365
مكاتيب الأئمّة ج1

105

كتابه عليه السلام إلى جنوده

۰.قال نصر : وفي كتاب عمر بن سَعْد أيضا : وكتب إلى جنوده يخبرهم بالَّذي
لهم والَّذي عليهم :
« مِنْ عَبدِ اللّه ِ عَلِيٍّ أميرِ المُوِنينَ ، أمَّا بَعْدُ ؛ فَإنَّ اللّه َ جَعَلَكُم في الحَقِّ جَميعا سَواءً ، أسوَدكُم وأحْمرَكُم ، وجَعَلَكُم مِن الوالِي وجَعَلَ الوالِيَ مِنكُمْ بِمَنْزِلَةِ الوالِدِ مِنَ الوَلَدِ ، وبِمَنْزِلَةِ الوَلَدِ مِنَ الوالِدِ الَّذي لا يَكْفِيهِم مَنعُهُ إيَّاهُمْ طلبَ عَدُوِّهِ والتُّهمَةِ بهِ ، ما سَمِعْتُم وأطَعْتُم وقَضَيتُم الَّذي علَيكُم . وإنَّ حَقَّكُم علَيهِ إنصافُكُم ، والتَّعدِيلُ بَينَكُم ، والكَفُّ عن فَيئِكُم . فإذا فَعلَ ذلِكَ مَعكُم وَجَبتْ عَلَيكُم طاعَتُهُ بِما وافَقَ الحَقَّ ، ونُصرَتُهُ علَى سِيرَتِهِ ، والدَّفْعُ عَن سُلطانِ اللّه ِ ؛ فَإنَّكُم وَزَعَةُ ۱ اللّه ِ في الأرضِ ، فَكُونُوا لَهُ أعوانا ، ولدِينِهِ أَنْصارا ، ولا تُفسِدُوا في الأرضِ بَعدَ إصلاحِها ، إنَّ اللّه َ لا يُحِبُّ المُفسِدينَ » . ۲

1.فقال عمر : الوزعة الَّذِين يدفعون عن الظلم .

2.وقعة صفّين : ص۱۲۶ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۴۱۶ ح۳۷۵ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۳ ص۱۹۵ ، جمهرة رسائل العرب : ج۱ ص۴۰۷ .


مكاتيب الأئمّة ج1
364

104

كتابه عليه السلام إلى أُمراء الأجناد

۰.وإلى العُمَّالِ الَّذِينَ يَطأُ الجَيشُ عَمَلَهُم :« مِنْ عَبْدِ اللّه ِ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُومِنِينَ إلى مَن مَرَّ بهِ الْجَيْشُ مِنْ جُبَاةِ الْخَرَاجِ وعُمَّالِ الْبِلاد :
أَمَّا بَعْدُ ؛ فإنِّي قد سَيَّرْتُ جُنُودا ، هِي مَارَّةٌ بِكُمْ إِنْ شَاءَ اللّه ُ ، وقد أَوْصَيْتُهُمْ بما يَجِبُ للّه ِ علَيهِم مِن كَفِّ الأَذَى ، وصَرْفِ الشَّذَى ، وأَنَا أَبْرَأُ إلَيكُم ، وإلَى ذِمَّتِكُم مِن مَعَرَّة الْجَيْشِ ، إلاَّ مِنْ جَوْعَةِ المُضْطَرِّ لا يَجِدُ عَنْهَا مَذْهَبا إلى شِبَعِه ، فَنَكِّلُوا مَن تَنَاوَلَ مِنْهم شَيْئا ظُلْما عَن ظُلْمِهِم ، وكُفُّوا أَيْدِيَ سُفَهَائِكُم عَن مُضَارَّتِهِم ، والتَّعَرُّضِ لَهُمْ فِيما اسْتَثْنَيْنَاهُ مِنْهُم ، وأَنا بَيْنَ أَظْهُرِ الْجَيْشِ فَارْفَعُوا إِلَيَّ مَظَالِمَكُم ، وما عَرَاكُمْ مِمَّا يَغْلِبُكُمْ مِن أَمْرِهِم ، وما لا تُطِيقُونَ دَفْعَهُ إلاَّ بِاللّه ِ وبي ، فَأَنَا أُغَيِّرُهُ
بِمَعُونَةِ اللّه ِ ، إنْ شَاءَ اللّه ُ » . ۱
قال نصر : وفي حديث عمر أيضا بإسناده ، ثُمَّ قال : إنَّ عليَّا كتب إلى أُمراء الأجناد :
« بِسْمِ اللّه ِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مِن عَبدِ اللّه ِ علِيٍّ أميرِ المُونينَ ، أمَّا بَعدُ ؛ فإنّي أبرأُ إلَيكُمْ وإلى أْهلِ الذِّمَّةِ مِن مَعَرَّةِ الجَيشِ ، إلاَّ مِن جَوعةٍ إلى شَبْعَةٍ ، ومِن فَقْرٍ إلى غِنَىً ، أو عَمىً إلى هُدَىً ؛ فإنَّ ذلك علَيهِم . فاعزِلُوا النَّاسَ عَنِ الظُّلمِ والعُدوانِ ، وخُذُوا علَى أيدي سُفهائِكُم ، واحتَرسِوا أن تَعمَلُوا أعْمالاً لا يَرضى اللّه ُ بِها عنَّا ، فَيَرُدَّ علينا وعَلَيكُم دُعاءَنا ، فإنَّ اللّه َ تعالى يقولُ : « قُلْ مَا يَعْبَؤُاْ بِكُمْ رَبِّى لَوْلاَ دُعَآؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامَا »۲
فإنَّ اللّه َ إذا مَقَتَ قَوْما مِنَ السَّماءِ هَلكُوا في الأرْضِ ، فَلا تألُوا أَنْفُسَكُم خَيْرا ، ولا الجُنْدَ حُسنَ سِيرَةٍ ، ولا الرَّعِيَّةَ مَعونَةً ، ولا دِينَ اللّه ِ قُوَّةً ، وأَبلُوا في سَبِيلِهِ ما استوجَبَ عَلَيكُمْ ، فَإنَّ اللّه َ قَدِ اصطَنَعَ عِندَنا وعِندَكُمْ ما يَجِبُ علَينا أن نَشكُرَهُ بِجُهدِنا ؛ وأن نَنصُرَهُ ما بلَغَتْ قَوَّتُنا . ولا قُوَّةَ إلاَّ باللّه ِ » . وكتب أبو ثروان . ۳

1.نهج البلاغة : الكتاب۶۰ .

2.الفرقان : الآية ۷۷ .

3.وقعة صفّين : ص۱۲۵ ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۴۸۶ ح۶۹۱ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۳ ص۱۹۴ ، جمهرة رسائل العرب : ج۱ ص۴۰۷ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج1
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 107637
الصفحه من 568
طباعه  ارسل الي