المیزان - الصفحه 3

4005 - مَوازينُ الأعمالِ‏

الكتاب :

(وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ) .۱

(وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئَاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى‏ بِنَا حَاسِبِينَ) .۲

(انظر) الكهف : 105 ، المؤمنون : 102 ، 103، القارعة : 6 - 11 .

التّفسير :

قوله تعالى‏ : (والوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازينُهُ فأُولئكَ هُمُ المُفْلِحونَ...) إلى‏ آخر الآيَتين . الآيتان تخبران عن الوزن ، وهو توزين الأعمال أو الناس العاملين من حيث عملهم ، والدليل عليه قوله تعالى‏ :(ونَضَعُ المَوازينَ القِسْطَ لِيَوْمِ القِيامَةِ - إلى‏ أن قالَ - وكَفى‏ بِنا حاسِبينَ) ، حيث دلّ على‏ أنّ هذا الوزن من شُعب حساب الأعمال ، وأوضح منه قوله : (يَوْمَئذٍ يَصْدُرُ النّاسُ أشْتاتاً لِيُرَوا أعْمالَهُم * فَمَن يَعْمَلْ مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * ومَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ)۳ ، حيث ذكر العمل وأضاف الثقل إليه خيراً وشرّاً .
وبِالجملة : الوزن إنّما هو للعمل دون عامله ، فالآية تثبت للعمل وزناً سواء كان خيراً أو شرّاً ، غير أنّ قوله تعالى‏ : (أُولئكَ الّذِينَ كَفَروا بِآياتِ رَبِّهِم ولِقائهِ فَحَبِطَتْ أعْمالُهُم فَلا نُقيمُ لَهُمْ يَوْمَ القِيامَةِ وَزناً)۴ يدلّ على‏ أنّ الأعمال في صور الحَبط - وقد تقدّم الكلام فيه في الجزء الثاني من هذا الكتاب‏۵ - لا وزن لها أصلاً ، ويبقى‏ للوزن أعمال من لم تحبط أعماله ، فما لم يحبط من الأعمال الحسنة والسيّئة ، له وزن يوزن به .
لكن الآيات في عين أ نّها تعتبر للحسنات والسيّئات ثقلاً إنّما تعتبر

1.الأعراف : ۸ ، ۹ .

2.الأنبياء : ۴۷ .

3.الزلزلة : ۶ - ۸ .

4.الكهف : ۱۰۵ .

5.عنوان ۹۶ «الحبط» .

الصفحه من 8