35
فائق المقال في الحديث و الرجال

والتصحيف ، وهي مقبولة عند الأكثر . وتجوز مشافهةً وكتابةً ولغير المميّز .
وهي إمّا لمعيّن بمعيّن ، أو لمعيّن بغيره ، أو لغير معيّن به ، أو بغيره . فأوّل هذه الأربعة أعلاها ، والثلاثة لم تعتبر عند بعضهم بل منعها الأكثر .
فيقول الشيخ : «أجزت لك كلّما اتّضح عندك من مسموعاتي» ويقول المجازله : «أجازني فلان رواية كذا» . أو أحد تلك العبارات مقيّدة بالإجازة على قول ، ومطلقة على آخر .
وللمجازله أن يجيز غيره على الأقوى ، فيقول : «أجزت لك ما اُجيز لي روايته» أو نحو ذلك .
رابعها : المناولة ، وهي أن يعطي الشيخ أصله قائلاً للمعطي : «هذا سماعي من فلان» مقتصراً عليه ، أو مكمّلاً بـ «إرِوِه عنّي» أو «أجزتُ لك روايته» ونحو ذلك .
وفي قبولها خلاف ، ولعلّ القبول مقبول مع قيام القرينة على قصد الإجازة فيقول : «حدّثنا» أو «أخبرنا مناولةً» والمقترنة منها بها أعلاها اتّفاقا .
خامسها : الكتابة ، وهي أن يكتب الشيخ له مرويّه بخطّه أو يأمر بها له ، غائبا كان أم حاضرا ، مقتصرا على ذلك أو مكمّلاً له بـ «أجزت لك ما كتبت به إليك» ونحوه ، فيقول : «كتب إليّ فلانٌ» أو «حدّثنا مكاتبةً» على رأيٍ .
سادسها : الإعلام ، وهو أن يُعلم الشيخ بأنّ هذا الكتاب روايته أو سماعه من شيخه ، مقتصراً عليه ، من دون مناولة أو إجازة .
وفى جواز الرواية به أقوال ، ثالثها الجواز ۱ . فيقول : «أعْلَمَنا» ونحوه .
سابعها : الوِجادة ـ بالكسر ـ ، وهي أن يجد المرويّ مكتوباً بخطّ معروف من غير اتّصال بأحد الأنحاء السالفة . واختلف في جواز العمل بها كما اتّفق على منع الرواية بها . ولعلّ الجواز أقرب . فيقول الواجد : «وجدت بخطّ فلان كذا ومثله .

1.أوّلها : المنع ، و ثانيها : أن يرويه عنه و إن نهاه . شرح البداية : ۱۰۹ ـ ۱۱۰ .


فائق المقال في الحديث و الرجال
34

ويثبت تعديلُ الراوي وجَرْحُه بقول الواحد العدل ، على الأشهر بين الأكثر . ومع اجتماع المعدِّل والجارح فتقديم الجارح و إن تعدّد المعدِّل دونه ؛ بناءً على أنّ إخبار المعدِّل عمّا ظهر من الحال ، والجارح عليّ ما لم يطلّع عليه المعدِّل . هذا هو المشهور وَلَمْ اَرَهُ على إطلاقه ، بل الأولى التعويل على ما يثمر غلبة الظنّ كالأكثر عَدَداً وورعاوضبطا وممارسةً واطّلاعاً ، والتوقّف مع التكافؤ .
وألفاظ التعديل :
«ثقةٌ» ، «حجّة» ،«صحيح الحديث» ،«متقن» ، «ثبت» ، «حافظ» ، «ضابط» ، «صدوق» ، «مستقيم» ، «قريب الأمر» ، «صالح الرواية» ، «يحتجّ بحديثه» ، أو «يكتب» ، أو «ينظر فيه» ، «مسكون إلى روايته» ، «لابأس به» ، «شيخ» ، «جليل» ، «شكور» ، «زاهد» ، «خيّر» ، «عالم» ، «فاضلٌ» ، «ممدوح» ، ونحو ذلك . فيفيد المدح المطلق .
وألفاظ الجرح :
«كذّاب» ، «وضّاع» ، «ضعيف» ، «غالٍ» ، «مضطرب الحديث» ، «مرتفع القول» ، «متروك في نفسه» ، «ساقط» ، «متّهم» ، «واهٍ» ، «ليس بشيءٍ» ، وما شاكل ذلك .

[ 9 ] فَصلٌ

أنحاء تحمّل الحديث سبعةٌ

أوّلها : السماع من الشيخ ، إمّا بقراءةٍ من كتابه ، أو بإملاءٍ من حفظه . وهي أعلى المراتب اتّفاقا فيقول : «سمعت فلانا» أو «حدّثنا» أو «أخبرنا» أو «أنبأنا» .
ثانيها : القراءة عليه ، وعليها المدار في زماننا هذا . وتسمّى العَرض . وشرطه حفظ الشيخ ، أو كون الأصل المصحّح بيده ، أو بيد ثقةٍ . فيقول : «قرأت على فلان» أو «قُرئ عليه وأنا أسمع» مع كون الأمر كذلك فأقرّ ولم ينكر . وله أن يقول : «حدّثنا» أو «أخبرنا» مقيّدين بالقراءة ، أو مطلقين ، أو بالتفصيل . وهو المشهور .
ثالثها : الإجازة ، وهي إخبار مجمل بشيءٍ معلومٍ مأمُونٍ عليه من الغلط

  • نام منبع :
    فائق المقال في الحديث و الرجال
    المساعدون :
    قيصريه ها، غلامحسين
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1422 ق / 1380 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 73177
الصفحه من 376
طباعه  ارسل الي