269
مكاتيب الأئمّة ج2

مكاتيب الأئمّة ج2
268

189

كتابه عليه السلام إلى ابن عبَّاس

۰.[ نقل مصنف كتاب معادن الحكمة رحمه اللهكتابا له عليه السلام إلى عبد اللّه بن العبَّاس ، ولكن نقله الكشّي وأنساب الأشراف ونهج السَّعادة بصور أخرى : ] أمَّا نصُّ ما نقل المُصنِّفُ :« أمَّا بعدُ ، فإنَّ مِنَ العَجَبِ أنْ تُزَيِّنَ نَفْسُكَ ، أنَّ لكَ في بَيتِ مالِ المُسلمِينَ مِنَ الحَقِّ أكْثَرَ مِمَّا لِرَجُلٍ واحِدٍ مِنَ المُسلمِينَ ، فقَد أفْلَحْتَ إنْ كانَ تَمَنِّيك الباطِلَ ، وادِّعاؤ ما لا يكونُ يُنْجِيكَ مِنَ المأثْمِ ، ويُحِلُّ لَكَ المُحَرَّمَ ، إنَّك لأنْت المُهْتَدِي السَّعيدُ إذا .
وقد بَلغَنِي أنَّكَ اتَّخذتَ مَكَّةَ وَطَنا ، وضَرَبْتَ بِها عَطَنا ، تَشْتَري بِها المُوَلَّداتُ من مكَّة والمدينة ، والطائفِ تخْتَارُهنَّ علَى عَيْنِكَ ، وتُعْطِي فِيهِنَّ مالَ غَيْرِكَ ، فارجِعْ ـ هداكَ اللّه ُ ـ إلى رُشدِكَ ، وتُبْ إلى اللّه ِ رَبِّكَ ، واخرُجْ إلى المُسلِمِينَ مِن أموالِهِم ، فَعَمَّا قَليلٍ تُفارِقُ مَن ألِفْتَ ، وتَتْرُكُ ما جَمْعْتَ ، وتغِيبُ في صَدْعٍ مِنَ الأرضِ غَيْرَ مُوسَّدٍ ، ولا مُمَهَّدٍ ، قَدْ فارقْتَ الأحبابَ ، وسَكَنْتَ التُّراب ، وواجَهْتَ الحِسابَ ، غَنِيَّا عَمَّا خَلَّفْتَ ، فَقِيْرا إلى ما قَدَّمْتَ ، والسَّلامُ » . ۱
وأمَّا نصُّ الكَشّي :
« أمَّا بَعدُ ، فالعَجَبُ كُلُّ العَجَب مِن تَزيينِ نَفْسِكَ ، أنَّ لَكَ في بَيتِ مَالِ اللّه أكْثَرَ مِمَّا أخذت وأكثر ممّا لرَجُلٍ مِنَ المُسلمِينَ ، فقد أفْلَحْتَ إن كانَ تَمَنِّيكَ الباطِلَ ، وادِّعاو ما لا يكونُ يُنْجِيكَ مِنَ الإثْمِ ، ويُحِلُّ لَكَ ما حَرَّمَ اللّه ُ عَليْكَ ، عَمَّرَك اللّه ُ ، أنَّك لَأنْتَ العَبدُ المُهتَدِي إذا .
فقد بلغنِي أنَّك اتَّخذتَ مكَّةَ وَطَنا ، وضَرَبْت بها عَطَنا ، تَشْتَري مُوَلَّدات مكَّةَ والطَّائِفِ ، وتخْتَارُهنَّ على عَيْنِكَ ، وتُعْطِي فِيهِنَّ مالَ غيْرِكَ ، وأنِّي لأُقْسِمُ باللّه ِ رَبِّي ورَبِّكَ ورَبِّ العِزَّةِ : ما يَسرُّنِي أنَّ ما أخَذْتُ مِن أموالِهِم لِي حَلالٌ ، أدَعُهُ مِيراثا ، فَما فلا غرو وأشدّ باغْتِباطِك تأكُلُهُ رُوَيْدا رُوَيْدا ، فكأَنْ قَد بَلغْتَ الْمَدى ، وعُرِضْتَ علَى رَبِّكَ بالمَحَلِّ الَّذِي يَتَمَنَّى الرَّجْعَةَ والمُضَيِّع للتَّوبَةِ كَذلِكَ ، وما ذلِكَ ولاتَ حِينَ مَناصٍ » . ۲
