49
مكاتيب الأئمّة ج3

11

كتابُه عليه السلام إلى زياد

بعد تعرّضه لشيعة عليّ عليه السلام

۰.روى الشَّرْقي بن القطاميّ ، قال : كان سعيد بن سَرْح مولى حبيب بن عبد شمس شيعة لعليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فلمَّا قدم زياد الكوفة طلبه وأخافه ، فأتى الحسن بن عليّ عليه السلام مستجيراً به ، فوثب زياد على أخيه وولده وامرأته فحَبسهم ، وأخذ مالَه ، ونقض دارَه . فكتب الحسن بن عليّ عليه السلام إلى زياد :أمَّا بَعدُ ؛ فَإنَّكَ عَمَدتَ إلى رَجُلٍ مِنَ المُسلِمينَ لَهُ ما لَهُم وَعلَيهِ ما عَلَيهِم ، فَهَدَمتَ دارَهُ ، وأخَذتَ مالَهُ ، وَحَبَستَ أهلَهُ وَعِيالَهُ ، فَإنْ أتاكَ كتابي هذا فابنِ لَهُ دارَهُ ، واردُد عَلَيهِ عِيالَهُ وَمالَهُ ، وَشَفِّعني فيهِ ، فَقَد أجَرتُهُ . والسَّلامُ .

فكتب إليه زِياد :
من زياد بن أبي سُفْيان إلى الحسن بن فاطمة :
أمَّا بعدُ ؛ فقد أتاني كتابُكَ تبدأُ فيهِ بِنَفسِكَ قبلي ، وَأنتَ طالِبُ حاجَةٍ ، وَأنا سلطانٌ وأنتَ سُوقةٌ ، وتأمُرُني فيهِ بأمرِ المطاع المُسلَّطِ عَلى رَعِيَّتهِ .
كَتَبتَ إليَّ في فاسِقٍ آوَيتَهُ ، إِقامَةً مِنكَ عَلى سوء الرَّأي ، وَرِضىً مِنكَ بِذلِكَ ، وَأَيمُ اللّه ِ لا تَسبِقني بهِ وَلَو كانَ بَينَ جِلدِكَ وَلَحمِكَ ، وَإنْ نِلتُ بَعضَكَ غَيرَ رَفيقٍ بِكَ وَلا مُرعٍ عَلَيكَ ، فَإنَّ أحبَّ لَحمٍ عَلَيّ أن آكُلَهُ لَلَّحمُ الَّذي أنتَ مِنهُ ، فَسَلّمهُ بِجريرَتِهِ
إلى مَن هُو أولَى بهِ مِنكَ ، فَإنْ عَفَوتُ عَنهُ لَم أَكُن شَفَّعتُكَ فيهِ ، وَإنْ قَتَلتُهُ لَم أقتلهُ إلاَّ لِحُبّهِ أباكَ الفاسِقَ ؛ والسَّلامُ .
فَلَمَّا ورَدَ الكِتابُ عَلى الحَسَنِ عليه السلام قَرَأهُ وَتَبَسَّمَ ، وَكَتَبَ بِذلِكَ إلى مُعاوِيَةَ ، وَجَعَلَ كِتابَ زيادٍ عِطفَهُ ، وبَعَثَ بِهِ إلى الشَّامِ . ۱

1.شرح نهج البلاغة : ج ۱۶ ص ۱۹۴.


مكاتيب الأئمّة ج3
48

10

كتابُه عليه السلام إلى معاوية

بعد نقضه الشّروط

في الكامل :
لمَّا سلم الحسن الأمر إلى معاوية ، قالوا ـ الخوارج ـ : قد جاء الآن ما لا شكّ فيه ، فسيروا إلى معاوية فجاهدوه .
فأقبلوا وعليهم فروة بن نوفل ، حتَّى حلُّوا بالنُّخيلة عند الكوفة ، وكان الحسن بن عليّ قد سار يريد المدينة ، فكتب إليه معاوية يدعوه إلى قتال فروة ، فلحقه رسوله بالقادسيَّة أو قريباً منها ، فلم يرجع وكتب إلى معاوية :
لو آثرتُ أنْ أقاتِلَ أحَداً مِن أهلِ القِبلَةِ لَبَدأتُ بقِتالِكَ ،فإنِّيتَرَكتُكَ لِصلاحِ الأُمَّةِ ، وحَقْنِ دِمائِها .۱
مكاتيبه من الصُّلح حتّى الاستشهاد

1.الكامل لابن الأثير : ج ۲ ص ۴۴۹ ؛ الغدير : ج ۱۰ ص ۱۷۳ الرّقم۷۲.

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج3
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 59422
الصفحه من 340
طباعه  ارسل الي