359
فائق المقال في الحديث و الرجال

انتهى ما جاء به من التنبيه المستطاب الّذي يليق أن يكتب بنور الصواب . على صفحات قلوب اُولى الألباب .

[ 2 . فائدة ] جَمِيْلَةٌ

في خلاصة الأقوال :
روى الشيخ رحمه الله : أنّ من المذمومين جماعة : أوّلهم : المعروف بالسريعيّ ، وكان من أصحاب أبي الحسن عليّ بن محمّد عليه السلام . قال هارون : وأظنّ اسمه الحسن .
ومنهم : محمّد بن نصير النُميريّ ، وكان من أصحاب أبي محمّد العسكريّ عليه السلام ، فلمّا مات ادّعى مقام أبي جعفر محمّد بن عثمان أنّه صاحب الزمان ، وادّعى النيابة ففضحه اللّه تعالى .
قال سعد بن عبد اللّه : كان محمّد بن نصير النميريّ يدّعي أنّه رسول نبيّ ، وأنّ عليّ بن محمّد عليه السلام أرسله ، وكان يقول بالتناسخ ، ويغلو في أبي الحسن عليه السلامويقول فيه بالربوبيّة .
ومنهم : أحمد بن هلال الكرخى ، قال أبو عليّ محمّد بن همام : كان أحمد بن هلال من أصحاب أبي محمّد عليه السلام ، فاجتمعت الشيعة على وكالة أبي جعفر محمّد بن عثمان العمري بنصّ الحسن عليه السلام في حياته عليه ، فلمّا مضى الحسن7 قالت الشيعة لجماعة له : ألا نقبل أمر أبي جعفر محمّد بن عثمان ونرجع إليه وقد نصّ عليه الإمام المفترض الطاعة فقال : لم أسمعه بنصّ عليه بالوكالة وليس اُنكر أباه ، يعني عثمان بن سعيد . فأمّا إن أقطع أنّ أبا جعفر وكيل صاحب الزمان فلا أجسر عليه . فقالوا قد سمعه غيرك ، فقال أنتم وما سمعتم [ و ]وقف على أبي جعفر ، فلعنوه وتبرّأوا عليه . ثم ظهر التوقيع على يد أبي القاسم الحسين بن روح : لعنه والبراءة منه في جملة من لعن .
ومنهم : أبو طاهر محمّد بن عليّ بن بلال . وقصّته معروفة فيما جرى بينه وبين أبي جعفر محمّد بن عثمان العمري رضى اللّه عنه ، وتمسّكه بالأموال الّتي كانت عنده للإمام عليه السلام وامتناعه من تسليمها ، وادّعائه أنّه الوكيل حتى تبرّأت الجماعة


فائق المقال في الحديث و الرجال
358

طبقات الرواية ولم اَرَمَنْ تفطّن له . ومنشأ هذا الغلط أنّه يتّفق في كثير من الطريق تعدّد الروايات للحديث في بعض الطبقات فيعطف بعضهم على بعض بالواو ، وأنّ الغالب في الطريق هو الوحدة ووقوع كلمة «عزّ» في الكتابة بين أسماء الرجال فمع الإعجال يسبق إلى الذهن ما هو الغالب ، فتوضع كلمة «عن» في الكتابة موضع واو العطف . وقد رأيت في نسخة التهذيب الّتي عندي بخطّ الشيخ رحمه الله : عدّة مواضع سبق فيها القلم إلى إثبات كلمة «عن» في موضع «الواو» ثم وصل بين طرفي «العين» وجعلها على صورتها . «واواً» والتبس ذلك لى بعض النسّاخ فكتبها بالصورة الأصليّة في بعض مواضع إلا صلاح . وفشا ذلك في النسخ المتجدّدة . ولمّا راجعت خطّ الشيخ فيه تبيّنت الحال . وظاهر أنّ إبدال الواو بعين يقتضي الزيادة الّتي ذكرناها . فإذا كان الرجل ضعيفاً ضاع به الإسناد ، فلا بدّ من استفراغ الوسع في ملاحظة أمثال هذا وعدم القناعة بظواهر الأمور .
ثمّ قال :
ومن المواضع الّتي اتّفق فيها الغلط مكرّراً رواية الشيخ عن سعد بن عبد اللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، وعليّ بن حديد ، والحسين بن سعيد . فقد وقع بخطّ الشيخ في عدّة مواضع منها إبدال إحدى واوي العطف بكلمة «عن» مع أنّ ذلك ليس بموضع الشك ، أو احتمال الكثرة تكرر هذا الإسناد في كتب الحديث والرجال .
ثمّ قال :
وقد اجتمع الغلط بالنقيصة والزيادة في رواية عن الجماعة المذكورين بخطّ الشيخ رحمه الله في إسناد حديث زرارة عن أبي جعفر عليه السلام فيمن صلّى بالكوفة ركعتين ثمّ ذكر وهو بمكة أو غيرها أنه قال : «يصلّى ركعتين» ؛ فإنّ الشيخ رواه بإسناده عن سعد بن عبد اللّه ، عن ابن أبي نجران عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد . مع أنّ سعد إنّما يروي عن ابن أبي نجران بواسطة أحمد بن محمّد بن عيسى عنه . ۱

1.منتقى الجمان ۱: ۲۴ ـ ۲۶ .

  • نام منبع :
    فائق المقال في الحديث و الرجال
    المساعدون :
    قيصريه ها، غلامحسين
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1422 ق / 1380 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 73578
الصفحه من 376
طباعه  ارسل الي