13
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

آفاق تبحّره

كتب عنه المير محمّد صالح خاتون آبادي في كتاب حدائق المقرّبين :
كان الميرزا رفيع الدين النائيني عليه الرحمة من أعاظم العلماء المحقّقين ، وأفاخم الفضلاء الموقّعين ، وأساطين الحكماء والمتكلّمين ، وكانت له اليد الطولى في جميع
العلوم ، وكان متميّزا بين سائر أفاضل عصره في التحقيق والتدقيق وصواب الرأي وقوّة الفكر. ۱
يمكن للمرء أن يدّعي من خلال إلقاء لمحة على آثاره بأنّه كان جامعا للعلوم العقليّة والنقليّة ، حتّى أنّ بعض كُتّاب التذكرة صرّحوا بهذا المعنى. ۲
ومع أنّ معظم آثاره يغلب عليها الطابع الفلسفي الكلامي ، إلاّ أنّ شرحه لأُصول الكافي ، والشرح الذي كتبه على الصحيفة السجاديّة يعدّان مثالاً بارزا لاحاطته العلميّة بمصادر الحديث والروايات المنقولة عن أهل البيت . والطريف في الأمر أنّه قد زيّن مضامينه الكلامية والبرهانية بأحاديث وروايات . وأسطع دليل على كونه محدّثا حكيما هو حصوله على إجازة نقل الحديث من المولا عبد اللّه الشوشتري والشيخ البهائي ، وإصداره إجازة مماثلة لنقل الحديث لكلّ من العلاّمة المجلسي ، والشيخ الحرّ العاملي .
له رسالة مكتوبة باللغة الفارسية في موضوع الفقه وعنوانها أجوبة المسائل ، وله أيضا تعليقات على الكتب الفقهية . وهذا ما يعدّ بحدّ ذاته دليلاً على تبحّره في الفقه . واعتبرته موسوعة طبقات الفقهاء ضمن طبقات الفقهاء . ۳
كانت له آراؤه في الفقه ، حتّى أنّ الميرزا علي رضا تجلّي ذكر في ردّه على رسالة المحقّق السبزواري اسم الميرزا رفيعا في عداد القائلين بالوجوب التخييري لصلاة الجمعة. ۴
ومن الأوجه الأُخرى لاختصاصات هذا العالم الشيعي ، إحاطته بتفسير القرآن . ومع أنّه لا يملك أثرا مستقلاًّ في التفسير ، ولكن التأمّل في بحوثه الفلسفية والكلامية يظهر بكلّ جلاء اقتباسه العميق من الآيات القرآنية.
آثاره
تضمّ آثار الميرزا رفيعا ثلاثة أقسام هي : الرسائل ، والشروح ، والتعليقات . ومعظمها مكتوبة
باللغة العربيّة ، وهي كالآتي :

1.نقلاً عن كتاب علامة مجلسي مرد علم و دين ، ص ۸۵ .

2.قصص خاقانى ، ج ۲ ، ص ۳۴ .

3.موسوعة طبقات الفقهاء ، ج ۱۱ ، ص ۲۶۹ .

4.مجله نور علم ، العدد ۳۹ ، ص ۱۱۸ مقاله پژوهشى در رساله هاى نماز جمعه در دوران صفوى (بحث في رسائل صلاة الجمعة في العهد الصفوي) ، رسول جعفريان .


الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
12

تلاميذه

تسنّى للميرزا رفيعا نيل الكثير من المعارف والحقائق في ظلّ ما توفّر له من آراء حكيمة وما كان يتمتّع به من استعداد ذاتي وذوق فطري . وقد أدّت سعة مشربه وتواضعه العلمي، واحاطته بالعلوم الإسلاميّة، ومقدرته على تبيين المعارف الدينيّة السامية إلى أن تغدو حوزة درسه موئلاً للخاصّ والعامّ ؛ فاستقى من معين علمه الثرّ علماء كثيرون ممن تتلمّذوا على يده ، ونذكرهم على النحو التالي :
1 . العالم المبرز في عالم التشيّع العلاّمة المجلسي مؤلف الكتاب القيّم المعروف ببحار الانوار كان من تلاميذه . ويعدّ هذا من مناقب هذا الحكيم .
2 . الشيخ الحرّ العاملي صاحب الكتاب الثمين وسائل الشيعة يعتبره من مشايخ إجازته ، وينقل الحديث عنه ، ويعرب عن اعتزازه لوجود مثل هذا الاستاذ .
3 . ابنه المعروف باسم الميرزا ابو الحسن درس على يده إلى أن بلغ مدارج عالية من العلم.
4 . حسين بن محمّد الخوانساري المعروف بالمحقّق الخوانساري ، وكان من العلماء والفقهاء الّذين عاصروا الشاه صفي . وكان قد درس الحكمة على يد الأمير الفندرسكي ، وكان يتباحث مع المرحوم رفيعا ، وينتفع منه ويأخذ عنه. ۱
5 . محمّد باقر الحسيني بن هداية اللّه . وكان من مشاهير الخطّاطين في العهد الصفوي. وفضلاً عن حضور دروس الميرزا رفيعا والانتهال من معين علمه ، كان أيضا يخطّ آثار استاذه بخطّ يده.
6 . محمّد مهدي المشهدي ابن محمّد رضا من التلاميذ المعروفين للميرزا رفيعا . وقد جمع ودوّن الآراء الفقهية لاستاذه في رسالتين : احداهما في الطهارة ، والأُخرى في الصلاة ، وهما باللغة الفارسية . وعرض في المقدّمة تعريفا باستاذه ، وقال عنه ما يلي :
عند اهتمامي بدراسة المسائل الضروريّة للعبادات والتحقيق في من يكون أفضل علماء العصر ممن يمكن تقليده ، تشرّفتُ بلقاء أفضل الفضلاء ، وأعلم العلماء في المشهد المقدّس ودار السلطنة في اصفهان ، ودار الفضل في شيراز ، ومكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة ، وهو الميرزا رفيع الدين محمّد الحسيني الطباطبائي النائيني ، الذي أقرّ له معظم أفاضل العصر بالأعلمية والفضل والجامعية . وسألته التعلّم على يده عرضتُ عليه ما يجول في ذهني من أسئلة رغبةً في التعلّم ومعرفة المسائل الضرورية للعبادات، وقد تفضّل بالاهتمام بأسئلتي والإجابة عنها. ۲
7 . العالم والحكيم المعروف المولا رفيعا الگيلاني .
8 . الأمير محمّد صالح خاتون آبادي .
9 . الأمير عبد الحسين خاتون آبادي من أفاضل العصر الصفوي .
10 . الأمير معصوم التبريزي القزويني .
وهؤلاء الأربعة درسوا على يده.

1.ذكر هنري كوربان في صفحة ۴۸۱ من كتاب تاريخ فلسفه اسلامى ، أنّ الميرزا رفيعا كان من تلاميذ المحقّق الخوانساري حين قال : ونذكر من تلامذة الأمير الفندرسكي الآخرين في الفلسفة ، حسين الخوانساري (المولود عام ۱۰۱۶ه والمتوفي في اصفهان عام ۱۰۹۸ه ) . وكان له بدوره تلاميذ كثيرون يمكن أن نشير منهم إلى نجليه : السيّد جمال الدين الخوانساري ، والسيّد رضي الخوانساري، وكذلك الملا مسيحا الفسائي الشيرازي .. . محمّد باقر السبزواري .. . والميرزا رفيعا النائيني .

2.تذكرة نجوم السماء ، ص ۸۹ .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    المساعدون :
    النائینی، رفیع الدین محمد بن حیدر
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 99509
الصفحه من 672
طباعه  ارسل الي