حول حديث « لا تجتمع أمّتي علي ضلالة » سنداً و دلالة - الصفحه 306

حول حديث «لا تجتمع أمّتي على ضلالة» سنداً ودلالةً

تأليف : الشيخ جعفر السبحاني

بسم الله الرّحمن الرّحيم
استند الكلاميّون في مبحث الإمامة ، والأصوليّون في فصل حجيّة الإجماع ، إلى حديث «لا تجتمع أمّتي على ضلالة» فلابدّ من التحقيق حوله ـ سنداً ودلالة ـ فنقول :

أوّلاً ـ أسانيد الحديث :

روي هذا الحديث في السنن والمسانيد ، ومصادر أصول الفقه عند العامّة والخاصّة :

أمّا مصادره عند العامّة :

1 ـ ففي سنن ابن ماجة :

رواه الحافظ أبو عبدالله محمّد بن يزيد القزويني (207 ـ 275هـ ) ، قال : حدّثنا
العبّاس بن عثمان الدمشقي ، حدّثنا الوليد بن مسلم ، حدّثنا معان بن رفاعة السلاميّ ، حدّثني أبوخلف الأعمى ، قال : سمعت أنس بن مالك ، يقول : سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ، يقول : «إنّ أمّتي لا تجتمع على الضلالة ، فإذا رأيتم اختلافاً فعليكم بالسواد الأعظم» .
وعلّق محقّق الكتاب نقلاً عن كتاب «مجمع الزوائد» ، للهيثمي : في إسناده أبوخلف الأعمى ، واسمه حازم بن عطا ، وهو ضعيف ، وقد جاء الحديث بطرق في كلّها نظر . قاله شيخنا العراقي في تخريج أحاديث البيضاوي ۱ .
أقول : أبوخلف الأعمى ، قال عنه الذهبي : يروي عن أنس بن مالك ، كذّبه يحيى بن معين ، وقال أبوحاتم : منكر الحديث ۲ .
وإنّما أمر بالتمسّك بهم باعتبار أنّ اتّفاقهم أقرب إلى الإجماع .
وقال السيوطي : السواد الأعظم : أي جماعة الناس ومعظمهم . انتهى .
وقد استعمله الإمام أميرالمؤمنين عليه السّلام في بعض خطبه ، وقال :
«الزموا السواد الأعظم ، فإنّ يد الله مع الجماعة ، وإيّاكم والفرقة ، فإنّ الشاذّ من النّاس للشيطان ، كما أنّ الشاذّ من الغنم للذئب ، ألا مَن دعا إلى هذا الشعار فاقتلوه ولو كان تحت عمامتي هذه» ۳ .

1.ابن ماجة ، السنن : ۲/۱۳۰۳ ، الحديث ۳۹۵۰ .

2.الذهبي : ميزان الاعتدال : ۴/۵۲۱ ، برقم ۱۰۱۵۶ .

3.نهج البلاغة ، طبعة محمّد عبده ، الخطبة برقم ۱۲۳ ، وفي طبعة صبحي الصالح ، برقم ۱۲۷ .

الصفحه من 317