وَالَّذي كانَ مِن جُملَةِ العُبّادِ الثَّمانِيَة المَشهورينَ فِي الكوفَة ـ في سَنَةِ 82 ه عَلى يَدِ الحَجّاج لَعَنَهُ اللّه ُ .
روى الشيخ المفيد : لَمّا وُلِّيَ الحَجّاج طَلَبَ كُمَيلَ بنَ زِياد ، فَهَرَبَ مِنهُ ، فَحَرَمَ قَومَهُ عَطاءَهُم ، فَلَمّا رَأى كُمَيل ذلِكَ قالَ : أنَا شَيخٌ كَبيرٌ قَد نَفَدَ عُمُري ؛ لا يَنبَغي أن أحرِمَ قَومي عَطِيّاتِهِم ، فَخَرَجَ فَدَفَعَ بِيَدِهِ إلَى الحَجّاج ، فَلَمّا رَآهُ قالَ لَهُ : لَقَد كُنتُ اُحِبُّ أن أجِدَ عَلَيكَ سَبيلاً !
فَقالَ لَهُ كُمَيل : لا تَصرِف ۱ عَلَيَّ أنيابَكَ ، ولا تَهَدَّم ۲ عَلَيَّ ، فَوَاللّه ِ ما بَقِيَ من عُمُري إلاّ مِثلُ كَواسِلِ الغُبارِ ۳ ، فَاقضِ ما أنتَ قاضٍ ، فَإِنَّ المَوعِدَ اللّه ُ ، وبَعدَ القَتلِ الحِسابَ ، ولَقَد خَبَّرَني أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِب عليه السلام أنَّكَ قاتِلي .
فَقالَ لَهُ الحَجّاج : الحُجَّةُ عَلَيكَ إذاً !
فَقالَ كُمَيل : ذاكَ إن كانَ القَضاءُ إلَيكَ !
قالَ : بَلى ، قَد كُنتَ فيمَن قَتَلَ عُثمانَ بنَ عَفّان ! اِضرِبوا عُنُقَهُ . فَضُرِبَت عُنُقُهُ . ۴

1.. گفتنى است همان طور كه در متن احاديث فصل يكم آمده ، شمارى از احاديث اهل سنّت ، هماهنگ با احاديث شيعه ، منشأ تشريع اذان را وحى دانسته اند .

2.الصَّرِيف : صَوت الأنياب. وصَرَف نابَه وبِنابِه : حَرَقه [ : حَكَّه] فسمعت له صوتاً (لسان العرب : ج ۹ ص ۱۹۱).

3.من المجاز : تَهَدَّم عليه غَضَباً ؛ إذا تَوَعَّدَهُ . وفي الصِّحاح : اشتدَّ غَضَبُه (تاج العروس : ج ۱۷ ص ۷۴۴) .

4.كأنّها بقايا الغبار التي كسلت عن أوائله (هامش المصدر) .

5.الإرشاد : ج ۱ ص ۳۲۷ .


جواهر الحكمة للشّباب
294
  • نام منبع :
    جواهر الحكمة للشّباب
    المساعدون :
    غلامعلي، احمد
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 185723
الصفحه من 366
طباعه  ارسل الي