363
مكاتيب الأئمّة ج1

102

كتابه عليه السلام إلى أميرين من أمراء جيشه

۰.« وقَدْ أَمَّرْتُ عَلَيْكُمَا وعَلَى مَنْ فِي حَيِّزِكُمَا ، مَالِكَ بنَ الْحَارِثِ الأَشْتَر َ ، فَاسْمَعَا لَهُ ، وأَطِيعَا ، واجْعَلاهُ دِرْعا ومِجَنّا ، فإنَّه مِمَّنْ لا يُخَافُ وَهْنُهُ ، ولا سَقْطَتُهُ ، ولا بُطْوهُ عَمَّا الإِسْرَاعُ إِلَيْهِ أَحْزَمُ ، ولا إِسْرَاعُهُ إِلَى مَا الْبُطْءُ عَنْهُ أَمْثَلُ . » ۱

103

كتابه عليه السلام إلى أُمرائه على الجيش

۰.مِن عَبْدِ اللّه عليِّ بن أبِي طالِب ٍ أميرِ المُومِنِين إلى أصْحَابِ الْمَسَالِح ِ .
أَمَّا بعْدُ ، فإنَّ حَقّا على الْوَالِي ألاَّ يُغَيِّرَهُ على رَعِيَّتِه ِ فَضْلٌ نَالَهُ ، ولا طَوْلٌ خُصَّ بِهِ ، وأنْ يَزِيدَهُ ما قَسَمَ اللّه لهُ مِن نِعَمِهِ دُنُوّا من عِبَادِه ، وعَطْفا على إخْوَانِهِ .
أ لا وإنَّ لكُم عِنْدي ألاَّ أَحْتَجِزَ دُونَكُمْ سِرّا إلاَّ في حَرْبٍ ، ولا أَطْوِي دُونَكُمْ أمْرا إلاَّ في حُكْمٍ ، ولا أُوخِّرَ لكُم حَقّا عن مَحَلِّه ، ولا أَقِفَ بهِ دُونَ مَقْطَعِهِ ، وأَنْ تَكُونُوا عِنْدي في الْحَقِّ سَوَاءً ، فَإذا فَعَلْتُ ذَلِكَ وجَبَتْ لِلّهِ عليْكُمُ النِّعْمَةُ ، ولِي عَلَيْكُمُ الطَّاعَةُ ، وألاَّ تَنْكُصُوا عن دَعْوَةٍ ، ولا تُفَرِّطُوا في صَلاحٍ ، وأنْ تَخُوضُوا الْغَمَرَاتِ إلى الْحَقِّ ، فَإنْ أَنْتُمْ لَمْ تَسْتَقِيمُوا لي علَى ذَلِكَ ، لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَهْوَنَ علَيَّ مِمَّنِ اعْوَجَّ مِنْكُمْ ، ثُمَّ أُعْظِمُ لَهُ الْعُقُوبَةَ ، ولا يَجِدُ عندِي فيها رُخْصَةً فَخُذُوا هذا من أُمَرَائِكُمْ ، وأَعْطُوهُمْ من أَنْفُسِكُمْ ما يُصْلِحُ اللّه ُ بهِ أَمْرَكُم ، والسَّلامُ . ۲

1.نهج البلاغة : الكتاب۱۳ .

2.نهج البلاغة : الكتاب۵۰ ، الأمالي للطوسي : ص۲۲۱ ، وقعة صفِّين : ص۱۰۷ ، بحار الأنوار : ج۷۵ ص۳۵۴ ، المعيار والموازنة : ص۱۰۳ .


