3 / 15
رُشَيدٌ الهَجَريُّ
رُشَيدٌ الهَجَرِيُّ مِن أصحابِ أميرِ المُؤمِنين عليه السلام الواعينَ الرّاسِخينَ . وعُدَّ مِن أصحابِ الإِمامِ الحَسَن وَالإِمامِ الحُسَين عليهماالسلام أيضا ، كانَ أميرُ المُؤمِنين عليه السلاميُعَظِّمُهُ ويُسَمّيهِ «رُشَيدُ البَلايا» . وَاختَرَقَت نَظرَتُهُ الثّاقِبَةُ النّافِذَةُ ما وراءَ عالَمِ الشَّهادَةِ ، فَعُرِفَ بِعالِمِ «البَلايا وَالمَنايا» . قالَ لَهُ الإِمامُ عليه السلاميَوما : كَيفَ صَبرُكَ إذا أرسَلَ إلَيكَ دَعِيُّ بَني اُمَيَّة ، فَقَطَعَ يَدَيكَ ورِجلَيكَ ولِسانَكَ ؟
قالَ : أ يَكونُ آخِرُ ذلِكَ إلَى الجَنَّةِ ؟
قالَ : نَعم يا رُشَيدُ ، وأنتَ مَعي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ .
وهكَذا تَرجَمَ عَظَمَةَ الصَّبرِ ، ودَلَّ عَلى صَلابَتِهِ في مَحَبَّتِهِ أميرَ المُؤمِنين ـ صَلَواتُ اللّه ِ عَلَيهِ ـ ، ولَمّا آنَ ذلِكَ الأَوانُ فَعَلَ زِيادُ بن أبيه فَعلَتَهُ ، ولَم يَتَنازَل رُشَيد عَنِ الحَقِّ إلى أنِ استُشهِدَ وصُلِبَ .
روي عن زياد بن النَّضرِ الحارِثيّ أنّه قال : كُنتُ عِندَ زِياد إذ اُتِيَ بِرُشَيدٍ الهَجَرِيِّ ، فَقالَ لَهُ زِياد : ما قالَ لَكَ صاحِبُكَ ـ يَعني عَليّا عليه السلام ـ إنّا فاعِلونُ بِكَ ؟قالَ : تَقطَعونَ يَدَيَّ ورِجلَيَّ وتَصلُبونَني. فَقالَ زِياد : أم وَاللّه ِ لاَُكَذِّبَنَّ حَديثَهُ ، خَلّوا سَبيلَهُ.
فَلَمّا أرادَ أن يَخرُجَ ، قالَ زِياد : وَاللّه ِ ما نَجِدُ لَهُ شَيئا شَرّا مِمّا قالَ صاحِبُهُ ، اقطَعوا يَدَيهِ ورِجلَيهِ وَاصلُبوهُ . فَقالَ رُشَيد : هَيهاتَ ! قَد بَقِيَ لي
عِندَكُم شَيءٌ أخبَرَني بِهِ أميرُ المُؤمِنين عليه السلام . قالَ زِياد : اِقطَعوا لِسانَهُ . فَقالَ رُشَيد : الآنَ وَاللّه ِ جاءَ تَصديقُ خَبَرِ أميرِ المُؤمِنين عليه السلام . ۱