النبوّة الخاصّة - الصفحه 233

ويرَى اللَّه في ضوء نور المعرفة ، ومن خلال ملاحظة آثار الوجود ، يمكنه بيسر أن يعرف رسل اللَّه الواقعيّين على‏ أساس نفس البصيرة العلميّة وفي ضوء عين المعرفة ، ومن خلال ملاحظة آثار النبوّة.
غير أنّ الرؤية تبلغ في بعض الأحيان درجة من القوّة ، بحيث يشاهد الإنسان نور النبوّة في شخص الرسول بواسطة الرؤية القلبيّة ، كما حصل ذلك بالنسبة للإمام عليّ عليه السلام في رسول الإسلام صلى اللَّه عليه وآله حيث يقول عليه السلام : «أرى‏ نورَ الوَحي والرِّسالَةِ ، وأشمُّ رِيحَ النُّبوَّةِ» ، ومثل هذه المعرفة تدعى‏ : المعرفة القلبيّة والكشف والشهود الباطنيّ .
ولا ترقَى الرؤية في أحيان اُخرى‏ إلى‏ تلك المرتبة ، بل يلاحظ الإنسان بواسطة الرؤية العقليّة آثار النبوّة ودلائلها في شخص الرسول ، وتدعى‏ مثل هذه المعرفة : المعرفة العقليّة .
وكلا لونَي المعرفة - من زاويةٍ قرآنيّة - معرفة علميّة ، تنتسب إلَى البصيرة العلميّة .

المعرفة القلبيّة للنبوّة من وجهة نظر الغزاليّ :

يرى الغزاليّ في كتابه «المنقذ من الضلال» : أنّ أفضل طرق معرفة أنبياء اللَّه وأكثرها قطعيّة هو المعرفة القلبيّة والكشف والشهود الباطنيّ . وهو كذلك ؛ فالشخص الذي يرى‏ من خلال بصيرته القلبيّة ، ويلاحظ نبوّة محمّد صلى اللَّه عليه وآله بطريقة عُلويّة ، فهو مضافاً إلَى استغنائه عن أيّ دليل لإثبات نبوّة محمد صلى اللَّه عليه وآله يبلغ أرقى‏ درجات المعرفة والبصيرة .

(انظر) التقوى‏ : باب 4111 .

3761 - شَهادَةُ شاهِدٍ مِنهُ‏

الكتاب :

(أَفَمَنْ كَانَ عَلَى‏ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى‏ إِمَاماً وَرَحْمَةً أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ

الصفحه من 262