ج ـ الرسالة السياسية
الفصل الثالث من القسم الأوّل يحمل رسالة سياسية بالغة الأهمية
موجهة إلى قادة الأُمة الإسلامية في الاهتمام بقضايا الشباب والتركيز على هذه الشريحة .
إنّ اللّه تعالى يُحب الشَّباب ؛ لأنّ كلّ أنبيائه المبعوثين كان قد اصطفاهم من بين الشَّباب ، وكان خاتم الأنبياء صلى الله عليه و آله ذا نزعة شبابية أيضا ؛ لأنّ أغلب أتباعه في أول البعثة كانوا من الشبان ، فكان أول ممثل ثقافي وسياسي له صلى الله عليه و آله فتىً في ريعان الشَّباب اسمه مصعب بن عمير، وأوّل أمير على مكّة بعد الفتح هو عتّاب بن أسيد ، وكان عمره 21 سنة ، وكذلك كان آخر من ولاّه قيادة الجيش الإسلامي لحرب الروم هو اُسامة بن زيد وكان عمره 18 سنة ، وفوق ذلك كلّه أنّه صلى الله عليه و آله نصّب في آخر سنة من عمره الشريف بأمره اللّه تعالى عليّا عليه السلام إماما بعده وخليفة له على الأُمّة ، ۱
وكان عليه السلامآنذاك شابا يناهز الثانية والثلاثين من عمره الشريف .
وحينما اعترض جماعة وثقل عليهم تعيين شاب عمره 21 سنة أميرا على مكّة ، كتب النَّبي صلى الله عليه و آلهجوابا لهم في رسالة طويلة جاء فيها :
و لايَحتَجَّ مُحتَجٌّ مِنكُم في مُخالَفتهِ بِصِغَرِ سِنِّهِ فَلَيسَ الأَكبَرُ هُوَ الأَفضَلَ ، بَلِ الأَفضَلُ هُوَ الأَكبَرُ .۲
النقطة الاُخرى الجديرة بالذكر هي أنّ الإمام المهدي عجل اللّه تعالى فرجه يظهر بهيئة الشَّباب وشمائلهم ، ويضطلع الشَّباب في دولته بدور هامّ أساسي .
إنّ التأمّل في آيات هذا الفصل وروايات الواردة فيه يشير بوضوح
إلى أنّ نزوع الأديان إلى الشبيبة يقوم على أساس الحكمة ، وأنّ مصالح المجتمع في كلّ الأبعاد الإدارية تقتضي في النظام الديني أن يكون الدور الأوّل على عاتق الشَّباب.