أمَّا نصُّ أنساب الأشراف :
« أمَّا بعدُ ، فإنَّ من أعْجَبِ العَجَبِ تَزْيينُ نَفسِكَ لَكَ أنَّ لكَ في بَيتِ المالِ مِنَ
الحَقِّ أكْثَرَ مِمَّا لرَجُلٍ مِنَ المُسلِمينَ ، ولَقد أفْلَحتَ إنْ كانَ ادِّعاؤكَ ما لا يكونُ وتَمَنِّيكَ الباطِلَ يُنَجيِّك مِنَ الإثمِ .
عَمَّرَكَ اللّه ُ أنَّك لَأنْتَ السَّعِيدُ إذا ! وقد بلغنِي أنَّك اتَّخَذتَ مكَّة وَطَنا ، وصَيَّرتَها عَطَنا ، واشْتريت موَلَّدات المَدينَةِ والطَّائِفِ ، تَتَخَيَّرَهُنَّ على عَينِكَ ، وتُعطِي فِيهِنَّ مالَ غَيْرِكَ ، واللّه ِ ما أُحِبُّ أن يَكُونَ الَّذي أخذتُ مِن أموالِهِم لِي حلالاً أدَعُه مِيراثا ، فكيَفَ لا أتعَجَّبُ مِنَ اغتِباطِكَ بأكْلِهِ حَراما ! فَضَحِّ رُويْدا ، فكأنَّك قد بَلغْتَ الْمَدى ، حَيثُ يُنادِي المُغْترُّ بالحَسْرَةِ ، ويَتَمَنَّى المُفْرِطُ التَّوبَةَ ، والظَّالِمُ الرَّجْعَةَ ، ولاتَ حِينَ مناصٍ ، والسَّلامُ » . ۳
ونصُّ نهج السَّعادة :
« أمَّا بعدُ ، فإنَّ العَجَبَ كُلَّ العَجَب مِنْكَ ، إذْ تَرى لِنَفْسِكَ في بيتِ مالِ اللّه ِ أكْثَرَ مِمَّا لِرَجُلٍ مِن المُسلمِينَ ، قد أفْلَحْتَ إن كانَ تَمَنِّيكَ الباطِلَ ، وادِّعاؤكَ ما لا يكونُ يُنْجِيكَ مِنَ الإثْمِ ، ويُحِلُّ لكَ ما حَرَّم اللّه ُ عَليْكَ .
عَمَّرَك اللّه ُ إنَّك لَأنْتَ البَعِيْدُ البَعِيدُ ، قد بَلغَنِي أنَّك اتَّخذتَ مَكَّةَ وَطَنا ، وضَرَبْت بِها عَطَنا ، تَشْتَري المُوَلَّداتِ مِنَ المَدينَةِ والطَّائِفِ ، وتخْتَارُهنَّ علَى عَيْنِكَ ، وتُعْطِي بِها مالَ غَيْرِكَ ، وإنِّي أُقْسِمُ باللّه ِ رَبِّي ورَبِّكَ ورَبِّ العِزَّة مِا أُحِبُّ أنَّ ما أخَذْتُ مِنْ أموالِهِم لِي حَلالاًً أدَعُه مِيراثا لِعَقبِي ، فَما بالُ اغْتِباطِكَ بهِ تأكلُهُ حَراما .
ضَحِّ رُوَيْدا فكأنَّك قد بَلَغْتَ الْمَدى ودُفِنْتَ تَحْتَ الثَّرى ، وعُرِضَتْ عَليكَ أعْمالُكَ بالمَحَلِّ الَّذِي يُنادِي فيهِ المُغْتَرُّ بالْحَسْرَةِ ، ويَتَمَنَّى المُضَيَّعُ التَّوبَةَ ، والظَّالِمُ الرَّجْعَةَ ولاتَ حِينَ مَناصٍ » . ۴

1.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۱۶ ص۱۷۰ .

2.رجال الكشّي : ج۱ ص۲۸۰ .

3.أنساب الأشراف : ج ۲ ص۴۰۱ .

4.نهج السعادة : ج ۵ ص ۳۳۱ الرقم ۱۶۹ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج2
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 69831
الصفحه من 528
طباعه  ارسل الي