171
الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة

ج ـ تَمَثُّلُ الدُّنيا لاِءَميرِ المُؤمِنينَ

۴۵۸.بحار الأنوار عن عبد اللّه بن سليمان النَّوفَلِيّ :كُنتُ عِندَ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ عليه السلام فَإِذا بِمَولىً لِعَبدِ اللّهِ النَّجاشِيِّ قَد وَرَدَ عَلَيهِ ، فَسَلَّمَ وأوصَلَ إلَيهِ كِتابَهُ ، فَفَضَّهُ ۱ وقَرَأَهُ ، فَإِذا أوَّلُ سَطرٍ فيهِ :
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، أطالَ اللّهُ بَقاءَ سَيِّدي وجَعَلَني مِن كُلِّ سوءٍ فِداءَهُ ، ولا أراني فيهِ مَكروها ؛ فَإِنَّهُ وَلِيُّ ذلِكَ وَالقادِرُ عَلَيهِ . اِعلَم سَيِّدي ومَولايَ أنّي بُليتُ بِوِلايَةِ الأَهوازِ ، فَإِن رَأى سَيِّدي أن يَحُدَّ لي حَدّا أو يُمَثِّلَ لي مَثَلاً لاِءَستَدِلَّ بِهِ عَلى ما يُقَرِّبُني إلَى اللّهِ وإلى رَسولِهِ ، ويُلَخِّصَ في كِتابِهِ ما يَرى لِيَ العَمَلَ بِهِ . . . وأينَ أضَعُ زَكاتي وفيمَن أصرِفُها ، وبِمَن آنَسُ وإلى مَن أستَريحُ ، وبِمَن أثِقُ وآمَنُ وألجَأُ إلَيهِ في سِرّي ، فَعَسى أن يُخَلِّصَنِي اللّهُ بِهِدايَتِكَ ودَلالَتِكَ ، فَإِنَّكَ حُجَّةُ اللّهِ عَلى خَلقِهِ وأمينُهُ في بِلادِهِ ، ولا زالَت نِعمَتُهُ عَلَيكَ .
فَأَجابَهُ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، جامَلَكَ ۲ اللّهُ بِصُنعِهِ ، ولَطَفَ بِكَ بِمَنِّهِ ، وكَلاكَ بِرِعايَتِهِ فَإِنَّهُ وَلِيُّ ذلِكَ ، أمّا بَعدُ :
فَقَد جاءَ إليَّ رَسولُكَ بِكِتابِكَ ، فَقَرَأتُهُ وفَهِمتُ جَميعَ ما ذَكَرتَهُ وسَأَلتَ عَنهُ ، وزَعَمتَ أنَّكَ بُليتَ بِوِلايَةِ الأَهوازِ ، فَسَرَّني ذلِكَ وساءَني . . . وسَاُنَبِّئُكَ بِهَوانِ الدُّنيا وهَوانِ شَرَفِها عَلى مَن ۳ مَضى مِنَ السَّلَفِ وَالتّابِعينَ ، فَقَد حَدَّثَني

1.فَضّهُ : كسَرَه وفتحه (النهاية : ج ۳ ص ۴۵۴ «فضض») .

2.المُجامَلَة : المُعامَلَة بالجَميل (الصحاح : ج ۴ ص ۱۶۶۲ «جمل») .

3.في المصدر : «على ما مضى» ، والتصويب من الموضع الآخر من بحار الأنوار .


الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
170

فَعَلِمَ حينَئِذٍ أنَّها دنيا مُثِّلَت لَهُ . ۱

۴۵۵.الإمام الصادق عليه السلام :تَمَثَّلَتِ الدُّنيا لِعيسى عليه السلام في صورَةِ امرَأَةٍ زَرقاءَ ، فَقالَ لَها : كَم تَزَوَّجتِ؟ قالَت: كَثيرا ، قالَ : فَكُلٌّ طَلَّقَكِ؟ قالَت : بَل كُلاًّ قَتَلتُ ۲ . قالَ : فَوَيحُ أزواجِكِ الباقينَ ، كَيفَ لا يَعتَبِرونَ بِالماضينَ! ۳

۴۵۶.التحصين :رُوِيَ أنَّ عيسى عليه السلام كُشِفَ لَهُ الدُّنيا فَرَآها في صورَةِ عَجوزَةٍ شَمطاءَ ۴ عَلَيها مِن كُلِّ زينَةٍ ، فَقالَ لَها : كَم تَزَوَّجتِ؟ قالَت : لا اُحصيهِم ، قالَ : فَكُلُّهُم ماتَ عَنكِ ، أو طَلَّقوكِ؟ قالَت : بَل كُلَّهُم قَتَلتُ .
قالَ عيسى عليه السلام : بُؤسا لاِءَزواجِكِ الباقينَ ، كَيفَ لا يَعتَبِرونَ بِأَزواجِكِ الماضينَ؟ كَيفَ أهلَكتِهِم واحِدا واحِدا ولا يَكونونَ مِنكِ عَلى حَذَرٍ؟! ۵

ب ـ تَمَثُّلُ الدُّنيا لِلنَّبِيِّ

۴۵۷.المُستدرك على الصَّحيحَين عن أبي بكر :كُنتُ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَرَأَيتُهُ يَدفَعُ عَن نَفسِهِ شَيئا ولَم أرَ مَعَهُ أحَدا ، فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، مَا الَّذي تَدفَعُ عَن نَفسِكَ؟ قالَ : هذِهِ الدُّنيا مُثِّلَث لي ، فَقُلتُ لَها : إليكِ عَنّي ، ثُمَّ رَجَعَت فَقالَت : إن أفلَتَّ مِنّي فَلَن يَنفَلِتَ مِنّي مَن بَعدَكَ . ۶

1.الفردوس : ج ۴ ص ۱۶۷ ح ۶۵۲۰ عن أنس ، كنز العمّال : ج ۳ ص ۲۳۶ ح ۶۳۲۴ .

2.في المصدر : «بلى ، كلاًّ طلّقت» ، والتصويب من بحار الأنوار و المصادر الاُخرى .

3.الزهد للحسين بن سعيد : ص ۴۸ ح ۱۲۹ عن طلحة بن زيد ، تحف العقول : ص ۳۹۶ عن الإمام الكاظم عليه السلام ، مشكاة الأنوار : ص ۴۶۹ ح ۱۵۷۳ ، بحار الأنوار : ج ۷۳ ص ۱۲۵ ح ۱۲۰ .

4.الشَمَطُ : في الرجل شيب اللحية ، وفي المرأة شيب الرأس ، يقال للمرأة : شمطاء (تاج العروس : ج ۱۰ ص ۳۱۳ «شمط») .

5.التحصين لابن فهد : ص ۲۸ ح ۴۸ ، تنبيه الخواطر : ج ۱ ص ۱۴۶ ، إرشاد القلوب : ص ۱۸۶ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۱۴ ص ۳۲۸ ح ۵۶ ؛ إحياء علوم الدين : ج ۳ ص ۳۱۵ نحوه .

6.المستدرك على الصحيحين : ج۴ ص۳۴۴ ح۷۸۵۶ ، شُعب الإيمان : ج ۷ ص ۳۴۳ ح ۱۰۵۱۸ ، تاريخ ïبغداد : ج ۱۰ ص۲۶۸ الرقم۵۳۸۲ ، حلية الأولياء : ج ۱ ص ۳۰ نحوه ، كنز العمّال : ج۷ ص۱۸۴ ح۱۸۵۹۸ ؛ تنبيه الخواطر : ج۱ ص۱۲۸ نحوه .

  • نام منبع :
    الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
    المساعدون :
    الموسوي، السيد رسول
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 357802
الصفحه من 520
طباعه  ارسل الي