125
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

۵.عليٌّ ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونسَ ، عمّن ذَكَرَه ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال :«قال رسولُ اللّه صلى الله عليه و آله : اُفٍّ لرجل لا يُفَرِّغُ نفسَه في كلّ جُمُعَةٍ لأمر دينه ، فيَتعاهَدَه ويسألَ عن دينه» . وفي روايةٍ اُخرى : «لكلّ مُسْلِمٍ» .

قوله عليه السلام : (أُفّ لرجل لا يفرّغ نفسه في كلّ جمعة لأمر دينه فيتعاهده) .
«اُفّ» ۱ كلمة ضجر .
وقوله: «لا يفرّغ» إمّا من المجرّد، أي لا يقصد نفسه كلّ جمعة أمر دينه، وإمّا من المزيد، أي لا يجعل نفسه قاصدا لأمر دينه .
وتعاهد الشيء تفقّده وإحداث العهد بالشيء ولقاؤه. ۲
والمراد بالفراغ لأمر الدين ترك الاشتغال بالاُمور الدنيويّة للتوجّه إلى العبادة والاشتغال بالأُمور الدينيّة والأُخروية .
والمراد بتعاهده طلب ما يفقده منه وإحداث العهد به و لقاؤه؛ ۳ لا التحفّظ وتجديد الحفاظ؛ لأنّ الشائع المتعارف في التعبير عن التحفّظ التعهّدُ لا التعاهدُ، ولذا يقال: «تعهّدت الضيغة» أفصحُ من «تعاهدت الضيعة» وإن كان قد يستعمل كلّ منهما في المعنى الشائع من الآخَر .
وبالجملة، فالمعنى الشائع في التفاعل تشارك الفاعلَين ، ثمّ ما يكون بين الاثنين ۴

1.في حاشية «م» : «اُفّ» بضمّ الهمزة وتشديد الفاء، وفيه ستّ لغات: كسر الفاء وفتحها و ضمّها، وكلّ منها مع التنوين وبدونه. وهو مبنيّ وتنوينه للتنكير. وأصله صوت إذا صوّت به الإنسان علم أنّه منضجر منكثرة، ثمّ استعمل بمعنى الاستقذار . وقيل: بمعنى الاحتقار والاستعلال. ومحلّه الوقوع على الابتداء وما بعده خبره. ويحتمل النصب بتقدير فعل، أي «الزم اللّه اُفّ». وقيل: نصب نصْب المصادر. وقد يقام مقام الجملة، كقوله تعالى: «فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ» . وقيل: اسم فعل بمعنى الضجر، إذا اُريد به تضجّر خاصّ أو من شيء خاصّ جُرّد عن التنوين، وإلاّ نون للتنكير، كما في «صه» بمعنى «اُسكت». وقيل أصل الاُفّ من وسخ الإصبع إذا فتل .

2.في «خ» : «بقاؤه» .

3.في «خ» : «بقاؤه» .

4.في حاشية «ت» : وفي المفاعلة إذا اعتبر الفاعلية بالنسبة إلى أحدهما يلزم أن يكون الآخر مفعولاً ، ولذا قال: ثمّ لا يكون بين الاثنين، فافهم .


الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
124

باب سؤال العالم وتذاكره

۱.علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال :سألتُه عن مَجدور أصابَتْهُ جَنابةٌ ، فغسّلوه فماتَ ، قال : «قتلوه ألاّ سألوا ، فإنَّ دَواءَ العِيِّ السؤالُ» .

۲.محمّد بن يحيى ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريزٍ ، عن زرارةَ ومحمّد بن مسلم وبريد العجليّ، قالوا :قال أبو عبداللّه عليه السلام لحُمْرانَ بن أعينَ في شيء سَأَلَه : «إنّما يَهْلِكُ النّاسُ لأنّهم لا يَسألونَ» .

۳.عليُّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد الأشعريّ، عن عبداللّه بن ميمون القدّاح ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال :قال : «إنَّ هذا العلمَ عليه قُفْلٌ ، ومفتاحُه المسألةُ» .

۰.عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفليّ ، عن السكونيّ ، عن أبي عبداللّه عليه السلاممثلَه .

۴.عليُّ بن إبراهيمَ ، عن محمّد بن عيسى بن عُبيد ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن أبي جعفر الأحول ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال :«لا يَسَعُ الناسَ حتّى يَسألوا ويَتفقّهوا ويَعرفوا إمامَهم . ويَسعُهم أن يَأخُذوا بما يقولُ وإن كان تقيّةً» .

ويحتمل أن يكون اسمَ مكانٍ وتقدير الكلام أجلس فيه «وإلى» بمعنى «مع» أي مع من أثق به .

باب سؤال العالم وتذاكره

قوله: (ألاّ سألوا فإنّ دواء العيّ السؤال).
«ألاّ» حرف تحضيض . و «العيّ» ـ بكسر العين المهملة ـ أن لا يهتدي لوجه ۱ المراد ويعجز عنه .
قوله: (ويسعهم أن يأخذوا) أي قولاً واعتقادا وعملاً في كلّ زمان (بما يقول) أي في ذلك الزمان و إن كان تقيةً؛ فإنّ ما يقوله الإمام تقيّةً يسع السائلَ أن يعتقده، ويقولَ به إذا لم يتنبّه للتقيّة ، وأمّا العمل به والأمر بالعمل به مع التنبّه ۲ للتقيّة أيضا لازم عند التقيّة .

1.في «خ، ل» : «بوجه» .

2.في «خ ، ل» : «التنبيه» .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    المساعدون :
    النائینی، رفیع الدین محمد بن حیدر
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 99507
الصفحه من 672
طباعه  ارسل الي