151
مكاتيب الأئمّة ج2

مكاتيب الأئمّة ج2
150

عَبدُ اللّه ِ بنُ عَبّاس

عبد اللّه بن عبّاس بن عبد المطلب أبو العبّاس القُرَشيّ الهاشِميّ ، من المفسّرين والمحدّثين المشهورين في التَّاريخ الإسلامي ۱ وُلِدَ بمكّة في الشِّعب قبل الهجرة بثلاث سنين ۲ . وذهب إلى المدينة سنة 8 ه ، عام الفتح ۳ . كان عمر يستشيره في أيّام خلافته ۴ . وعندما ثار النَّاس على عثمان ، كان مندوبه في الحجّ . ۵ ولمّا آلت الخلافة إلى الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام كان صاحبه ، ونصيره ، ومستشاره ، وأحد ولاته واُمرائه العسكريّين .
كان على مقدّمة الجيش في معركة الجمل ۶ ، ثمّ ولي البصرة ۷ بعدها . وقبل
أن تبدأ حرب صفِّين ، استخلف أبا الأسْوَد الدُّؤليّ على البصرة وتوجّه مع الإمام عليه السلام لحرب معاوية ۸ .
كان أحد اُمراء الجيش في الأيّام السَّبعة الاُولى من الحرب ۹
. ولازم الإمام عليه السلام بثباتٍ على طول الحرب .
اختاره الإمام عليه السلام ممثّلاً عنه في التَّحكيم ، بَيْدَ أنّ الخوارج والأشْعَث عارضوا ذلك قائلين : لا فرق بينه وبين عليّ عليه السلام ۱۰ .
حاورَ الخوارج مندوبا عن الإمام عليه السلام في النَّهروان مرارا . وأظهر في مناظراته الواعية عدمَ استقامتهم ، وتزعزع موقفهم ، كما أبان منزلة الإمام الرَّفيعة السَّامية . كان واليا على البصرة عند استشهاد الإمام عليه السلام ۱۱ .
بايع الإمام الحسن المجتبى عليه السلام ۱۲ ، وتوجّه إلى البصرة من قِبَله ۱۳ . ولم يشترك مع الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء . وعلّل البعض ذلك بعماه .
لم يبايع عبدَ اللّه بن الزُّبَيْر حين استولى على الحجاز ، والبصرة ، والعراق .
ومحمّد بن الحنفيّة لم يبايعه أيضا ، فكَبُرَ ذلك على ابن الزُّبَيْر حتَّى همّ بإحراقهما ۱۴ .
كان ابن عبّاس عالما له منزلته الرَّفيعة العالية في التَّفسير ، والحديث ، والفقه . وكان تلميذ الإمام عليه السلام في العلم ۱۵ مفتخرا بذلك أعظم افتخار .
توفّي ابن عبّاس في منفاه بالطائف سنة 68 ه وهو ابن إحدى وسبعين ۱۶ ، وهو يكثر من قوله : اللَّهمَّ إنِّي أتقرَّب إليك بمحمّدٍ وآله ، اللَّهمَّ إنِّي أتقرّب إليك بولاية الشيخ عليّ بن أبي طالب ۱۷ وفي رواية : لمّا حضرت عبد اللّه بن عبّاس الوفاة قال : اللَّهمَّ إنِّي أتقرّب إليك بولاية عليّ بن أبي طالب ۱۸ .
خلفاء بني العبّاس من ذرّيّته وأخبر الإمام عليه السلام بهذا في خطابه لابن عبّاس أبا الأملاك .
في المستدرك على الصحيحين عن الزُّهْريّ : قال المهاجرون لعمر بن الخَطَّاب : ادع أبناءنا كما تدعو ابن عبّاس .
قال : ذاكم فتى الكهول ، إنّ له لسانا سؤولاً، وقلبا عقولاً ۱۹ .
وفي أنساب الأشراف : إنّ ابن عبّاس خلا بعليٍّ حين أراد أن يبعث أبا موسى فقال : إنّي أخاف أن يخدع معاوية وعَمْرو أبا موسى فابعثني حكما ولا تبعثه ولا تلتفت إلى قول الأشْعَث وغيره مِمّن اختاره فأبى ، فلمّا كان من أمر أبي موسى وخديعة عَمْرو له ما كان ، قَالَ عَليٌّ : « للّه ِ دَرُّ ابنِ عبّاس إنْ كانَ لَيْنظُرُ إلى الغَيْبِ مِنْ سِترٍ رَقِيقٍ »۲۰.
