35
عقيل ابن ابي طالب

1/6

داره

وهب رسول اللّه صلى الله عليه و آله لعقيل داره الّتي تسمّى دار ابن يوسف ، قال الطّبريّ: قيل إنّه وُلد صلى الله عليه و آله في الدّار الّتي تُعرف بدار ابن يوسف، وقيل إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله كان وَهَبها لعقيل بن أبي طالب فلم تزل في يد عقيل حتّى توفّي ، فباعها ولده من محمّد بن يوسف أخي الحجّاج بن يوسف، فبنى داره الّتي يقال لها دار ابن يوسف وأدخل ذلك البيت في الدّار حتّى أخرجتْه الخيزران فجعلته مسجدا يصلّى فيه . ۱
وقد زعم بعض أهل مكّة أنّ شِعب بن يوسف الّذي يُدعى به كان لهاشم بن عبد مناف دون النّاس كلّهم، ثمّ صار لعبد المطّلب بن هاشم، فقسمه عبد المطّلب بين ولده، ودفع ذلك إليهم في حياته حين ذهب بصره، فمن ثَمَّ صار للنبيّ صلى الله عليه و آله حقّ أبيه عبد اللّه بن عبد المطّلب . ۲
وقال : وقد كان لرسول اللّه صلى الله عليه و آله في ذلك الشّعب حقّ فوهبه لعقيل بن أبي طالب رضى الله عنهفلم يزل بيد عقيل حتّى باعه ولده من محمّد بن يوسف أخي الحجّاج بن يوسف ـ فيما يقال ـ واللّه أعلم . ۳
وقال بعض النّاس : إنّ دار ابن يوسف كانت لعبد المطّلب فأمر الحجّاج أخاه محمّد بن يوسف فاشتراها بمئة ألف درهم، فدفعها الحجّاج إليه، وأمر أخاه محمّدا أن يبنيها، فبناها وكلاء محمّد، فقال النّاس: الدّار لمحمّد بن يوسف . ۴
وقال : والحقّ الّذي يليه بعض دار ابن يوسف من مولد النّبيّ صلى الله عليه و آله وهو الشِّعب الّذي حاصرت فيه قريش بني هاشم ورسول اللّه صلى الله عليه و آله معهم في الشّعب . ۵
وقال الأزرقيّ : مولد النّبيّ ـ أي البيت الّذي ولد فيه النّبيّ صلى الله عليه و آله ـ وهو دار محمّد بن يوسف أخي الحجّاج بن يوسف ، كان عقيل بن أبي طالب أخذه حين هاجر النّبيّ صلى الله عليه و آله، وفيه وفي غيره يقول رسول اللّه صلى الله عليه و آلهعام حجّة الوداع حين قيل له أين ننزل يا رسول اللّه ؟ وهل ترك لنا عقيل من ظل؟ فلم يزل بيده وبيد ولده حتّى باعه ولده من محمّد بن يوسف فأدخله في داره الّتي يقال لها البيضاء وتعرف اليوم بابن يوسف، فلم يزل ذلك البيت في الدّار حتّى حجّت الخيزران أُمّ الخليفتين موسى وهارون فجعلته مسجدا يصلّى فيه، وأخرجته من الدّار وأشرعته في الزّقاق الّذي في أصل تلك الدّار يقال له: زقاق المولد . ۶
ظاهر هذا الكلام أنّ عقيلاً أخذ هذه الدّار كسائر دور بني هاشم الّذين هاجروا أخذه غصبا فيخالف ما تقدّم عن الأزرقيّ والفاكهيّ أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آلهوهبها لعقيل، ويؤيّد ذلك ما نقلوه أنّ عقيلاً حفر فيها بئرا.
قال أبو الوليد : الآبار الّتي حفرت في الجاهليّة بعد زمزم بئر في دار محمّد بن يوسف البيضاء، حفرها عقيل بن أبي طالب، ويقال : حفرها عبد شمس بن عبد مناف، ونثلها عقيل بن أبي طالب ـ أي استخرج ترابها ورحلها ـ يقال لها طوى . ۷
وفي دار ابن يوسف بئر جاهليّة حفرها عقيل بن أبي طالب. فلم تزل هذه الدّار حتّى باعها ولده من محمّد بن يوسف، وفي هذه الدّار البيت الّذي ولد فيه رسول اللّه صلى الله عليه و آله، وقد اتُّخِذ مُصلّى يُصلّى فيه . ۸
بيت النّبيّ صلى الله عليه و آله وهو المنزل [الّذي] كانت تنزله خديجة بنت خويلد ـ رضي اللّه عنها ـ وفيه كان مسكن رسول اللّه معها، وفيه ابتنى بها، ووَلدت فيه خديجة ـ رضي اللّه عنها ـ أولادها جميعا، وفيه توفيت ـ رضي اللّه عنها ـ فلم يزل رسول اللّه صلى الله عليه و آلهفيه ساكنا حتّى خرج صلى الله عليه و آله زَمَن الهجرة، فأخذه عقيل بن أبي طالب رضى الله عنهفيما أخذه فاشتراه معاوية وهو خليفة، فاتّخذه مسجدا يُصلّى فيه وبناه بناءً جديدا. ۹
كان عقيل قد باع دور بني هاشم المسلمين بمكّة ، وكانت قريش تعطي من لم يسلم مال من أسلم ، فباع دور قومه حتّى دار رسول اللّه صلى الله عليه و آله فلمّا دخل رسول اللّه صلى الله عليه و آلهمكّة يوم الفتح قيل له : ألا تنزل دارك يا رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فقال :
«وهل ترك لنا عقيل من دار» . ۱۰
قال : الأزرقيّ بعد ذكر فتح مكّة وشكاية بعض من غُصب دورهم إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله : سكت رسول اللّه صلى الله عليه و آله عن مسكنيه كليهما، مسكنه الّذي ولد فيه، ومسكنه الّذي ابتنى فيه بخديجة بنت خويلد وولد فيه ولده جميعا، وكان عقيل بن أبي طالب أخذ مسكنه الّذي ولد فيه، وأمّا بيت خديجة فأخذه معتب بن أبي لهب وكان أقرب النّاس إليه جوارا فباعه بعد من معاوية بمئة ألف درهم . ۱۱
إنّ حاكم المدينة هدم دورهم بعد خروجهم مع الحسين عليه السلام ، فلمّا رجع الإمام عليّ بن الحسين عليهماالسلام من الشّام بني لهم دورهم .
قال الكشّيّ في رجاله : محمّد بن مسعود ، قال: حدّثني ابن أبي عليّ الخزاعيّ، قال: خالد بن يزيد العمريّ، عن الحسين بن زيد، عن عمر بن عليّ، أنّ المختار أرسل إلى عليّ بن الحسين عليهماالسلام بعشرين ألف دينار، فقبلها وبنى بها دار عقيل بن أبي طالب ، ودارهم الّتي هدمت . ۱۲
الدّار الّتي في البقيع تكرر ذكرها :
دار عقيل الموضع الّذي دُفن فيه ۱۳ ، قد تلخّص لنا أنّ دار عقيل بالمشهد المعروف به ۱۴ ودفن العبّاس بن عبد المطّلب عند قبر فاطمة بنت أسد بن هاشم في أوّل مقابر بني هاشم الّتي في دار عقيل ۱۵ أوصى عبدالرحمن بن عوف أن يدفن إلى عثمان بن مظعون... عند زاوية دار عقيل الشّرقية قبر سعد بن أبي وقاص موضع زاوية دار عقيل ۱۶ ، إنّ قبر فاطمة بنت رسول اللّه صلى الله عليه و آلهحِذْوَ الزّقاق الّذي يلي زاوية دار عقيل . ۱۷
قال عبد العزيز : بلغني أنّ عقيل بن أبي طالب رأى أبا سفيان بن الحارث يجول بين المقابر ، فقال له: يابن عمّ ما لي أراك ها هنا؟
قال: أطلب موضع قبر. فأدخله داره وأمر بقبر فحفر في قاعتها فقعد عليه أبو سفيان ساعةً ، ثُمّ انصرف، فلم يلبث إلاّ يومين حتّى تُوفّي فدُفن فيه. ۱۸
لما حفر عقيل بن أبي طالب في داره بئرا وقع على حجر منقوش مكتوب فيه: قبر أُمّ حبيبة بنت صخر بن حرب . ۱۹
ومشهد سيّدنا إبراهيم في زاوية دار عقيل ۲۰ ، وموقف الدّعاء. ۲۱
إلى غير ذلك من المواضع المختلفة .

