335
مكاتيب الأئمّة ج2

216

كتابه عليه السلام إلى المُنْذِر بن الجارُود

۰.من كتاب له عليه السلام إلى المُنْذِر بن الجارُود العَبديّ ، وقد استعمله على بعض النَّواحي ، وخان في بعض ما ولاَّه من أعماله :« أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ صَلاحَ أَبِيك غَرَّنِي مِنْك ، وظَنَنْتُ أَنَّك تَتَّبِعُ هَدْيَهُ ، وتَسْلُك سَبِيلَهُ ، فَإذَا أَنْتَ فِي مَا رُقِّيَ إلَيَّ عَنْك لا تَدَعُ لِهَوَاك انْقِيَادا ، ولا تُبْقِي لآخِرَتِك عَتَادا ، تَعْمُرُ دُنْيَاك بِخَرَابِ آخِرَتِك ، وتَصِلُ عَشِيرَتَك بِقَطِيعَةِ دِينِك ، ولَئِنْ كَانَ مَا بَلَغَنِي عَنْك حَقّا لَجَمَلُ أَهْلِك ، وشِسْعُ نَعْلِك خَيْرٌ مِنْك .
ومَنْ كَانَ بِصِفَتِك فَلَيْسَ بِأَهْلٍ أَنْ يُسَدَّ بِهِ ثَغْرٌ ، أو يُنْفَذَ بِهِ أَمْرٌ ، أو يُعْلَى لَهُ قَدْرٌ ، أو يُشْرَك فِي أَمَانَةٍ ، أو يُؤمَنَ عَلَى جِبَايَةٍ ، فَأَقْبِلْ إِلَيَّ حِينَ يَصِلُ إِلَيْك كِتَابِي هَذَا إِنْ شَاءَ اللّه » .

۰.قال الرَّضي رحمه الله : والمُنْذِر بن الجارُود هذا هو الَّذي قال فيه أمير المؤمنين عليه السلام :« إنَّه لَنَظَّارٌ فِي عِطْفَيهِ ، مُختالٌ في بُردَيهِ ، تفَّال في شِراكِيهِ » . ۱

217

كتابه عليه السلام إلى زياد ابن أبيه

۰.« فَدَعِ الإِسْرَافَ مُقْتَصِدا ، واذْكُرْ فِي الْيَوْمِ غَدا ، وأَمْسِكْ مِنَ الْمَالِ بِقَدْرِ ضَرُورَتِكَ وقَدِّمِ الْفَضْلَ لِيَوْمِ حَاجَتِكَ ، أَ تَرْجُو أَنْ يُعْطِيَكَ اللّه أَجْرَ الْمُتَوَاضِعِينَ
وأَنْتَ عِنْدَهُ مِنَ الْمُتَكَبِّرِينَ ؟ وتَطْمَعُ وأَنْتَ مُتَمَرِّغٌ فِي النَّعِيمِ تَمْنَعُهُ الضَّعِيفَ والأَرْمَلَةَ أَنْ يُوجِبَ لَكَ ثَوَابَ الْمُتَصَدِّقِينَ ؟
وإِنَّمَا الْمَرْءُ مَجْزِيٌّ بِمَا أَسْلَفَ ، وقَادِمٌ عَلَى مَا قَدَّمَ ، والسَّلامُ » . ۲

1.نهج البلاغة : الكتاب۷۱ وراجع : الغارات : ج۲ ص۸۹۷ ، تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۹۲ ؛ أنساب الأشراف : ج۲ ص۱۶۳ ، جمهرة رسائل العرب : ج۱ ص۶۰۵ .

2.نهج البلاغة : الكتاب۲۱ وراجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۱۶ ص۱۹۶ .


مكاتيب الأئمّة ج2
334

215

كتابه عليه السلام إلى معاوية

۰.« فَاتَّقِ اللّه فِيمَا لَدَيْكَ ، وانْظُرْ فِي حَقِّهِ عَلَيْكَ ، وارْجِعْ إِلَى مَعْرِفَةِ مَا لا تُعْذَرُ بِجَهَالَتِهِ ، فَإِنَّ لِلطَّاعَةِ أَعْلاما وَاضِحَةً ، وسُبُلاً نَيِّرَةً ، ومَحَجَّةً نَهْجَةً ، وغَايَةً مُطَّلَبَةً ، يَرِدُهَا الأكْيَاسُ ، ويُخَالِفُهَا الأَنْكَاسُ ، مَنْ نَكَبَ عَنْهَا جَارَ عَنِ الْحَقِّ وخَبَطَ فِي التِّيهِ ، وغَيَّرَ اللّه نِعْمَتَهُ ، وأَحَلَّ بِهِ نِقْمَتَهُ ، فَنَفْسَكَ نَفْسَكَ ، فَقَدْ بَيَّنَ اللّه لَكَ سَبِيلَكَ وحَيْثُ تَنَاهَتْ بِكَ أُمُورُكَ ، فَقَدْ أَجْرَيْتَ إِلَى غَايَةِ خُسْرٍ ، ومَحَلَّةِ كُفْرٍ ، فَإِنَّ نَفْسَكَ قَدْ أَوْلَجَتْكَ شَرّا ، وأَقْحَمَتْكَ غَيّا ، وأَوْرَدَتْكَ الْمَهَالِكَ ، وأَوْعَرَتْ عَلَيْكَ الْمَسَالِكَ » . ۱

1.نهج البلاغة : الكتاب۳۰ وراجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۱۶ ص۷ ، جمهرة رسائل العرب : ج۱ ص۴۳۳ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج2
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 69808
الصفحه من 528
طباعه  ارسل الي