أبو نِيْزَر
بكسر النُّون ، وسكون الياء المثناة التَّحتانيّة ، وفتح الزَّاء المعجمة ، بعدها راء مهملة ، ۱ وهو الصَّحيح ، لاتفاق نسخ الوسائل والتَّهذيب والوافي في الوصيّة تلك ، فما في المستدرك « أبو يثرب » ، وما في الدَّعائم « أبو بيرز » تصحيف . وقد تقدَّم في « رَباح » ، أنَّ عليَّا عليه السلام أعتقه بشرط . ۲
قال ابن حَجَر : يقال : إنَّه ولد النَّجاشيّ جاء وأسلم ، وكان مع النَّبيّ صلى الله عليه و آله في مؤنته ، ثُمَّ كان مع فاطمة ، ثُمَّ مع ولدها ، وكان يقوم بضيعتي عليٍّ اللّتين في البقيع ، تُسمَّى إحداهما البغيبغة ، والأُخرى عين أبي نيزر ۳ ، وقد تقدَّم كلام المُبَرِّد في الكامل .
وقال الحلبي في السِّيرة : إنَّ عليّا رضى الله عنه وجد ابن النَّجاشي عند تاجر بمكَّة ، فاشتراه منه ، وأعتقه مكافاةً لما صَنع أبوه مع المسلمين ، وكان يقال له : « نيزر »
مولى عليّ كرَّم اللّه وجهه ، ويقال : إنَّ الحَبَشة لمَّا بلغهم خبره أرسلوا وافدا ، منهم إليه ليملّكوه ، ويُتوِّجُوه ولم يختلفوا عليه ، فأبى وقال : ما كنت أطلب الملك بعد أن منَّ اللّه عليَّ بالإسلام ، وكان من أطول النَّاس قامة ، وأحسنِهِم وجها . ۴
قال السَّمهوديّ : وأبو نيزر مولى عليّ ، الَّذي ينسب إليه العين ، كان ابنا للنجّاشيّ ، الَّذي هاجر إليه المسلون ، اشتراه عليّ ، وأعتقه مكافاة لأبيه . ۵
قال العلاَّمة السَّيِّد الأمين : كلام المُبَرِّد دالّ على أنَّه أسلم صغيرا على يدي النَّبيّ صلى الله عليه و آله ، فكان معه في مؤونته ، ثُمَّ مع فاطمة وولدها . وكلام ابن إسحاق دالّ على أنَّ عليَّا عليه السلام اشتراه وأعتقه ، وجعله في الضَّيعتين ، ويمكن الجمع بأنَّ عليَّا عليه السلام اشتراه من تاجر وهو صغير وأعتقه ، ثُمَّ جاء به إلى النَّبيّ صلى الله عليه و آله ، فأسلم وبقي عند النَّبيّ صلى الله عليه و آله إلى وفاته ، فانتقل إلى بيت عليّ ، فصار مع فاطمة وولدها ، ثُمَّ جعله في الضَّيعتين . ۶
1.الإصابة : ج۷ ص۳۴۳ الرقم ۱۰۶۶۰ ، معجم البلدان : ج۴ ص۱۷۵ .
2.راجع : دعائم الإسلام : ج۲ ص۳۰۶ ح ۱۱۵۱ ، بحار الأنوار : ج۴۲ ص۷۱ ح۱ .
3.راجع : الإصابة : ج۷ ص۳۴۳ الرقم ۱۰۶۶۰ ، وفاء الوفاء : ج۴ ص۱۲۷۲ .
4.وفاء الوفاء : ج۴ ص۱۲۷۱ ، وراجع : معجم البلدان : ج۴ ص۱۷۵ .
5.وفاء الوفاء : ج۴ ص۱۲۷۱ .
6.أعيان الشيعة : ج۱ ص۴۳۵ .