277
مكاتيب الأئمّة ج1

كتابه عليه السلام إلى معاوية

روى أبو عبيدة : قال كتب معاوية إلى أمير المونين عليه السلام : إنَّ لي فضائل كثيرة : كان أبي سيِّدا في الجاهليَّة ، وصِرْتُ مَلِكا في الإسلام ، وأنا صهرُ رسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، وخال المونين ، وكاتب الوحي .
فقال أمير المونين عليه السلام : « أبِالفضَائِلِ يَبغي عَليَّ ابنُ آكِلَةِ الأكبادِ ، اكتب إليهِ يا غُلامُ :
مُحمَّدٌ النَّبيُّ أخِي وصِنْوِيوحمْزَةُ سَيِّدُّ الشُّهداءِ عَمِّي
وجعْفَرٌ الَّذي يُضْحِي وَيُمْسِييَطِيرُ مَعَ المَلائِكَةِ ابنُ أُمِّي
وبنْتُ مُحَمَّدٍ سَكَنِي وعِرْسِيمَسُوطٌ لَحْمُها بِدَمي وَلَحْمِي
وسِبْطا أحمَدٍ ولداي مِنهافأيُّكُمُ لَهُ سَهْمٌ كَسَهْمِي
سَبَقْتُكم إلى الإسلامِ طُرَّاغُلاما ما بَلغتُ أوانَ حِلمِي
وصلَّيتُ الصَّلاةَ وكُنتُ طِفْلاًمُقِرّا بالنَّبِي في بطْن أمِّي

وأوْجَبَ لي ولايَتَه علَيْكمرَسُولُ اللّه ِ يَوْمَ غَديرِ خُمِّ
أنا الرَّجل الَّذي لا تُنكِرُوهُليومِ كَريهةٍ وليوم سِلمِ
فوَيلٌ ثُمَّ وَيْلٌ ثمَّ وَيْلٌلِمَنْ يَلْقَى الإلَهَ غَدا بِظُلْمي . »

فقال معاوية : أخفوا هذا الكتاب، لا يقرؤهُ أهلُ الشَّام فيميلوا إلى ابن أبي طالب . ۱

1.الاحتجاج : ج۱ ص۴۲۹ ح ۹۳ وراجع : الفصول المختارة : ص۷۰ المناقب لابن شهرآشوب : ج۲ ص۱۷۰ ، كنز الفوائد : ص۱۲۲ ؛ التذكرة لابن الجوزي : ص۱۱۵ .


مكاتيب الأئمّة ج1
276

57

كتابه عليه السلام إلى معاوية

۰.قال الحافظ ابن عساكر : أخبرنا أبو القاسم المُستملي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد اللّه الشَّحامي الحافظ ، حدَّثني أبو منصور محمَّد بن عبد اللّه الفقيه الزَّاهد ، أنبأنا أبو عمرو أحمد بن محمَّد النَّحوي ، بأسناد له : أنَّ يَحْيَى بن خالد البَرْمَكي ّ لمَّا حُبِس ، كتَب من الحبْس إلى الرَّشيد : إنَّ كلَّ يوم يمضي من بؤس۱يمضي من نعمتك مثله ، والموعد المحشر ، والحكم الدَّيَّان ، وقد كتبت إليك بأبيات كتب بها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ، إلى معاوية بن أبي سُفْيَان :
أما واللّه ِ إنَّ الظُّلمَ شُؤمٌوما زالَ المُسِيءُ هو الظَّلُومُ
إلَى الدَيَّانِ يوْمَ الدِّينِ نَمْضِيوعِندَ اللّه ِ يَجْتَمِعُ الخُصُومُ
تَنامُ ولمْ تنَمْ عَنْكَ المَناياتَنَبَّهْ لِلْمَنِيَّةِ يا نَؤوْمُ
لأمرٍ مّا تصَرَّمَتِ اللَّياليلأمرٍ ما تحَرَّكتِ النُّجومُ۲
[ أقول : هذه الأبيات موجودة في الدِّيوان بزيادات وهي : ]
« أما واللّه ِ إنَّ الظُّلمَ شُؤْمٌولا زال المُسِي هو الظَّلومُ
إلى الديَّانِ يَوْمَ الدِّينِ نَمْضيوعند اللّه يَجتمِع الخُصُومُ
ستَعلَمُ في الحِسابِ إذا التَقَيناغَدَا عِندَ المَليكِ مَنِ الغَشُومُ

ستَنْقَطِعُ اللَّذاذَةُ عَن أُناسٍمِنَ الدُّنيا وتَنقَطِعُ الهُمُومُ
لأمرٍ مَّا تصرَّفَتِ اللَّياليلأمرٍ مَّا تحَرَّكَتِ النُّجُومُ
سَلِ الأيَّامَ عَن أُمَمٍ تَقَضَّتْسَتُخْبِرُكَ المَعالِمُ والرُّسُومُ
تَرومُ الخُلْدَ في دارِ المَنايافَكَمْ قَد رَامَ مِثلَكَ ما تَرُومُ
تَنام ولم تَنَمْ عَنْكَ المَناياتَنَبَّهْ لِلْمَنِيَّة يا نَؤومُ
لَهَوْتَ عَنِ الفَناءِ وأنتَ تَفنىفَما شيءٌ مِنَ الدُّنيا يَدُومُ
تَموتُ غَدَا وأنتَ قريرُ عَيْنٍمِنَ العَضلات في لُجَجٍ تَعُومُ »۳

1.كذا في المصدر، والظاهر أنّ الصواب: «بؤسي».

2.تاريخ مدينة دمشق : ج۴۲ ص۴۵۹ .

3.الديوان المنسوب إلى الإمام علي عليه السلام : ص ۵۶۰ الرقم ۴۲۷ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج1
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 107648
الصفحه من 568
طباعه  ارسل الي