15
تربية الطّفل في الإسلام

3 . دور طعام الوالدين

يختصّ الفصل الثالث من كتاب تربية الطفل في الإسلام ببيان دور طعام الوالدين في مستقبل الطفل، وأهمّ إرشادات أئمة المسلمين في هذا المجال وتحذيراتهم، فيما يتعلّق بالدور المخرب للأكل الحرام. فالنطفة الّتي تتشكل من الطعام الحرام تهيئ الأرضية للكثير من السلوكيات المنحرفة لدى الطفل، والاُسر الّتي ترغب في أن يكون أولادها سعداء، عليها أن تتجنب الطعام الحرام؛ وخاصّة الاُمهات في فترة الحمل، فإنّ عليهنّ أن يحرصن على طعامهنّ أكثر وألاّ يشاركن في الولائم الّتي تحوم الشبهات حولها .
بالإضافة إلى ذلك، فقد ورد التأكيد على تناول بعض الفواكه والأطعمة قبل انعقاد النطفة بالنسبة إلى الآباء، وفي فترة الحمل والنفاس بالنسبة إلى الاُمهات، وقد ذكرنا هذه النصوص في متن الكتاب .

4 . دور كيفية الجماع

إنّ لحلية الجماع وحرمته دور أساسي في تكوين الخصائص الإيجابية، أو السلبية للطفل من وجهة نظر الإسلام.
والنعمة الإلهيّة الاُولى للإنسان من منظار الإسلام هي طيب الولادة، فالكثير من المفاسد الاجتماعية هي حصيلة السلوك الإجرامي والمنحرف للاولاد غير الشرعيين ، وبالطبع فإنّ هذا لا يعني أنّ الأولاد غير الشرعيين، لا يمكنهم أن
يختاروا الطريق الصحيح في الحياة ؛ ولكن ممّا لا شكّ فيه أنّ من الصعب عليهم اختيار الطريق الصحيح في الحياة .
و يستعرض الفصل الرابع من هذا القسم الآثار الإيجابية لطيب الولادة في تكوين شخصية الطفل، ويحذر من الولادة غير الشرعية، وبالإضافة إلى ذلك، فإنّه يوصي الآباء والاُمهات ألاّ يغفلوا عنه عند المضاجعة من أجل ضمان سعادته .
كما سنذكر في ختام هذا الفصل بعض الروايات حول دور الحالات والأوقات الخاصّة بالجماع في مستقبل الطفل . ۱

1.يجدر ذكره أنّ سند هذه الروايات ضعيف، ولكن ضعف السند لا يدلّ على عدم صدورها عن أئمة المسلمين، ولذلك فلقد أدرجنا هذه الروايات في نهاية الفصل لكي تطّلع الاُسر عليها، نظرا إلى أنّها وردت في المصادر الروائية المعتبرة.


تربية الطّفل في الإسلام
14

تحديد النسل من منظار الإسلام

يتّضح من خلال التأمّل فيما سبق، أنّ المراد من الأحاديث الّتي تشجع المسلمين على كثرة الأولاد، هو التخطيط لتربية أكبر عدد ممكن من الأولاد السالمين والصالحين وبناء المجتمع النموذجي، وفي هذه الحالة فإنّ الإسلام لا يعارض تحديد النسل فحسب، بل إنّه يشجع على ازدياد أفراد المجتمع الإلهي؛ ولكن كثرة الأولاد لا تعدّ مطلوبة في ظلّ الظروف الّتي لا تمتلك فيها الاُسرة القدرة على تربية الأولاد الصالحين بسبب المشاكل الاقتصادية والمفاسد الثقافية، وعندها تبدو الحاجة إلى التخطيط لتحديد النسل.
وبناء على ذلك، فإنّ إرشادات أئمة الإسلام وتوجيهاتهم، تفيد بأنّ على الحكومة الإسلامية والاُسر المسلمة أن تخططا لزيادة أفراد المجتمع الإسلامي مع الأخذ بنظر الاعتبار القدرة الاقتصادية والثقافية، وإذا ما تعارضت تربية الأفراد الصالحين مع زيادة السكان لأي سبب، فإنّ عليهما أن تحولا دون نمو السكان.

2 . دور الوراثة

بينّا في الفصل الثاني من كتاب تربية الطفل في الإسلام، الدور الإيجابي أو السلبي للوراثة في بناء شخصية الطفل، على لسان أئمة المسلمين، فالطفل لايرث الخصائص الظاهرية والجسمية للوالدين فحسب، بل إنّ خصائصهم الروحية والباطنية، مثل: الشجاعة، السخاء و حُسن الخلق تنتقل إلى الأولاد أيضا .
والملاحظة الملفتة للنظر أنّ الروايات الإسلامية ترى أنّ الدور الوراثي للاُم في الولد يفوق دور الأب، و من هنا فعلى الذين يريدون أن يكون لهم أولاد سالمين أقوياء، وجميلون وصالحون أن يبدو الدقّة في اختيار الزوجة .

  • نام منبع :
    تربية الطّفل في الإسلام
    المساعدون :
    بسنديده، عباس
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1428 ق / 1386 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 191096
الصفحه من 192
طباعه  ارسل الي