157
إكليل المنهج في تحقيق المطلب

وذلك أنّه كان يفتي بقول العامّة وكان آخر أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آلهفنجا ۱ « جع » .
قوله : ( أحمد بن علي قال : حدّثني ... ) .
فيهما دلالة على صحّة الرواية عن الصحابي الذي كان مثل جابر من غير إسناد إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، ومن ذلك رواية رواها الرضا عليه السلام عن آبائه ، عن جابر ، ويأتي في ترجمة علي بن علي بن رزين « جع » .

[ 194 ] جابر بن يزيد

في الكافي في باب أنّ الجنّ يأتيهم حديث يدلّ على مدحه ۲ « م ح د » .
قوله : ( كما قال الشيخ ابن الغضائري ) .
لا يخفى أنّ ما قاله ابن الغضائري هو ترك ما روى هؤلاء عنه والتوقّف في الباقي ، لا التوقّف فيما روى هؤلاء عنه ۳ ، وكلام العلاّمة غير موافق لقول ابن الغضائري ، إلاّ أنّ الذي يظهر من العلاّمة أنّه يريد بالتوقّف الردّ كما يستفاد من تضاعيف الخلاصة ، فتأمّل « م د » .
غرض العلاّمة أنّ ترك الحديث لرواية الضعيف لا وجه له ، بل اللازم التوقّف والتبيّن ، وليس مراده بيان التبعية . ثمّ إنّ سوغ الكلام على وجه ساغه ابن الغضائري لا وجه له ، إذ الكلام في الرجل من جهة أنّه يروي عن الضعفاء ، لا في رواية الضعفاء عنه ، ولعلّ غرض العلاّمة التنبيه على أنّ رواية الضعفاء عن الرجل لا يكون قدحا فيه كما يكون في رواية الرجل عن الضعفاء ، غايته التوقّف في رواية الضعفاء عنه لا التوقّف فيه من جهة رواية الضعفاء عنه ، بل كون الرجل بحيث يروي عنه العدل والضعيف دليل على أنّه مقبول عند الكلّ مثل أبان بن تغلب وأضرابه « جع » .
قوله : ( فقلت : أنا أسأل أباعبداللّه عليه السلام ) .
هذا السؤال وقع بعد وفاته لاستكشاف حاله في اعتبار رواياته وعدمه ، فقوله عليه السلام : « كان يصدق علينا » هاهنا يدلّ على كونه ثقة في الروايات ، ولا يعارض ما نقل في شأنه ممّا يظن منه الضعف « م ح د » .

1.جامع الرواة ، ج ۲ ، ص ۳۶۲ ؛ اختيار معرفة الرجال ، ص ۱۲۳ و۱۲۴ ، الرقم ۱۹۵ .

2.الكافي ، ج ۱ ، ص ۳۹۶ ، ح ۷ .

3.في هامش منهج المقال : لا فيما روى هنا ولا عنه .


إكليل المنهج في تحقيق المطلب
156

[ باب الجيم ]

[ 193 ] جابر بن عبداللّه [ بن عمرو ... الأنصاري ]

قوله : ( من السبعين ومن الاثني عشر ... ) .
كان بدو الأمر من الأنصار مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه خرج جماعة من المدينة إلى مكّة للحج واتّفق لحوقهم معه صلى الله عليه و آله في جمرة العقبة ، فشرفوا بخدمة رسول اللّه صلى الله عليه و آلهمنهم ستّة نفر من الخزرج فآمنوا به صلى الله عليه و آله ، ثمّ في الموسم خرج اثنا عشر رئيسا من الستّة وغيرهم من المدينة إلى مكّة للوصول إلى خدمة الرسول صلى الله عليه و آله ووصلوا في جمرة العقبة أيضا بخدمة الرسول صلى الله عليه و آله وبايعوا معه ولم يكن فيها ذكر القتال مع الأعداء ، ثمّ رجعوا إلى المدينة وجعل معهم رسول اللّه صلى الله عليه و آلهمصعب بن عمير من أصحابه ليعلّموهم القرآن ومعالم الإسلام ، ولذلك قالوا إنّ مصعب بن عمير مقرى ء المدينة .
ثمّ في الموسم خرج من المدينة مصعب بن عمير مع ثلاثة وسبعين للوصول إلى خدمة الرسول صلى الله عليه و آله ، وبعد الفراغ من الحج وصلوا بخدمة الرسول صلى الله عليه و آله للبيعة مستترا ، ووقعت البيعة الليلة الثانية من أيّام التشريق بعد مضيّ ثلث الليل وكان فيها ذكر القتال مع الأعداء ، والحضّار لهذه البيعة ثلاثة وسبعون من الرجال وثلاثة من النساء ، فقال لهم رسول اللّه صلى الله عليه و آله : اختاروا لأنفسكم اثني عشر نقيبا ، وهم اختاروا التسعة من خزرج وثلاثة من أوس ، ثمّ بعد الهجرة إلى المدينة آخى رسول اللّه صلى الله عليه و آله بين خواصّ أصحابه وهم اثنان وثلاثون ، وفي غزوة الحديبية وقعت بيعة اُخرى تحت الشجرة وهي بيعة الرضوان ، وقد أخذنا كلّ ذلك من كلام محمّد بن إسحاق من مواضع شتّى ذكر كلّ في محلّه ، وقد أطلنا الكلام بذكره لذكرهم في كتب الرجال تلك الوقائع « جع » .
قوله : ( عن أبان بن تغلب قال : حدثني [ أبوعبداللّه عليه السلام ] ) .
يأتي في عامر بن واصل أنّه آخر الصحابة ، وذكر محمّد بن إسحاق أنّ آخر الصحابة أبواليسر ، وذكر له حكاية وفيها أنّه صلى الله عليه و آله دعا له ببقاء العمر وكان أبواليسر يبكي حيث يحكي حكايته ويتحسّرو يقول : مات الصحابة كلّهم وبقيت أنا وحيدا مفارقا عنهم .
وفي ترجمة سعيد بن المسيب : عن أبيجعفر الأوّل عليه السلام ... إلى أن قال : وأمّا سعيد بن المسيّب فنجا

  • نام منبع :
    إكليل المنهج في تحقيق المطلب
    المساعدون :
    الجليلي، نعمة الله؛ جديدي نجاد، محمد رضا
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1425 ق / 1383 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 61349
الصفحه من 647
طباعه  ارسل الي