مكاتيب الأئمّة ج1
362

[ أقول : الأسْوَد بن قَطَنة ، كما في نصر الموجود عندي ، وقَطَبَة كما في البحار ، وفي نهج البلاغة ، وشرح البحراني : قطيبة ، بالياء ثُمَّ الباء .
وفي الإصابة : الأسْوَد بن قطبة أبو مُفَزِّر ، بفتح الفاء وتشديد الزَّاء المكسورة بعدها راء .
قال الدَّارقطني في المؤتلف : شهد القادسية ، وله فيها أشعار كثيرة ، هو رسول سَعْد بن أبي وَقَّاص بسبي جلولاء إلى عمر ، وهو شاعر المسلمين في تلك الأيَّام ، ذكره سيف في الفتوح ، وقال أيضا : وكان مع خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر ، ثُمَّ ذكر أبياتا من شعره .
وقال الحميدي : لم أقف إلى الآن على نسب الأسْوَد بن قطبة ، وقرأت في كثير من النُّسخ أنَّه حارثي من بني الحارث بن كَعْب ، ولم أتحقَّق ذلك ، والَّذي يغلب على ظنّي أنَّه الأسْوَد بن زَيْد بن قطبة بن غنم الأنْصاريّ من بني عبيد بن عَدِيّ ، ذكره أبو عمر في الاستيعاب ، وقال : إنَّ موسى بن عُقْبَة عدَّه فيمن شهد بدر ا ، انتهى .
وذكره الطَّبري كثيرا بكنيته . . .و نسبه إلى تميم ، وله عليه السلام كتاب آخر ـ نقله المصنّف نقلاً عن نهج البلاغة ـ ، يفيد أنَّه صاحب جند حلوان . ۱ ]

101

كتابه عليه السلام إلى الأسْوَد بن قُطبة

۰.من كتاب له عليه السلام إلى الأسْوَد بن قُطبة صاحب جند حُلوان : « أمَّا بعدُ ، فإنَّ الْوَالِيَ إِذَا اخْتَلَفَ هَوَاهُ مَنَعَهُ ذَلِك كَثِيرا مِنَ الْعَدْلِ ، فَلْيَكُنْ أَمْرُ النَّاس عِنْدَك فِي الْحَقِّ سَوَاءً ، فإنَّه لَيْسَ فِي الْجَوْرِ عِوَضٌ مِنَ الْعَدْلِ ، فَاجْتَنِبْ مَا تُنْكِرُ أَمْثَالَهُ ، وابْتَذِلْ نَفْسَك فِيما افْتَرَضَ اللّه ُ عَلَيْك ، رَاجِيا ثَوَابَهُ ، ومُتَخَوِّفا عِقَابَهُ .
واعْلَمْ أَنَّ الدُّنيا دَارُ بَلِيَّةٍ ، لَمْ يَفْرُغْ صَاحِبُهَا فِيهَا قَطُّ سَاعَةً ، إِلاَّ كَانَتْ فَرْغَتُهُ علَيْه حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وأَنَّهُ لَنْ يُغْنِيَك عَنِ الْحَقِّ شَيْءٌ أَبَدا .
ومِنَ الْحَقِّ عَلَيْك حِفْظُ نَفْسِك ، والاحْتِسَابُ عَلَى الرَّعِيَّةِ بِجُهْدِك ، فإنَّ الَّذِي يَصِلُ إِلَيْك مِن ذَلِك أَفْضَلُ مِنَ الَّذِي يَصِلُ بِك ، والسَّلامُ » . ۲

1.راجع : نهج البلاغة : الكتاب ۵۹ ، وقعة صفِّين : ص۱۰۶ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۴۰۱ وج۶۶ ص۵۰۶ وج۷۹ ص۱۷۷ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۱۷ ص۱۴۵ ، تاريخ الطبري : ج۳ ص۱۱۸ ، الإصابة : ج۱ ص۲۲۶ وج۶ ص۳۸۵ ، أسد الغابة : ج۱ ص۸۵ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۹ ص۷۰ .

2.نهج البلاغة : الكتاب۵۹ وراجع : نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۱۷ ص۱۴۵ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج1
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 107716
الصفحه من 568
طباعه  ارسل الي