313
مكاتيب الأئمّة ج2

203

كتابه عليه السلام إلى أُمراء البلاد

۰.في معنى الصلاة :« أمَّا بَعْدُ ؛ فَصَلُّوا بالنَّاس الظُّهْرَ حَتَّى تَفِيءَ الشَّمْسُ مِن مَرْبِض الْعَنْزِ ، وصَلُّوا بِهِم الْعَصْرَ والشَّمْسُ بَيْضَاءُ حَيَّةٌ فِي عُضْوٍ مِن النَّهَار ، حِينَ يُسَارُ فيها فَرْسَخَان ، وصَلُّوا بِهِم الْمَغْرِبَ حِينَ يُفْطِرُ الصَّائِمُ ، ويَدْفَعُ الْحَاجُّ إلى مِنىً ، وصَلُّوا بِهِم الْعِشَاءَ حِينَ يَتَوَارَى الشَفَقُ إلى ثُلُث اللَّيْلِ ، وصَلُّوا بِهِم الْغَدَاةَ والرَّجُلُ يَعْرِفُ وَجْهَ صَاحِبِه ، وصَلُّوا بِهِم صَلاةَ أَضْعَفِهِم ، ولا تكونُوا فَتَّانِينَ » . ۱

204

كتابه عليه السلام إلى قُثَمِ بن العبَّاس

۰.وهو عامله على مكّة : « أمَّا بَعْدُ ؛ فأقِمْ لِلنَّاسِ الْحَجَّ ، وذَكِّرْهُم بأيّامِ اللّه ِ ، واجْلِسْ لَهُمُ الْعَصْرَيْنِ ، فَأَفْتِ الْمُسْتَفْتِيَ ، وعَلِّمِ الْجَاهِلَ ، وذَاكِرِ الْعَالِمَ ، ولا يَكُنْ لَك إلى النَّاس سَفِيرٌ إلاّ لِسَانُك ، ولا حَاجِبٌ إلاَّ وَجْهُك ، ولا تَحْجُبَنَّ ذَا حَاجَةٍ عَن لِقَائِك بها ، فإنَّها إِنْ ذِيدَتْ عَن أَبْوَابِك في أَوَّل وِرْدِها لَم تُحْمَدْ فيما بعْدُ على قَضَائها ، وانْظُر إلى ما اجْتَمَعَ عندك مِن مَال اللّه ِ ، فَاصْرِفْهُ إلى مَن قِبَلَك مِن ذَوِي الْعِيَال ، والْمَجَاعَةِ مُصِيبا بِهِ مَوَاضِعَ الْفَاقَة ، والْخَلاّتِ ، وما فَضَلَ عَن ذَلِك فَاحْمِلْهُ إِلَيْنَا لِنَقْسِمَهُ فِيمَنْ قِبَلَنَا ، ومُرْ أَهْلَ مَكَّةَ ألاّ يَأْخُذُوا مِن سَاكِنٍ أَجْرا ، فَإِنَّ اللّه سُبْحَانَهُ يَقُولُ : سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ والْبادِ ، فَالْعَاكِفُ الْمُقِيمُ بِه ، والْبَادِي الَّذِي يَحُجُّ إليْه مِن غَيْر أَهْلِه ، وَفَّقَنَا اللّه ُ وإيَّاكُم لِمَحَابِّهِ ، والسَّلام » . ۲

1.نهج البلاغة : الكتاب۵۲ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۱۷ ص۲۲ . وراجع في شرح هذه الجملات : شرح الحميدي ، والبحراني .

2.نهج البلاغة : الكتاب۶۷ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۱۸ ص۳۰ .


