177
مكاتيب الأئمّة ج1

وقال العلاّمة الآمُلي : ولعلَّ الوجه في عدم ذكر الرَّضي ـ كتابه عليه السلام إلى أهل المدينة ـ في النَّهج، كان ذلك ، أعني أنَّ كتابه إلى أهل المدينة ، كان قريبا من كتابه إلى أهل الكوفة في ألفاظه ومعانيه . ۱
[ أقول : لعلَّ مراده من قوله إنَّ عِلَّة عدم نقل السَّيِّد الرضي ّ هذا، هو عِلَّةُ عَدمِ نقلهِ كتابه إلى أهل الكوفة ؛ لأنَّ الشريف الرضي لم ينقل الكتابين معا ، وإنَّما نقل جملاً من كتابه إلى أهل الكوفة ] .

1.شرح نهج البلاغة للآملي : ج۱۷ ص۱۷ .


مكاتيب الأئمّة ج1
176

32

كتابه عليه السلام إلى أهل المدينة

۰.[ روى المفيد رحمه الله كتابه عليه السلام إلى أهل المدينة ، بعد وقعة الجمل ] قال :ثُمَّ رجع إلى خَيْمَته ، فاستدْعى عُبيد اللّه بن أبي رافع ـ كاتِبه ـ وقال :
« اُكتب إلى أهل المدينة :
بِسْمِ اللّه ِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مِن عَبدِ اللّه ِ عليّ بنِ أبي طالب ٍ ، سَلامٌ عَلَيكُم . فإنِّي أحمَدَ اللّه َ إلَيكُم الَّذي لا إلهَ إلاّ هُوَ ، أمَّا بَعدُ : فإنَّ اللّه َ بمَنِّهِ ، وَفَضْلِهِ ، وَحُسنِ بَلائِهِ عِندي وعِندَكُم ، حَكَمٌ عَدْلٌ ، وقَد قالَ سُبحانَهُ في كتابِهِ ـ وقَولُهُ الحقُّ ـ : « إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَ إِذَآ أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ »۱ .
وإنِّي مُخبِرُكُم عنَّا ، وعَمَّن سِرنا إليهِ من جُموعِ أَهلِ البَصرَة ِ ، وَمَن سارَ إليهِم مِن قُرَيش ٍ وَغَيرِهِم مَعَ طَلْحَة َ والزُبَيْرِ ، ونَكْثِهما على ۲ ما قد علِمتم من بيعتي ، وهُما
طائِعان، غيرُ مُكرَهَينِ ، فَخَرجتُ مِن عِندِكُم فِيمَن خَرجتُ، ممِّن سارَعَ إلى بَيعَتي ، وإلى الحقّ ۳ حَتَّى نزلْتُ ذا قار ٍ ، فنفر معي مَن نفَرَ من أهل الكوفَةِ ، وقدم طَلْحَة ُ والزُّبَيْرُ البصرةَ ، وصنَعا بِعامِلي عُثمانَ بنِ حُنَيْفٍ ما صنَعا ! فَقدَّمتُ إليهم الرُّسُلَ ، وأعْذَرتُ كلّ الإعْذار .
ثُمَّ نزلْتُ ظهْرَ البَصرَةِ ، فأعذرْتُ بالدَّعاءِ ، وقَدَّمتُ الحُجَّةَ ، وأقلْتُ العَثْرَةَ ، والزَّلَّةَ ، واسْتَتَبْتُهما ومَن معهما من نَكْثِهم بيعتي ، ونقْضهما عَهدي ، فأبوْا إلاَّ قتالي وقتالَ مَن مَعِي ، والتَّمادي في الغَيِّ ، فلم أجدْ بُدَّا من مناصَفَتِهِم لي ، فناصَفْتُهُم بِالجهادِ ، فَقتلَ اللّه ُ مَن قتلَ مِنهُم ناكِثا ، وولَّى مَن ولَّى منهم ، وغَمدْتُ السُّيوفَ عَنهُم ، وأخذْتُ بالعَفوِ فِيهم ، وأجريْتُ الحقَّ والسُّنَّةَ في حُكمِهم ، واخترْت لهم عاملاً استَعمِلُهُ عَلَيهِم ، وهُو عبدُ اللّه ِ بنُ العبَّاس ، وإنِّي سائِرٌ إلى الكوفَةِ إن شاءَ اللّه ُ تعالى » . وكتب عبيد اللّه بن أبي رافع ، في جُمادى الأُولى مِن سَنَةِ سِتٍّ وثلاثِينَ مِنَ الهِجرَةِ ۴ .

1.الرعد : ۱۱ .

2.كذا في المصدر والأرجح أنّها: «علَيَّ» فتكون الفاصلة قبل: «ونكثهما».

3.كذا في المصدر، والظاهر أنّها: «ووالى».

4.الجمل : ص۳۹۵ وراجع :بحار الأنوار : ج۳۲ ص۳۳۴ ، تلخيص الشافي : ج۴ ص۱۳۷ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج1
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 108857
الصفحه من 568
طباعه  ارسل الي