383
مكاتيب الأئمّة ج1

مكاتيب الأئمّة ج1
382

116

كتابه عليه السلام إلى معاوية

۰.« إنَّ بيْعَتِي شَمِلَت الخاصَّ والعامَّ ، وإنَّما الشُّورى لِلمُؤمِنين مِنَ المُهاجِرين َ الأوَّلِينَ والسَّابِقينَ بالإحسانِ مِنَ البَدْريّين َ ، وإنَّما أنتَ طَلِيقٌ بنُ طَلِيقٍ ، لَعِينٌ بنُ لَعِينٍ ، وَثَنيٌّ بنُ وَثَنيٍّ ، ليسَتْ لَكَ هِجْرةٌ ، ولا سابِقَةٌ ، ولا مَنْقَبةٌ ، ولا فَضِيلَةٌ ، وكانَ أبُوكَ مِنَ الأحزابِ الَّذِينَ حارَبُوا اللّه َ وَرَسُولَهُ ، فنَصَرَ اللّه ُ عبدَهُ ، وصَدَقَ وعْدَهُ ، وهَزَم الأحزابَ وحْدَهُ » .
ثُمَّ وقَع عليه السلام في آخر الكلام :
« ألَمْ تَرَ قَوْمِي إذْ دَعاهُم أخُوهُمُأجابُوا وإنْ يَغْضَبْ عَلى القَوْمِ يَغْضَبوا »۱

117

كتابه عليه السلام إلى معاوية

۰.[ نقل الكتاب نَصْر وإبراهيم الثَّقَفيّ بصورة تخالف رواية النَّهج كثيرا ، فلذلك أحببنا نقله هنا : ] ـ في قبوله عليه السلام التَّحكيم ـ
كتَب إليه عليُّ بن أبي طالب :
« مِن عَبدِ اللّه ِ عَليٍّ أميرِ المُونِينَ إلى مُعاوِيَة َ بنِ أبي سُفْيَانَ ، أمَّا بَعدُ ، فإنَّ أفضَلَ ما شَغَلَ بهِ المَرءُ نَفسَهُ اتِّباعُ ما يُحْسِنُ بهِ فِعلَهُ ، ويَستوجِبُ فَضْلُهُ ، ويَسْلُمُ من عيبِهِ .
وإنَّ البغيَ والزُّورَ يُزْرِيان بالمَرءِ في دينِهِ وَدُنياهُ ، ويُبديانِ مِن خَلَلهِ عِندَ من
يُغْنيهِ ما استَرعاهُ اللّه ُ ما لا يُغْني عَنهُ تَدبيرُهُ ، فاحذرِ الدُّنيا فإنَّهُ لا فرَحَ فِي شيءٍ وَصَلْتَ إليهِ مِنها ، وَلَقد عَلِمْتَ أنَّكَ غَيرُ مُدرِكٍ ما قُضِي فَواتُهُ ، وقد رامَ قَومٌ أمرا بِغَيرِ الحَقِّ فتأوَّلُوا علَى اللّه ِ تَعالى ، فأكذَبَهُم ومَتَّعَهُم قليلاً ، ثم اضطَرَّهُم إلى عَذابٍ غَلِيظٍ .
فاحذَر يوما يَغتبِطُ فيهِ مَنْ أحْمَدَ عاقِبَةَ عَمَلِهِ ، وَيَندمُ فيهِ مَن أمكَنَ الشَّيطانَ من قِيادِهِ ، ولَمْ يُحادَّهُ فَغَرَّتْهُ الدُّنيا واطْمأنَّ إليها ؛ ثُمَّ إنَّك قَد دعوتَني إلى حُكمِ القُرآنِ ، ولَقدْ عَلِمْتُ أنَّكَ لَسْتَ مِن أهلِ القُرآنِ ، وَلَسْتَ حُكْمَهُ تُرِيدُ ، واللّه ُ المُستعانُ ، وقَد أجبنا القُرآنَ إلى حُكمِهِ ، ولَسْنا إيَّاكَ أجَبْنا ، ومَنْ لَمْ يَرضَ بِحُكْمٍ فقد ضَلَّ ضَلالاً بعيدا » . ۲
[ أقول : هذا الكتاب جواب لكتاب عليّ عليه السلام ، نقلهُ نَصْر وإبراهيم الثَّقَفيّ ، واللَّفظ لنصر : ] ( أمّا بعدُ ) ، أنَّ الأمرَ قَد طالَ بَينَنا وبَينَكَ ، وكُلُّ واحِدٍ مِنَّا يَرَى أنَّهُ عَلى الحَقِّ فيما يطلُبُ مِن صاحِبِهِ ، ولَنْ يُعطِي واحدٌ منَّا الطَّاعَةَ للآخَرِ ، وقَد قُتِلَ فيما بَينَنا بَشَرٌ كَثِيرٌ ، وأنَا أتخَوَّفُ أن يَكونَ ما بَقِيَ أشدَّ مِمَّا مضَى ، وإنَّا ( سوف ) نُسْألُ عَن ذلِكَ المَوطِنِ ، ولا يُحاسَبُ بهِ غَيرِي وغَيرُكَ ، فَهلْ لك في أمْرٍ لَنا ولَكَ فيهِ حَياةٌ وعُذرٌ وبرَاءةٌ ، وصَلاحٌ لِلأُمَّةِ ، وحَقْنٌ للدِماءِ ، وأُلْفَةٌ لِلدِّينِ ، وذَهابٌ للضَّغائِنِ والفِتَنِ ؛ أن يَحكُمَ بَينَنا وبينَكَ حَكَمانِ رضِيَّانِ ، أحدُهُما مِن أصحَابِي والآخَرُ مِن أصحابِكَ ، فَيَحكُمان بِما في كِتاب اللّه ِ بَينَنا ؛ فإنَّهُ خَيرٌ لِي ولَكَ ، وأقْطَعُ لِهذهِ الفِتَنِ .
فاتَّقِ اللّه َ فيما دُعِيتَ لَهُ ، وارْضَ بِحُكمِ القُرآنِ إنْ كُنتَ مِن أهلِهِ ، والسَّلامُ . ۳

1.المناقب لابن شهرآشوب : ج۳ ص۱۶۶ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۵۷۱ .

2.وقعة صفِّين : ص۴۹۳ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۲ ص۲۲۶ ، جمهرة رسائل العرب : ج۱ ص۴۸۲ الرقم۴۴۸ .

3.وقعة صفِّين : ص۴۹۳ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج1
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 107653
الصفحه من 568
طباعه  ارسل الي