الدرّة الفاخرة، منظومة في علم الدراية - الصفحه 336

المقدّمة:

علم دراية الحديث، من العلوم الإسلامية التي لا أثر لها من قبل في الحضارات الاُخرى ولا الديانات الاُخرى سماويّة وغيرها، وقد ابتكر المسلمون قواعد هذا العلم، وجمعوا مفرداته ونظّموا اُسسه، ليكونَ حِصْناً للحديث الشريف الذي يُعَدّ كنزاً للمعرفة الإسلامية إلى جانب «القرآن الكريم» الثَقَل الأكبر، الذي خلَّفَهُ الرسُول صلّى الله عليه و آله و سلّم في اُمّته، وليكون الحديث معبّراً عن الرسول وعترته وهم الثقل الآخر، من الثَقَلين، والممتدَّة خلافتهما وحجيّتهما إلى يوم القيامة.
وقد جُمعتْ قواعد علم الدراية في كُتُبٍ عديدة خاصّة بها بين مختصر موجز، ومفصَّل جامع.
والمهمّ في الأمر هو تحديد مُصْطلحات علماء الدراية، ليكون الداخل إلى
العلوم الإسلامية على بصيرةٍ بها، لتكرُّرها في أكثر من موضعٍ وبحثٍ وعلمٍ، في طول المناهج التي يتداولها.
ولذا انبرى بعضُ الأعلام، لذكر المصطلحات فقط في مختصراتٍ وجيزةٍ سهلةِ التناول والتداول، ومن نفس المنطلق قامَ بعض أهل الذوق منهم بنظم المختصرات الحاوية لتلك المصطلحات، لما في المنظوم من يُسْر الحفظ على الخاطر وجمال الوَزْن والإيقاع مما يتفاعل معه نفسُ الطالب، أكثر من النَثْرِ.
وقد وقفنا على هذه المنظومة، فوجدناها على صغر حجمها جامعةً لمهمات ما يلزم الطالبَ معرفتُه من المصطلح، مع جمال النظم وسلاسته، فرأينا في تقديمه خِدْمةً لحديث المصطفى صلّى الله عليه و آله و سلّم والعترة عليهم السّلام ، وعوناً لطلّاب هذا العلم بتيسيره لهم.

الصفحه من 358