التوکل - الصفحه 14

غَيري بالإياسِ ، ولأكسُوَنَّهُ ثَوبَ المَذَلَّةِ في النّارِ ، ولاُبعِدَنَّهُ مَن فَرَجي وفَضلي ، أيُؤَمِّلُ عَبدي في الشَّدائدِ غَيري والشَّدائدُ بِيَدي ؟! أوَيَرجو سِوايَ وأنا الغَنيُّ الجَوادُ ؟! بِيَدي مَفاتيحُ الأبوابِ وهِي مُغلَقَةٌ ، وبابي مَفتوحٌ لِمَن دَعاني. ألَم يَعلَمْ أ نّهُ ما أوهَنَتهُ نائبَةٌ لَم يَملِكْ كَشفَها عَنهُ غَيري ؟! فما لِي أراهُ بأمَلِهِ مُعرِضاً عَنّي ، قد أعطَيتُهُ بِجُودي وكَرَمي ما لَم يَسألْني فأعرَضَ عَنّي ولَم يَسألْني ، وسألَ في نائبَتِهِ غَيري وأنا اللَّهُ أبتَدي بِالعَطيَّةِ قَبلَ المَسألَةِ ، أفاُسألُ فلا اُجيبُ ؟! كلّا ، أوَلَيسَ الجُودُ والكَرمُ لِي؟! أوَلَيسَ الدُّنيا والآخِرَةُ بِيَدي؟! فلَو أنّ أهلَ سَبعِ سَماواتٍ وأرَضينَ سَألُوني جَميعاً فأعطَيتُ كُلَّ واحِدٍ مِنهُم مَسألَتَهُ ما نَقَصَ ذلكَ مِن مُلكي مِثلَ جَناحِ بَعوضَةٍ ، وكَيفَ يَنقُصُ مُلكٌ أنا قَيِّمُهُ ؟! فَيابُؤساً لِمَن عَصاني ولَم يُراقِبْني !
فقلتُ لَهُ : يابنَ رسولِ اللَّهِ ، أعِدْ علَيَّ هذا الحَديثَ ، فأعادَهُ ثَلاثاً ، فقلتُ : لا واللَّهِ لا سَألتُ أحَداً بَعدَ هذا حاجَةً ، فما لَبِثتُ أن جاءنيَ اللَّهُ برِزقٍ وفَضلٍ مِن عِندِهِ .۱

۲۲۵۷۲.الإمامُ الجوادُ عليه السلام : مَنِ انقَطَعَ إلى‏ غَيرِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إلَيهِ .۲

(انظر) بحار الأنوار : 71 / 130 / 7 .

4128 - دَرَجاتُ التَّوَكُّلِ‏

۲۲۵۷۳.الإمامُ الكاظمُ عليه السلام- لَمّا سُئلَ عَن قَولِهِ تعالى‏ :(ومَن يَتَوَكَّلْ علَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)-: التَّوَكُّلُ علَى اللَّهِ دَرَجاتٌ ؛ مِنها أن تَتَوكَّلَ علَى اللَّهِ في اُمورِكَ كُلِّها ، فما فَعلَ بِكَ كُنتَ عَنهُ راضِياً ، تَعلَمُ أ نّهُ لا يَألُوكَ خَيراً وفَضلاً ، وتَعلَمُ أنّ الحُكمَ في ذلكَ لَهُ ، فتَوكَّلْ علَى اللَّهِ بِتَفويضِ ذلكَ إلَيهِ ، وثِقْ بهِ فِيها وفي غَيرِها .۳

1.بحار الأنوار : ۷۱/۱۵۴/۶۷ .

2.الدرّة الباهرة : ۳۹ .

3.الكافي : ۲/۶۵/۵ .

الصفحه من 16