167
جواهر الحكمة للشّباب

الفصل السادس : مصائد الشّيطان

۴۱۱.الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام: إنَّ إبليسَ كانَ يَأتِي الأَنبِياء عليهم السلام مِن لَدُن آدَم عليه السلام إلى أن بَعَثَ اللّه ُ المَسيح عليه السلام يَتَحَدَّثُ عِندَهُم ويُسائِلُهُم ، ولَم يَكُن بِأَحَدٍ مِنهُم أشَدُّ اُنسا مِنهُ بِيَحيَى بنِ زَكَرِيّا ، فَقالَ لَهُ يَحيى : يا أبا مُرَّة إنَّ لي إلَيكَ حاجَةً .
فَقالَ لَهُ : أنتَ أعظَمُ قَدراً مِن أن أرُدَّكَ بِمَسأَلَةٍ فَسَلني ما شِئتَ ، فَإِنّي غَيرُ مُخالِفِكَ في أمرٍ تُريدُهُ .
فَقالَ يَحيى : يا أبا مُرَّة اُحِبُّ أن تَعرِضَ عَلَيَّ مَصائِدَكَ وفُخوخَكَ الَّتي تَصطادُ بِها بَني آدَمَ .
فَقالَ لَهُ إبليسُ : حُبّا و كَرامَةً ، وواعَدَهُ لِغَدٍ ، فَلَمّا أصبَحَ يَحيى عليه السلامقَعَدَ في بَيتِهِ يَنتَظِرُ المَوعِدَ وأجافَ عَلَيهِ البابَ إغلاقا فَما شَعَرَ حَتّى ساواهُ من خَوخَةٍ كانَت في بَيتِهِ ، فَإِذا وَجهُهُ صورَةُ وَجهِ القِردِ ، وَجَسَدُهُ عَلى صورَةِ الخِنزيرِ ، وإذا عَيناهُ مَشقوقَتانِ طولاً ، وفَمُهُ مَشقوقٌ طولاً وإذا أسنانُهُ وفَمُهُ عَظما واحِدا بِلا ذَقَنٍ ولا لِحيَةٍ ، ولَهُ أربَعَةُ أيدٍ : يَدانِ في صَدرِهِ ويَدانِ في مِنكَبِهِ ، وإذا عَراقيبُهُ قَوادِمُهُ ، و أصابِعُهُ خَلفَهُ ، وَعلَيهِ قَباءٌ وقَد شَدَّ وَسَطَهُ بِمِنطَقَةٍ فيها خُيوطٌ مُعَلَّقَةٌ بَينَ أحمَرَ و أخضَرَ وأصفَرَ وَجميعِ
الأَلوانِ ، وإذا بِيَدِهِ جَرَسٌ عَظيمٌ ، وعَلى رَأسِهِ بَيضَةٌ ، وإذا فِي البَيضَةِ حَديدَةٌ مُعَلَّقَةٌ شَبيهَةٌ بِالكُلاّبِ .
فَلَمّا تَأَمَّلَهُ يَحيى عليه السلام قالَ لَهُ : ما هذِهِ المِنطَقَةُ الَّتي في وَسَطِكَ؟
فَقالَ : هذِهِ المَجوسِيَّة ، أ نَا الَّذي سَنَنتُها وزَيَّنتُها لَهُم .
فَقالَ لَهُ : فَما هذِهِ الخُيوطُ الأَلوانُ؟
قالَ : هذِهِ جَميعُ أصباغِ النِّساءِ ، لا تَزالُ المَرأَةُ تَصبَغُ الصِّبغَ حَتّى تَقَعَ مَعَ لَونِها ، فَأَفتَتِنَ النّاسَ بِها .
فَقالَ لَهُ : فَما هذَا الجَرَسُ الَّذي بِيَدِكَ؟
قالَ : هذا مَجمَعُ كُلِّ لَذَّةٍ مِن طُنبورٍ و بَربَطٍ ومِعزَفَةٍ وطَبلٍ ونايٍ وصُرنايٍ ، وإنَّ القَومَ لَيَجلِسونَ عَلى شَرابِهِم فَلايَستَلِذّونَهُ فَاُحَرِّكُ الجَرَسَ فيما بَينَهُم ، فَإِذا سَمِعوهُ استَخَفَّهُمُ الطَّرَبُ ، فَمِن بَينِ مَن يَرقُصُ ومِن بَينِ مَن يُفَرقِعُ أصابِعَهُ ، ومِن بَينِ مَن يَشُقُّ ثِيابَهُ .
فَقالَ لَهُ : وأيُّ الأَشياءِ أقَرُّ لِعَينِكَ ؟
قالَ : النِّساءُ ، هُنَّ فُخوخي ومَصائِدي ، فَإِنّي إذَا اجتَمَعَت عَلَيَّ دَعَواتُ الصّالِحينَ ولَعَناتُهُم صِرتُ إلَى النِّساءِ فَطابَت نَفسي بِهِنَّ .
فَقالَ لَهُ يَحيى عليه السلام : فَما هذِهِ البَيضَةُ الَّتي عَلى رَأسِكَ؟
قالَ : بِها أتَوَقّى دَعوَةَ المُؤمِنينَ .
قالَ : فَما هذِهِ الحَديدَةُ الَّتي أراها فيها؟
قالَ : بِهذِهِ اُقَلِّبُ قُلوبَ الصّالحِينَ .
قالَ يَحيى عليه السلام : فَهَل ظَفِرتَ بي ساعَةً قَطُّ؟
قالَ : لا ، ولكِن فيكَ خَصلَةٌ تُعجِبُني .
قالَ يَحيى : فَما هِيَ ؟
قالَ : أنتَ رَجُلٌ أكولٌ ، فَإِذا أفطَرتَ أكَلتَ وبَشِمتَ فَيَمنَعُكَ ذلِكَ مِن بَعضِ صَلاتِكَ وقِيامِكَ بِاللَّيلِ .
قالَ يَحيى عليه السلام : فَإِنّي اُعطِي اللّه َ عَهدا أنّي لا أشبَعُ مِنَ الطَّعامِ حَتّى ألقاهُ .
قَالَ لَهُ إبليسُ : وأ نَا اُعطِي اللّه َ عَهدا أنّي لا أنصَحُ مُسلِما حَتّى ألقاهُ ، ثُمَّ خَرَجَ فَما عادَ إلَيهِ بَعدَ ذلِكَ . ۱