1.تاريخ الطبري : ج ۲ ص ۱۵۶، الكامل لابن أثير : ج ۱ ص ۲۹۴ نحوه وراجع المناقب لابن شهر آشوب : ج ۱ ص ۱۷۲، بحار الأنوار : ج ۱۵ ص ۲۷۶ .

2.أخبار مكّة للفاكهى¨ : ج ۳ ص ۲۶۵ الرقم ۲۰۹۵، أخبار مكّة للأزرقي : ج ۲ ص ۲۳۳ .

3.أخبار مكّة للفاكهي : ج ۳ ص ۲۶۲ الرقم۲۰۹۲ .

4.أخبار مكّة للفاكهي : ج ۳ ص ۲۶۶ الرقم ۲۰۹۸ .

5.أخبار مكّة للفاكهي : ج ۳ ص ۲۶۴ الرقم۲۰۹۳ وراجع أخبار مكّة للأزرقي : ج ۲ ص ۲۳۳ .

6.أخبار مكّة للأزرقي : ج ۲ ص ۱۹۸ .

7.أخبار مكّة للأزرقى¨ : ج ۲ ص ۲۲۳ ، أخبار مكّة للفاكهي : ج ۴ ص ۱۱۲ وفيه «حفرها عقيل بن أبي طالب رضى الله عنهفي حقّ المقوِّم بن عبد المطّلب ويقال ...» .