وفي مختصر تاريخ مدينة دمشق عن المَدائِنيّ : قال عليّ بن أبي طالب في عبد اللّه بن عبّاس : « إنّهُ يَنظُرُ إلى الغَيبِ مِنْ سِتْرٍ رَقِيقٍ لِعَقْلِهِ وفِطْنَتِهِ بالاُمُورِ »۲۱.
وعن أبي نصر بن أبي ربيعة : ورد صَعْصَعَة بن صُوحان على عليّ بن أبي طالب رضى الله عنهمن البصرة ، فسأله عن عبد اللّه بن عبّاس ، وكان على خلافته بها ، فقال صَعْصَعَة : يا أمير المؤمنين ، إنّه آخذ بثلاث وتارك لثلاث : آخذ بقلوب الرِّجال إذا حدّث ، وبحسن الاستماع إذا حُدِّثَ ، وبأيسَرِ الأُمورِ إذا خُولِفَ . تارِكٌ للمِراءِ ، وتارك لِمُقاربة اللَّئيمِ ، وتارِكٌ لِما يُعتَذَرُ مِنهُ . ۲۲
وفي رجال الكشّي عن الشَّعْبيّ : لمّا احتمل عَبدُ اللّه ِ بنُ عَبّاسٍ بيتَ مالِ البَصْرَةِ وذَهبَ بهِ إلى الحِجازِ ، كَتَبَ إليهِ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ :
« مِنْ عَبدِ اللّه عَليّ بنِ أبي طالبٍ إلى عَبْدِ اللّه ِ بنِ عَبّاس ، أمّا بَعْدُ ، فإنّي قَد كُنْتُ أشْرَكْتُكَ فِي أمانَتِي ، ولَم يَكُن أحَدٌ مِن أهْلِ بَيتِي فِي نَفْسِي أَوثَقُ مِنْكَ لِمُؤاساتي ومُؤازَرَتِي وأَداءِ الأمانَةِ إليَّ ، فَلَمّا رَأيْتَ الزَّمانَ علَى ابنِ عَمِّكَ قَد كَلِبَ ، والعَدُوَّ عَليهِ قَد حَرِبَ ، وأمانَةُ النَّاسِ قَد خَرِبَتْ ، وَهَذهِ الاُمُورِ قَد قَسَتْ ، قَلَبْتَ لابنِ عَمَّك
ظَهْرَ المِجَنِّ۲۳، وَفارَقْتَهُ مَعَ المُفارِقِينَ ، وخَذَلْتَهُ أَسْوَأَ خِذلانٍ الخاذِلِينَ .
فَكَأنَّكَ لَم تَكُنْ تُرِيدُ اللّه َ بِجِهادِكَ ، وكأنَّكَ لَم تَكُنْ علَى بَيِّنَةٍ مِن رَبِّكَ ، وكَأَنّكَ إنّما كُنْتَ تَكِيدُ اُمَّةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله علَى دُنياهُم ، وتَنْوِي غِرَّتَهُم۲۴، فلمّا أمكَنَتْكَ الشِّدَّةُ في خِيانَةِ اُمَّةِ مُحَمّدٍ أسرَعْتَ الوَثْبَةَ وعجَّلْتَ العَدوَةَ ، فاختَطَفْتَ ما قَدِرْتَ علَيهِ اختِطافَ الذِّئبِ الأَزَلِّ۲۵رَميَةَ المِعزى الكَسِيرِ .
كأنّك ـ لا أبا لَكَ ـ إنّما جَرَرْتَ إلى أهلِكَ تُراثَكَ مِن أبِيكَ واُمّكَ ، سُبحانَ اللّه ِ ! أ ما تُؤْمِنُ بالمَعادِ ؟ ! أ وَما تَخافُ مِن سُوءِ الحِسابِ ؟ ! أ وَما يَكبُرُ علَيْكَ أن تَشتَرِيَ الإماءَ ، وتَنْكِحَ النِّساءَ بأَمْوالِ الأرامِلِ والمُهاجِرينَ الَّذينَ أفاءَ اللّه ُ علَيْهِم هذهِ البِلادَ ؟ !
اردُدْ إلى القَوْمِ أمْوالَهُم ، فوَاللّه ِ لَئِنْ لَم تَفْعَلْ ثُمّ أمكَنَنِيَ اللّه ُ مِنكَ لاَُعذِرَنَّ اللّه َ فِيكَ ، فوَاللّه ِ لَو أنّ حَسَنا وحُسَيْنا فَعَلا مِثلَ ما فَعَلْتَ ، لَمَا كانَ لَهُما عِندِي في ذلِكَ هَوادَةٌ ، ولا لِواحِدٍ مِنهُما عِندِي فيهِ رُخْصَةٌ ، حَتَّى آخُذَ الحَقَّ ، واُزيحَ الجَورَ عَن مَظْلُومِها ، والسَّلامُ » .