مكاتيب الأئمّة ج2
312

202

كتابه عليه السلام لشُرَيْح بن الحَارِث قَاضِيه

۰.رُوِيَ أَنَّ شُرَيْحَ بن الْحَارِثِ قَاضِيَ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليه السلام اشْتَرَى عَلَى عَهْدِهِ دَارا بِثَمَانِينَ دِينَارا فَبَلَغَهُ ذَلِك ، فَاسْتَدْعَى شُرَيْحا وقال لَهُ :«بَلَغَنِي أنَّك ابْتَعْتَ دَارا بِثَمَانِينَ دِينَارا ، وكَتَبْتَ لَهَا كِتَابا ، وأَشْهَدْتَ فِيهِ شُهُودا».
فقال لَهُ شُرَيْحٌ : قَدْ كانَ ذَلِك يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ .
قال : فَنَظَرَ إِلَيْهِ نَظَرَ الْمُغْضَبِ ، ثُمَّ قال لَهُ :
« يَا شُرَيْحُ أَمَا إنَّهُ سَيَأْتِيك مَنْ لا يَنْظُرُ فِي كِتَابِك ، ولا يَسْأَلُك عَنْ بَيِّنَتِك ، حَتَّى يُخْرِجَك مِنْهَا شَاخِصا ، ويُسْلِمَك إلَى قَبْرِك خَالِصا ، فَانْظُرْ يَا شُرَيْحُ ، لا تَكُونُ ابْتَعْتَ هَذِهِ الدَّارَ مِن غَيْرِ مَالِك ، أو نَقَدْتَ الثَّمَنَ مِن غَيْرِ حَلالِك ، فَإِذَا أَنْتَ قَدْ خَسِرْتَ دَارَ الدُّنيا ودَارَ الآخِرَةِ .
أَمَا إنَّك لَوْ كُنْتَ أَتَيْتَنِي عِنْدَ شِرَائِك مَا اشْتَرَيْتَ لَكَتَبْتُ لَك كِتَابا عَلَى هَذِهِ النُّسْخَة ، فَلَمْ تَرْغَبْ فِي شِرَاءِ هَذِهِ الدَّارِ بِدِرْهَمٍ فَمَا فَوْقُ ، والنُّسْخَةُ هَذِه » :
« هَذَا مَا اشْتَرَى عَبْدٌ ذَلِيلٌ مِن مَيِّتٍ قَدْ أُزْعِجَ لِلرَّحِيلِ اشْتَرَى مِنْهُ دَارا مِنْ دَارِ الْغُرُورِ ، مِن جَانِبِ الْفَانِينَ ، وخِطَّةِ الْهَالِكِينَ ، وتَجْمَعُ هَذِهِ الدَّارَ حُدُودٌ أَرْبَعَةٌ : الْحَدُّ الأَوَّلُ يَنْتَهِي إلَى دَوَاعِي الآفَاتِ ، والْحَدُّ الثَّانِي يَنْتَهِي إِلَى دَوَاعِي الْمُصِيبَاتِ ، والْحَدُّ الثَّالِثُ يَنْتَهِي إِلَى الْهَوَى الْمُرْدِي ، والْحَدُّ الرَّابِعُ يَنْتَهِي إِلَى الشَّيْطان الْمُغْوِي ، وفِيهِ يُشْرَعُ بَابُ هَذِهِ الدَّارِ ! اشْتَرَى هَذَا الْمُغْتَرُّ بِالأَمَلِ مِن هَذَا الْمُزْعَجِ بِالأَجَلِ ، هَذِهِ الدَّارَ بِالْخُرُوجِ مِن عِزِّ الْقَنَاعَةِ ، والدُّخُولِ فِي ذُلِّ الطَّلَبِ والضَّرَاعَةِ ، فَمَا أَدْرَكَ هَذَا الْمُشْتَرِي فيما اشْتَرَى مِنْهُ مِن دَرَك ، فَعَلَى مُبَلْبِلِ أَجْسَامِ الْمُلُوك ، وسَالِبِ نُفُوسِ الْجَبَابِرَةِ ، ومُزِيلِ مُلْك الْفَرَاعِنَةِ ، مِثْلِ كسْرَى وقَيْصَرَ ، وتُبَّعٍ وحِمْيَرَ ، ومَنْ جَمَعَ الْمَالَ
عَلَى الْمَالِ فَأَكْثَرَ ، ومَنْ بَنَى وشَيَّدَ وزَخْرَفَ ونَجَّدَ ، وادَّخَرَ واعْتَقَدَ ، ونَظَرَ بِزَعْمِهِ لِلْوَلَدِ إِشْخَاصُهُمْ جَمِيعا إِلَى مَوْقِفِ الْعَرْضِ والْحِسَابِ ، ومَوْضِعِ الثَّوَابِ والْعِقَابِ ، إِذَا وَقَعَ الأَمْرُ بِفَصْلِ الْقَضَاءِ ، « وَ خَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِـلُونَ »۱
، شَهِدَ عَلَى ذَلِك الْعَقْلُ إِذَا خَرَجَ مِن أَسْرِ الْهَوَى وسَلِمَ مِن عَلائِقِ الدُّنيا » . ۲

1.غافر :۷۸ .

2.نهج البلاغة : الكتاب۳ وراجع : الأمالي للصدوق : ص۱۸۷ ، روضة الواعظين : ص۳۶۶ ، دستور معالم الحكم : ص۱۳۵ ، بحار الأنوار : ج۷۷ ص۲۷۷ ؛ تذكرة الخواص : ص۱۸۵ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج2
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 71981
الصفحه من 528
طباعه  ارسل الي