55
مكاتيب الأئمّة ج2

قُثَمُ بنُ العَبّاس

قُثَم بن العبّاس بن عبد المطلب القُرَشيّ الهاشِميّ ، واُمّه اُمّ الفضل ، لُبابَة بنت الحارث من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله ۱ ، وأخو أحد الحسنين عليهماالسلام من الرِّضاعة ۲ ، أثنوا عليه بالمعرفة القويّة والفضل والفضيلة . وليَ مكّة ۳ والطَّائف ۴ طيلة خلافة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام . وصار أمير الحجِّ سنة 38 ه ۵ . وعندما أغار بُسْر بن أرطاة على مكّة ، فرَّ منها ۶ ثمّ عاد إليها بعد خروج بُسْر . ۷
كان قُثَم حاضرا في مسجد الكوفة ، عندما ضُرب الإمام عليه السلام ، وهو الَّذي قبض على ابن ملجم ۸
.
توفّي قُثَم في فتح سمرقند ۹ أيّام معاوية ۱۰ .
في الاستيعاب : كان قُثم بن العبّاس واليا لعليّ بن أبي طالب على مكّة ، وذلك أنّ عليّا لمّا ولي الخلافة عزل خالد بن العاصي بن هِشام بن المُغِيْرَة المخزومي عن مكّة ، وولاّها أبا قَتادَة الأنْصاريّ ، ثمّ عزله ، وولّى قُثَم بن العبّاس ، فلم يزل واليا عليها حتَّى قُتل عليّ رضى الله عنه ۱۱ .
وفي المستدرك على الصحيحين عن أبي إسْحاق : سألت قثم بن العبّاس : كيف ورث عليّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله دونكم ؟ قال : لأنّه كان أوّلنا به لحوقا ، وأشدّنا به لزوقا ۱۲ .
وفي الطبقات الكبرى : غزا قُثَم خراسان ، وكان عليها سعيد بن عثمان فقال له : أضرب لك بألف سهم ، فقال : لا ، بل اُخمِّس ، ثمّ أعطِ النَّاس حقوقهم ، ثمّ أعطني بعدُ ما شئت . وكان قُثم ورعا فاضلاً ، وتوفّي بسمرقند ۱۳
.

1.مسند ابن حنبل : ج ۱ ص۴۴۰ ح۱۷۶۰ ، التاريخ الكبير : ج ۷ ص۱۹۴ ح۸۶۳ ، سِيَر أعلامِ النبلاء : ج ۳ ص۴۴۰ الرقم۸۲ ، اُسد الغابة : ج ۴ ص۳۷۳ الرقم۴۲۷۹ وفيها « قد أردفه النبيّ صلى الله عليه و آله خلفه » .

2.مسند ابن حنبل : ج ۱۰ ص۲۵۶ ح۲۶۹۳۹ ، الإصابة : ج ۵ ص۳۲۰ الرقم۷۰۹۶ ، أنساب الأشراف : ج۴ ص۸۵ ، سِيَر أعلامِ النبلاء : ج ۳ ص۴۴۰ الرقم۸۲ .

3.تاريخ الطبري: ج۵ ص۹۲ وص۱۵۵، تاريخ خليفة بن خيّاط: ص۱۵۲ وفيه «ولاّها أبا قَتادة الأنصاري ثمّ عزله وولّى قثم بن عبّاس، فلم يزل واليا حتَّى قتل عليّ »؛ نهج البلاغة: الكتاب ۶۷، تاريخ اليعقوبي: ج۲ ص۱۷۹ .

4.تاريخ الطبري : ج۵ ص۹۲ و ص ۱۵۵ .

5.تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۳۲ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۲۴ ؛ تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۲۱۳ وفيه « أقام الحجّ للناس . . . وفي سنة ۳۷ قثم بن العبّاس وقيل : عبد اللّه بن العبّاس » .

6.تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۳۲ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۲۴ ؛ تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۲۱۳ وفيه « أقام الحجّ للناس . . . وفي سنة ۳۷ قثم بن العبّاس وقيل : عبد اللّه بن العبّاس » .

7.الغارات : ج۲ ص۶۲۱ .

8.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۲۱۲ .

9.سَمَرْقَند : بلد معروف في خراسان وهو الآن في طاجيكستان .

10.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۲۳۷ ؛ الطبقات الكبرى : ج۷ ص۳۶۷ ، أنساب الأشراف : ج۴ ص۸۶ وفيه « ويقال استشهد بها » ، اُسد الغابة : ج ۴ ص۳۷۴ الرقم۴۲۷۹ وفيه « مات بها شهيدا » .

11.الاستيعاب : ج ۳ ص۳۶۳ الرقم۲۱۹۰ ، تاريخ خليفة بن خيّاط : ص۱۵۲ .

12.المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص۱۳۶ ح۴۶۳۳ ، المعجم الكبير : ج۹ ص ۰ ح ۸۶ و ح ۸۵ نحوه ، تاريخ مدينة دمشق : ج۴۲ ص۳۹۳ ، اُسد الغابة : ج ۴ ص۳۷۳ الرقم۴۲۷۹ .

13.الطبقات الكبرى : ج۷ ص۳۶۷ وراجع أنساب الأشراف : ج۴ ص۸۶ .


مكاتيب الأئمّة ج2
54

154

كتابه عليه السلام إلى قُثَمِ بن العبَّاس

۰.من كتاب له عليه السلام إلى قُثْم بن العبَّاس ، وهو عامله على مكَّة :« أمَّا بعدُ ، فإنَّ عَيْنِي بِالْمَغْرِبِ كَتَبَ إِلَيَّ ، يُعْلِمُنِي أَنَّهُ وُجِّهَ إِلَى الْمَوْسِمِ أُنَاسٌ مِن أَهْلِ الشَّامِ ، الْعُمْيِ الْقُلُوبِ ، الصُّمِّ الأَسْمَاعِ ، الْكُمْهِ الأَبْصَارِ ، الَّذِين يَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ ، ويُطِيعُونَ الْمَخْلُوقَ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ ، ويَحْتَلِبُونَ الدُّنيا دَرَّهَا بِالدِّينِ ، ويَشْتَرُونَ عَاجِلَهَا بآجِلِ الأَبْرَارِ الْمُتَّقِينَ ، ولَنْ يَفُوزَ بِالْخَيْرِ إلاَّ عَامِلُهُ ، ولا يُجْزَى جَزَاءَ الشَّرِّ إِلاَّ فَاعِلُهُ .
فَأَقِمْ عَلَى مَا فِي يَدَيْك قِيَامَ الْحَازِمِ الصَّلِيبِ ، والنَّاصِحِ اللَّبِيبِ ، التَّابِعِ لِسُلْطَانِهِ ، الْمُطِيعِ لإِمَامِهِ ، وإيَّاك ومَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ ، ولا تَكُنْ عند النَّعْمَاءِ بَطِرا ، ولا عنْد الْبَأْسَاءِ فَشِلاً ، والسَّلامُ » . ۱

1.نهج البلاغة : الكتاب۳۳ وراجع : الغارات : ج۱ ص۵۰۱ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۱۶ ص۱۳۹ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج2
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 69844
الصفحه من 528
طباعه  ارسل الي