1.الأمالي للطوسي : ص ۳۳۹ ح ۶۹۲ .


جواهر الحكمة للشّباب
166

5 / 6

جَزاءُ العاشِقِ العَفيفِ

۴۰۷.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن عَشِقَ فَكَتَمَ وَعَفَّ فَماتَ فَهُوَ شَهيدٌ . ۱

۴۰۸.عنه صلى الله عليه و آله :العِشقُ مِن غَيرِ ريبَةٍ كفَارَّةٌ لِلذُّنوبِ . ۲

۴۰۹.عنه صلى الله عليه و آله :مَن عَشِقَ وكَتَمَ وعَفَّ وصَبَرَ ، غَفَرَ اللّه ُ لَهُ وأدخَلَهُ الجَنَّةَ . ۳

۴۱۰.كنز العمّال عن ابن عبّاس عَن رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله :خِيارُ اُمَّتِي الَّذينَ يَعِفّونَ إذا آتاهُمُ اللّه ُ مِنَ البَلاءِ شَيئا .
قالوا : وأيُّ البَلاءِ؟
قالَ : العِشقُ . ۴

1.كنز العمّال : ج ۳ ص ۳۷۲ ح ۷۰۰۰ .

2.الفردوس : ج ۳ ص ۹۴ ح ۴۲۶۶ .

3.كنز العمّال : ج ۳ ص ۳۷۳ ح ۷۰۰۲ .

4.كنز العمّال : ج ۳ ص ۳۷۳ ح ۷۰۰۱ و ص ۷۷۹ ح ۸۷۳۲ كلاهما نقلاً عن الديلمي ، الفردوس : ج ۲ ص ۱۷۴ ح ۲۸۶۷ وليس في النسخة التي بأيدينا «قالوا : وأي البلاء؟ قال» .

  • نام منبع :
    جواهر الحكمة للشّباب
    المساعدون :
    غلامعلي، احمد
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 185819
الصفحه من 366
طباعه  ارسل الي