216
كتابه عليه السلام إلى المُنْذِر بن الجارُود
۰.من كتاب له عليه السلام إلى المُنْذِر بن الجارُود العَبديّ ، وقد استعمله على بعض النَّواحي ، وخان في بعض ما ولاَّه من أعماله :« أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ صَلاحَ أَبِيك غَرَّنِي مِنْك ، وظَنَنْتُ أَنَّك تَتَّبِعُ هَدْيَهُ ، وتَسْلُك سَبِيلَهُ ، فَإذَا أَنْتَ فِي مَا رُقِّيَ إلَيَّ عَنْك لا تَدَعُ لِهَوَاك انْقِيَادا ، ولا تُبْقِي لآخِرَتِك عَتَادا ، تَعْمُرُ دُنْيَاك بِخَرَابِ آخِرَتِك ، وتَصِلُ عَشِيرَتَك بِقَطِيعَةِ دِينِك ، ولَئِنْ كَانَ مَا بَلَغَنِي عَنْك حَقّا لَجَمَلُ أَهْلِك ، وشِسْعُ نَعْلِك خَيْرٌ مِنْك .
ومَنْ كَانَ بِصِفَتِك فَلَيْسَ بِأَهْلٍ أَنْ يُسَدَّ بِهِ ثَغْرٌ ، أو يُنْفَذَ بِهِ أَمْرٌ ، أو يُعْلَى لَهُ قَدْرٌ ، أو يُشْرَك فِي أَمَانَةٍ ، أو يُؤمَنَ عَلَى جِبَايَةٍ ، فَأَقْبِلْ إِلَيَّ حِينَ يَصِلُ إِلَيْك كِتَابِي هَذَا إِنْ شَاءَ اللّه » .
۰.قال الرَّضي رحمه الله : والمُنْذِر بن الجارُود هذا هو الَّذي قال فيه أمير المؤمنين عليه السلام :« إنَّه لَنَظَّارٌ فِي عِطْفَيهِ ، مُختالٌ في بُردَيهِ ، تفَّال في شِراكِيهِ » . ۱
217
كتابه عليه السلام إلى زياد ابن أبيه
۰.« فَدَعِ الإِسْرَافَ مُقْتَصِدا ، واذْكُرْ فِي الْيَوْمِ غَدا ، وأَمْسِكْ مِنَ الْمَالِ بِقَدْرِ ضَرُورَتِكَ وقَدِّمِ الْفَضْلَ لِيَوْمِ حَاجَتِكَ ، أَ تَرْجُو أَنْ يُعْطِيَكَ اللّه أَجْرَ الْمُتَوَاضِعِينَ
وأَنْتَ عِنْدَهُ مِنَ الْمُتَكَبِّرِينَ ؟ وتَطْمَعُ وأَنْتَ مُتَمَرِّغٌ فِي النَّعِيمِ تَمْنَعُهُ الضَّعِيفَ والأَرْمَلَةَ أَنْ يُوجِبَ لَكَ ثَوَابَ الْمُتَصَدِّقِينَ ؟
وإِنَّمَا الْمَرْءُ مَجْزِيٌّ بِمَا أَسْلَفَ ، وقَادِمٌ عَلَى مَا قَدَّمَ ، والسَّلامُ » . ۲