127
إكسير المحبّة

كلام في آثار محبّة اللّه

أشرنا إلى أنّ محبّة اللّه سبحانه هي سرّ التوفيق في الحياة ، وهي كيمياء بناء الذات والسبيل إلى بلوغ جميع الآمال والتطلّعات ، كما ورد في ختام دعاء عرفة : «ماذا وجد من فقدك ! وما الذي فقد من وجدك ! لقد خاب من رضي دونك بدلاً» ۱ .
واستنادا إلى ما ورد في نصوص هذا الفصل وبعض الأحاديث المتعلّقة به في الفصول السابقة ، يمكن تلخيص أبرز وأشمل آثار وبركات محبّة اللّه في أمرين :

أ ـ أسمى درجات التوحيد

إنّ محبّة اللّه تعالى ـ كما بينّا من قبل ـ لها جذور في المعرفة الشهوديّة ، هذا من جهة ، ومن جهة اُخرى كمقدّمة لأجل الوصول إلى كمال معرفه اللّه صفاته وأسمائه . وبما أنّ كمال اللّه مطلق لا حدّ له ؛ فإنّ محبّته تكون على الدوام بمثابة طاقة تجعل الإنسان يخطى ببركات أعلى مراتب التوحيد ، وكما قال بعض أهل المعرفة : «إذا استغرقت

1.اُنظر : ص ۳۶ ، ح ۹ .


إكسير المحبّة
126

في قَلبِهِ ، ووَرِثَ الحِكمَةَ بِغَيرِ ما وَرِثَهُ الحُكَماءُ ، ووَرِثَ العِلمَ بِغَيرِ ما وَرِثَهُ العُلَماءُ ، ووَرِثَ الصِّدقَ بِغَيرِ ما وَرِثَهُ الصِّدّيقونَ . ۱

7 / 3

خَيرُ الدُّنيا وَالآخِرَة

الكتاب

«مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْأَخِرَةِ» . ۲

الحديث

۲۹۳.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أَلقَلْبُ ثَلاثَةُ أنْواعٍ ، قَلْبٌ مَشْغُولٌ بِالدُّنيا ، وَقَلْبٌ مَشْغُولٌ بِالْعُقْبى ، وَقَلبٌ مَشْغُولٌ بِالْمَولى ، أَمَّا الْقَلْبُ الْمَشْغُولُ بِالدُّنْيا فَلَهُ الشِّدَّةُ وَالْبَلاءُ ، وَأمَّا الْقَلْبُ الْمَشْغُولُ بِالعُقْبى فَلَهُ الدَّرَجاتُ العُلى ، وَأَمَّا الْقَلْبُ الْمَشْغُولُ بِالْمَوْلى فَلَهُ الدُّنْيا وَالعُقْبى وَالْمَولى . ۳

۲۹۴.الإمام زين العابدين عليه السلام ـ في الدّعاء ـ :وَانْهَجْ لي إلى مَحَبَّتِكَ سَبيلاً سهَلَةً ، أكمِل لي بِها خَيرَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ . ۴

1.مختصر بصائر الدرجات : ۱۲۲ ، كفاية الأثر : ۲۵۷ نحوه وليس فيه «فإذا بلغ إلى هذه المنزلة صار يتقلّب فكره بلطف وحكمة وبيان» وكلاهما عن يونس بن ظبيان ، بحار الأنوار : ۷۰ / ۲۵ / ۲۶ .

2.النساء : ۱۳۴ .

3.المواعظ العدديّة : ۱۴۶ .

4.الصحيفة السجّادية : ۸۷ الدعاء ۲۰ .

  • نام منبع :
    إكسير المحبّة
    المساعدون :
    التقديري، محمد؛ المسعودي، عبد الهادي
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1425 ق / 1383 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 63644
الصفحه من 144
طباعه  ارسل الي