قال : فكتب إليه عبد اللّه بن عبّاس : أمّا بعد ، فقد أتاني كتابك ، تعظّم علَيَّ إصابة المال الَّذي أخذته من بيت مال البصرة ، ولعَمري إنّ لي في بيت مال اللّه أكثر مِمَّا أخذت ، والسَّلام .
قال : فكتب إليه عليّ بن أبي طالب عليه السلام :
« أمّا بعد ، فالعَجَبُ كُلُّ العَجَبِ من تَزيينِ نَفْسِكَ ، أنّ لكَ في بَيْتِ مالِ اللّه ِ أكْثَرَ مِمّا أخَذْتَ ، وأكثَرَ ممّا لِرَجُلٍ مِنَ المُسلِمينَ ، فَقَدْ أفلَحْتَ إن كان تمنِّيكَ الباطِلَ ، وادّعاؤكَ ما لا يَكونُ يُنجِيكَ من الإثمِ ، ويحلُّ لَكَ ما حَرَّمَ اللّه ُ علَيكَ ، عَمَّركَ اللّه ُ أنَّكَ لَأَنْتَ العَبدُ المُهتدِي إذا .
فَقَد بلَغَنِي أنَّكَ اتّخذْتَ مَكَّةَ وطَنا وضَرَبْتَ بِها عَطَنا۲۶، تَشتَرِي مُولَّداتِ مَكَّةَ والطائِفِ ، تَختارُهُنَّ علَى عَينِكَ ، وتُعطِي فِيهِنَّ مالَ غَيرِكَ ، وإنّي لَأُقسِمُ باللّه ِ ربِّي وربِّك ربّ العِزَّةِ ، ما يَسُرُّني أنّ ما أخَذْتَ مِن أموالِهِم لي حلالٌ أدَعُهُ لِعَقبِي مِيرَاثا ، فَلا غَرْوَ ، وأشدَّ باغتباطِكَ تأكُلُهُ رُويدا رُويدَا ، فَكَأَنْ قد بَلَغْتَ المَدَى ، وعُرِضْتَ على ربِّكَ ، والمَحَلّ الَّذي يَتَمنَّى الرَّجْعَةَ ، والمُضيِّعُ للتَوبَةِ كَذلِكَ وما ذلِكَ ، ولات حين مَناصٍ ! والسَّلام » .

قال : فكتب إليه عبد اللّه بن عبّاس : أمّا بعد ، فقد أكثرت عليَّ ، فوَاللّه لأن ألقى اللّه بجميع ما في الأرض من ذهبها وعقيانها ، أحبّ إليّ أن ألقى اللّه بدم رجل مسلم ۲۷ .
وفي تاريخ الطبريّ : خرج عبد اللّه بن العبّاس من البصرة ، ولحق مكّة في قول عامّة أهل السِّيَر ، وقد أنكر ذلك بعضهم ، وزعم أنّه لم يزل بالبصرة عاملاً عليها من قِبَل أمير المؤمنين عليّ عليه السلام حتَّى قُتل ، وبعد مقتل عليّ حتَّى صالح الحسن معاوية ، ثمّ خرج حينئذٍ إلى مكّة ۲۸ .

1.أنساب الأشراف : ج۴ ص۳۹ ، حلية الأولياء : ج۱ ص۳۱۴ ، سِيَر أعلامِ النبلاء : ج ۳ ص۳۳۱ الرقم۵۱ .

2.المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص۶۱۵ ح۶۲۷۷ ، تاريخ بغداد : ج ۱ ص۱۷۳ الرقم۱۴ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۲۹ ص۲۸۹ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص۳۳۲ الرقم۵۱ .

3.سِيَر أعلامِ النبلاء : ج ۳ ص۳۳۳ الرقم۵۱ .

4.تاريخ بغداد : ج ۱ ص۱۷۳ الرقم۱۴ .

5.أنساب الأشراف : ج۴ ص۳۹ ، تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۴۸ ، سِيَر أعلامِ النبلاء : ج ۳ ص۳۴۹ الرقم۵۱ .

6.الجمل : ص۳۱۹ ؛ العقد الفريد : ج۳ ص۳۱۴ ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۹۰ .

7.أنساب الأشراف : ج۴ ص۳۹ ، تاريخ الطبري : ج۵ ص۹۳ ، سِيَر أعلامِ النبلاء : ج ۳ ص۳۵۳ الرقم۵۱ ؛ الجمل : ص۴۲۰ .

