203
كتابه عليه السلام إلى أُمراء البلاد
۰.في معنى الصلاة :« أمَّا بَعْدُ ؛ فَصَلُّوا بالنَّاس الظُّهْرَ حَتَّى تَفِيءَ الشَّمْسُ مِن مَرْبِض الْعَنْزِ ، وصَلُّوا بِهِم الْعَصْرَ والشَّمْسُ بَيْضَاءُ حَيَّةٌ فِي عُضْوٍ مِن النَّهَار ، حِينَ يُسَارُ فيها فَرْسَخَان ، وصَلُّوا بِهِم الْمَغْرِبَ حِينَ يُفْطِرُ الصَّائِمُ ، ويَدْفَعُ الْحَاجُّ إلى مِنىً ، وصَلُّوا بِهِم الْعِشَاءَ حِينَ يَتَوَارَى الشَفَقُ إلى ثُلُث اللَّيْلِ ، وصَلُّوا بِهِم الْغَدَاةَ والرَّجُلُ يَعْرِفُ وَجْهَ صَاحِبِه ، وصَلُّوا بِهِم صَلاةَ أَضْعَفِهِم ، ولا تكونُوا فَتَّانِينَ » . ۱
204
كتابه عليه السلام إلى قُثَمِ بن العبَّاس
۰.وهو عامله على مكّة : « أمَّا بَعْدُ ؛ فأقِمْ لِلنَّاسِ الْحَجَّ ، وذَكِّرْهُم بأيّامِ اللّه ِ ، واجْلِسْ لَهُمُ الْعَصْرَيْنِ ، فَأَفْتِ الْمُسْتَفْتِيَ ، وعَلِّمِ الْجَاهِلَ ، وذَاكِرِ الْعَالِمَ ، ولا يَكُنْ لَك إلى النَّاس سَفِيرٌ إلاّ لِسَانُك ، ولا حَاجِبٌ إلاَّ وَجْهُك ، ولا تَحْجُبَنَّ ذَا حَاجَةٍ عَن لِقَائِك بها ، فإنَّها إِنْ ذِيدَتْ عَن أَبْوَابِك في أَوَّل وِرْدِها لَم تُحْمَدْ فيما بعْدُ على قَضَائها ، وانْظُر إلى ما اجْتَمَعَ عندك مِن مَال اللّه ِ ، فَاصْرِفْهُ إلى مَن قِبَلَك مِن ذَوِي الْعِيَال ، والْمَجَاعَةِ مُصِيبا بِهِ مَوَاضِعَ الْفَاقَة ، والْخَلاّتِ ، وما فَضَلَ عَن ذَلِك فَاحْمِلْهُ إِلَيْنَا لِنَقْسِمَهُ فِيمَنْ قِبَلَنَا ، ومُرْ أَهْلَ مَكَّةَ ألاّ يَأْخُذُوا مِن سَاكِنٍ أَجْرا ، فَإِنَّ اللّه سُبْحَانَهُ يَقُولُ : سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ والْبادِ ، فَالْعَاكِفُ الْمُقِيمُ بِه ، والْبَادِي الَّذِي يَحُجُّ إليْه مِن غَيْر أَهْلِه ، وَفَّقَنَا اللّه ُ وإيَّاكُم لِمَحَابِّهِ ، والسَّلام » . ۲