8.أخبار مكّة للفاكهي : ج ۳ ص ۲۶۹ الرقم۲۱۰۰، فتوح البلدان : ص ۶۷ .

9.أخبار مكّة للفاكهي : ج ۴ ص ۷، أخبار مكّة للأزرقى : ج ۲ ص ۱۹۹ نحوه .

10.الدرجات الرفيعة : ص ۱۵۴، بحارالأنوار : ج ۸ ص ۲۶۷، تاريخ مدينة دمشق : ج ۴۶ ص ۲۸۷ كلاهما نحوه وراجع المعجم الكبير : ج ۱ ص ۱۶۸، ح ۴۱۳ والمغازي للواقدي : ج ۸۲۹۲ وكنزالعمّال : ج ۱۱ ص ۷۷، ح ۳۰۶۸۴ و ۳۰۶۸۵ وعلل الشرائع : ج ۱ ص ۱۵۵، ح ۲ والطرائف : ص ۲۵۱ .

11.أخبار مكّة للأزرقى : ج ۲ ص ۲۴۵ ـ ۲۴۶،

12.رجال الكشى : ج ۱ ص ۳۴۱ الرقم۲۰۴ .

13.وفاء الوفاء : ج ۳ ص ۸۹۰ .

14.وفاء الوفاء : ج ۳ ص ۸۹۲ .

15.تاريخ المدينة المنورة لابن شبة : ج ۱ ص ۱۲۷، وفاء الوفاء : ج ۳ ص ۸۹۶ .

16.وفاء الوفاء : ج ۳ ص ۸۹۹ .

17.تاريخ مدينة المنورة لابن شبة : ج ۱ ص ۱۰۵، وفاء الوفاء : ج ۳ ص ۹۰۱ .

18.تاريخ مدينة المنورة لابن شبة : ج ۱ ص ۱۲۷، وفاء الوفاء : ج ۳ ص ۹۱۱ .

19.تاريخ مدينة المنورة لابن شبة : ج ۱ ص ۱۲۰، وفاء الوفاء : ج ۳ ص ۹۱۲ .

20.وفاء الوفاء : ج ۳ ص ۸۹۳ .

21.تحقيق النصرة : ص ۱۲۶ .


عقيل ابن ابي طالب
34

قصّة إسلام سلمان

نقل الصدوق رحمه الله في كمال الدّين عن أبيه، عن محمّد العطّار وأحمد بن إدريس معا، عن ابن عيسى، عن محمّد بن عليّ بن مهزيار، عن أبيه، عمّن ذكره، عن موسى بن جعفر ، عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام (حديثا في سبب إسلام سلمان رضى الله عنه طويلاً إلى أن قال: قال سلمان:) «فبقيت في ذلك الحائط ما شاء اللّه فبينما أنا ذات يوم في الحائط إذا أنا بسبعة رهط، قد أقبلوا تظلّهم غمامة، فقلت في نفسي واللّه ما هؤلاء كلّهم أنبياء، ولكنّ فيهم نبيّا قال : فاقبلوا حتّى دخلوا الحائط والغمامة تسير معهم، فلمّا دخلوا فإذا فيهم رسول اللّه صلى الله عليه و آلهوأمير المؤمنين وأبوذرّ والمقداد وعقيل بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطّلب وزيد بن حارثة، فدخلوا الحائط فجعلوا يتناولون من حشف النّخل ورسول اللّه صلى الله عليه و آله ،يقول لهم : «كلوا الحشف ولا تفسدوا على القوم شيئا».
فدخلت على مولاتي ، فقلت لها: يا مولاتي هبي لي طبقا من رطب، فقالت: لك ستّة أطباق.
قال: فجئت فحملت طبقا من رطب، فقلت في نفسي: إن كان فيهم نبيّ فإنّه لا يأكل الصّدقة، ويأكل الهديّة، فوضعته بين يديه.
فقلت: هذه صدقة.
فقال: رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«كلوا».
وأمسك رسول اللّه ، وأمير المؤمنين وعقيل بن أبي طالب ، وحمزة بن عبد المطّلب، وقال لزيد: «مدّ يدك»الحديث ۱ . ۲

1.وفيه نظر؛ لأنّ في زمان إسلام عقيل اختلاف كما مرّ فكيف يجمع بين حمزة وعقيل ورسول اللّه صلى الله عليه و آلهفي حائط من حيطان المدينة قبل إسلام سلمان رضى الله عنه؛ إلاّ أن يقال: في العبارة تصحيف وفيه «جعفر» بدل «عقيل» ؛ لأنّ جعفر في ذلك الزمان في الحبشة وقدم المدينة بعد فتح خيبر، أو الخبر ضعيف لأنّه مرسل، أو...

2.كمال الدين : ص ۱۶۴ ح ۲۱، روضة الواعظين : ص ۳۰۳، بحار الأنوار : ج ۲۲ ص ۳۵۸ .

  • نام منبع :
    عقيل ابن ابي طالب
    المساعدون :
    فرجی، مجتبی
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1425 ق / 1383 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 23804
الصفحه من 130
طباعه  ارسل الي