152
كتابه عليه السلام إلى العمّال
۰.« مِنْ عَبْدِ اللّه ِ عليٍّ أميرِ المُؤمِنينَ ، إلى مَن قُرِئ عَليْهِ كِتابي هذا مِنَ العُمَّالِ ، أمَّا بَعْدُ ؛ فإنَّ رجالاً لنا عندهم تبعة ، خرجوا هُرَّابا نَظُنُّهم خَرجُوا نَحوَ بِلادِ البَصْرَةِ ، فاسأل عَنهُمْ أهلَ بِلادِكَ ، واجْعَل عَليْهِم العُيون في كلِّ ناحيةٍ مِنْ أرضِكَ ، ثُمَّ اكتُبْ إليَّ بِما يَنْتَهي إليْكَ عَنهُم . وَالسَّلامُ »
فخرج زياد بن خَصفة حَتَّى أتى داره ، وجمع أصحابه فحمد اللّه ، وأثنى عليه ، ثُمَّ قال : يا معشر بَكر بن وائل ، إنَّ أمير المؤمنين نَدَبني لأمر من أموره مهمّ له ، وأمرني بالانكماش فيه بالعَشِيرَةِ ، حَتَّى آتي أمره ؛ وأنتم شيعته وأنصاره وأوثق حَيٍّ من أحياءِ العرب في نفسه ، فانتدبوا معي السَّاعةَ ، وعجِّلوا . فو اللّه ما كان إلاَّ ساعة حَتَّى اجتمع إليه مئة وثلاثون رجلاً ، فقال : اكتفينا لا نريد أكثر من هؤلاء ؛ فخرج حَتَّى قطع الجسر ، ثُمَّ أتى دير أبي موسى فنزله ، فأقام به بقية يومه ذلك ، ينتظر أمر أمير المؤمنين عليه السلام .
قال إبراهيم بن هلال : فحدَّثني مُحَمَّد بن عبد اللّه ، عن ابن أبي سيف ، عن أبي الصَّلت التَّيميّ ، عن أبي سعيد ، عن عبد اللّه بن وأل التَّيمي ، قال : إنّي لعند أمير المؤمنين ؛ إذا فيج ۱ قد جاءه يسعى بكتاب من قَرَظَةَ بن كَعْب بن عَمْرو الأنْصاريّ ـ وكان أحد عمّاله ـ فيه :
لِعَبدِ اللّه ِ علِيٍّ أمير المؤمنين مِن قَرَظَةَ بن كَعْب ، سلام عليك ؛ فإنّي أحمدُ إليكَ اللّه َ الَّذي لا إله إلاَّ هو ؛ أمَّا بعدُ :
فإنّي أخبر أمير المؤمنين ، أنّ خيلاً مرّت من قِبَل الكوفة متوجّهة نحو نفّر ، وأنَّ رجلاً من دهاقين أسفل الفرات قد أسلم وصلَّى ، يقال له : زاذان فروخ ؛ أقبل من عند أخوال له فلقوه ، فقالوا له : أ مسلم أنت أم كافر ؟ قال : بل مسلم ، قالوا : فما تقول في عليّ قال : أقول فيه خيرا ؛ أقول إنَّه أمير المؤمنين عليه السلام وسيّد البشر ووصيّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله . فقالوا : كفرت يا عدو اللّه ! ثُمَّ حملت عليه عصابة منهم ، فقطّعوه بأسيافهم ، وأخذوا معه رجلاً من أهل الذِّمة يهوديّا ، فقالوا له : ما دينك ؟ قال : يهوديّ ، فقالوا : خلُّوا سبيل هذا ، لا سبيل لكم عليه ، فأقبل إلينا ذلك الذِّميّ ، فأخبرنا الخبر ، وقد سألت عنهم ، فلم يخبرني أحد عنهم بشيء ، فليكتب إليَّ أمير المؤمنين فيهم برَأي أنتهِ إليه ، إن شاء اللّه ۲ .