ويرَى اللَّه في ضوء نور المعرفة ، ومن خلال ملاحظة آثار الوجود ، يمكنه بيسر أن يعرف رسل اللَّه الواقعيّين على أساس نفس البصيرة العلميّة وفي ضوء عين المعرفة ، ومن خلال ملاحظة آثار النبوّة.
غير أنّ الرؤية تبلغ في بعض الأحيان درجة من القوّة ، بحيث يشاهد الإنسان نور النبوّة في شخص الرسول بواسطة الرؤية القلبيّة ، كما حصل ذلك بالنسبة للإمام عليّ عليه السلام في رسول الإسلام صلى اللَّه عليه وآله حيث يقول عليه السلام : «أرى نورَ الوَحي والرِّسالَةِ ، وأشمُّ رِيحَ النُّبوَّةِ» ، ومثل هذه المعرفة تدعى : المعرفة القلبيّة والكشف والشهود الباطنيّ .
ولا ترقَى الرؤية في أحيان اُخرى إلى تلك المرتبة ، بل يلاحظ الإنسان بواسطة الرؤية العقليّة آثار النبوّة ودلائلها في شخص الرسول ، وتدعى مثل هذه المعرفة : المعرفة العقليّة .
وكلا لونَي المعرفة - من زاويةٍ قرآنيّة - معرفة علميّة ، تنتسب إلَى البصيرة العلميّة .
المعرفة القلبيّة للنبوّة من وجهة نظر الغزاليّ :
يرى الغزاليّ في كتابه «المنقذ من الضلال» : أنّ أفضل طرق معرفة أنبياء اللَّه وأكثرها قطعيّة هو المعرفة القلبيّة والكشف والشهود الباطنيّ . وهو كذلك ؛ فالشخص الذي يرى من خلال بصيرته القلبيّة ، ويلاحظ نبوّة محمّد صلى اللَّه عليه وآله بطريقة عُلويّة ، فهو مضافاً إلَى استغنائه عن أيّ دليل لإثبات نبوّة محمد صلى اللَّه عليه وآله يبلغ أرقى درجات المعرفة والبصيرة .
(انظر) التقوى : باب 4111 .
3761 - شَهادَةُ شاهِدٍ مِنهُ
الكتاب :
(أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