مسائل حول الفضائل - الصفحه 200

بولائه الخالص ومودّته التامّة لأهل البيت الكرام عليهم الصلاة والسلام ، وكان يُجاهر بتفضيل عليّ بن أبي طالبٍ عليه السّلام على سائر الصحابة؛ في كتبه ومصنّفاته ، وله في ذلك مناضلات ومناقحات وردود قويّة على النواصب اللئام ـ قبّحهم الله وأخزاهم ـ .
فمن ذلك أنّه ردّ على أبي بكر بن العربيّ المالكيّ الأندلسيّ المعافريّ كلامه في شرحه على سنن الترمذيّ الموسوم بـ (عارضة الأحوذيّ) الذي رام به صرف الأحاديث النبويّة الواردة في فضل أميرالمؤمنين عليه السّلام ، وتأويلها والتقليل من شأنها بإبداء شُبهٍ واهيةٍ لا تنطلي إلا على السُذّج الذين يُحسنون الظنَّ بابن العربيّ وأضرابه من النواصب ، فانبرى شيخنا ابن الصدّيق لتفنيدها ودكّ أساسها الخاوي ـ كما ستقف عليه قريباً إن شاء الله تعالى ـ .
وقد انتزعنا كلامه في الذبّ عن حديث الموالاة ، أو الغدير ، وحديث «عليّ منّي وأنا من عليّ ، ولا يؤدّي عنّي إلا أنا أو عليّ» وحديث المنزلة؛ من كتابه (السوانح) له ، وهو مجلّد ضخم يقع في (579) صفحة من القطع الكبير ، توجد منه عندنا نسخةٌ مصوّرة عن خطّ المصنّف رحمه الله ، أهداها إلينا ولده البارّ السيّد عبدالمغيث الصدّيق أعزه الله وسلّمه.
وهو كتاب اشتمل على فوائد جَمّةٍ تتعلّق بمختلف المواضيع العلميّة من تفسير وحديث وفقهٍ وتصوّف وتاريخ ومسائل أخرى كثيرة ، وهي سوانح عرضت وخواطر خطرت للمؤلّف أثناء التلاوة لكتاب الله تعالى والقراء ة لحديث النبيّ الكريم صلّى الله عليه و آله أو مطالعة كتابٍ ، جمعها لئلا تضيع مع تطاول الأيّام ـ كما قال في خطبة الكتاب ـ وقد فرغ من تقييدها ظهر يوم الأربعاء سابع عشر شهر شعبان

الصفحه من 212