المدخل
على ضوء ما قدّمناه في معنى الدنيا من وجهة نظر القرآن والسنّة ، فإنّ الدنيا بذاتها غير مذمومة ولا ممدوحة ، بل هي كالمزرعة ؛ إذا زرعت فيها خيرا حصدت خيرا ، وإن زرعت شرا حصدت شرّا ، لذلك ليس ثمّة تعارض بين الأخبار الّتي تصف الدنيا بكونها مزرعة خير ۱ ، والاُخرى الّتي تصفها بأنّها مزرعة شرّ ۲ .
بناءً على ذلك ، فإنّ ما جاء في هذا القسم بعنوان الدنيا المذمومة لا يعني وجود نوعين من الدنيا : مذموم وممدوح ، بل إنّ سبيل الانتفاع من الدنيا على نوعين : مذموم وممدوح.
وفي القسم الثاني من هذه المجموعة قدّمنا المزيد من التعاليم الإسلاميّة المهمّة في ستّة فصول تتحدّث عن الدنيا المذمومة ، وهي باختصار كما يلي :
1 . تَفسيرُ الدُّنيَا المَذمومَةِ
أكّدنا في الفصل الأوّل على أهمية معرفة الدنيا المذمومة ، ثمّ فسّرنا الدنيا المذمومة