8.أنساب الأشراف : ج۴ ص۳۹ ، تاريخ بغداد : ج ۱ ص۱۷۳ الرقم۱۴ ، سِيَر أعلامِ النبلاء : ج ۳ ص۳۵۳ الرقم۵۱ ؛ الجمل : ص۴۲۱ ، وقعة صفّين : ص۱۱۷ .

9.وقعة صفّين : ص۲۲۱ ؛ تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۳ ، مروج الذهب : ج۲ ص۳۸۸ .

10.وقعة صفّين : ص۴۹۹ ؛ تاريخ الطبري : ج۵ ص۵۱ ، الأخبار الطوال : ص۱۹۲ ، الفتوح : ج۴ ص۱۹۸ .

11.تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۵۵ ؛ الإرشاد : ج۲ ص۹ .

12.الإرشاد : ج۲ ص۸ ؛ الفتوح : ج۴ ص۲۸۳ .

13.الإرشاد : ج۲ ص۹ .

14.الطبقات الكبرى : ج۵ ص۱۰۰ و۱۰۱ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۵۴ ص۳۳۸ و۳۳۹ ، سِيَر أعلامِ النبلاء : ج۳ ص۳۵۶ الرقم۵۱ ، البداية والنهاية : ج۸ ص۳۰۶ .

15.رجال العلاّمة الحلّى¨ : ص۱۰۳ ؛ مختصر تاريخ مدينة دمشق : ج ۱۲ ص۳۰۱ الرقم۱۵۴ ، البداية والنهاية : ج۸ ص۲۹۸ .

16.المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص۶۲۶ ح۶۳۰۹ و ص ج۶۱۵ ص۶۲۷۷ ، التاريخ الكبير : ج ۵ ص ۳ ح۵ ، أنساب الأشراف : ج۴ ص۷۱ ، مروج الذهب : ج۳ ص۱۰۸ ، سِيَر أعلامِ النبلاء : ج ۳ ص۳۵۹ الرقم۵۱ .

17.كفاية الأثر : ص۲۲ ، بشارة المصطفى : ص۲۳۹ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج۳ ص۲۰۰ ؛ فضائل الصحابة لابن حنبل : ج ۲ ص۶۶۲ الرقم۱۱۲۹ وليس في الثلاثة الأخيرة « اللهمّ إنّي أتقرّب إليك بمحمّد وآله » .

18.فضائل الصحابة لابن حنبل : ج ۲ ص۶۶۲ الرقم۱۱۲۹ ؛ بشارة المصطفى : ص۲۳۹ ، العمدة :ج۲۷۲ ص۴۲۹ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج۳ ص۲۰۰ ، نهج الحقّ : ص۲۲۱ .

19.المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص۶۲۱ ح۶۲۹۸ ، مختصر تاريخ مدينة دمشق : ج۱۲ ص۳۰۴ ، سِيَر أعلامِ النبلاء : ج ۳ ص۳۴۵ الرقم۵۱ .

20.أنساب الأشراف : ج۳ ص۱۲۱ .

21.مختصر تاريخ مدينة دمشق : ج۱۲ ص۳۰۵ ، عيون الأخبار لابن قتيبة : ج۱ ص۳۵ ، المناقب للخوارزمي : ج۱۹۷ ص۲۳۸ وليس فيهما « لعقله وفطنته بالاُمور » .

22.شعب الإيمان : ج ۶ ص ۳۵۲ ح ۸۴۸۳ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۳۰۰ .

23.ظَهر المِجَنّ : هذه كلمة تُضرب مَثلاً لمن كان لصاحبه على مَودّة أو رعاية ثمّ حالَ عن ذلك ( النهاية : ج۱ ص۳۰۸ ) .

24.الغِرَّة : الغَفْلة ( النهاية : ج۳ ص۳۵۴ ) .

25.الأزلّ : بتشديد اللاّم : السريع الجري .

26.العطن : مبرك الإبل ، المراح ( النهاية : ج۳ ص۲۵۸ ) .

27.رجال الكشّي : ج ۱ ص۲۷۹ الرقم ۱۱۰ ؛ أنساب الأشراف : ج۲ ص۴۰۰ ، العقد الفريد :ج۳ ص۳۴۸ عن أبي الكنود ، الأوائل لأبي هلال : ۱۹۶ كلّها نحوه .

28.تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۴۱ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۳۲ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج2
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 71827
الصفحه من 528
طباعه  ارسل الي