البیعة (تفصیلی) - الصفحه 7

الدولة الإسلامية .
وكان أسعد ابن زرارة وعبادة بن الصامت أبرز الشخصيّات التي شاركت في هذه البيعة .
وقد روى عبادة بن الصامت قضيّة هذه البيعة كما يلي :
كُنتُ فيمَن حَضَرَ العَقَبَةَ الاُولى ، وكُنَّا اثنَي عَشَرَ رَجُلاً ، فَبايَعنا رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلى بَيعَةِ النِّساءِ ، وذلِكَ قَبلَ أن يُفتَرَضَ الحَربُ ، عَلى أن لا نُشرِكَ بِاللّهِ شَيئا ، ولا نَسرِقَ ، ولا نَزنِيَ ، ولا نَقتُلَ أولادَنا ، ولا نَأتِيَ بِبُهتانٍ نَفتَريهِ بَينَ أيدينا وأَرجُلِنا ، ولا نَعصِيَهُ في مَعروفٍ ؛ فَإِن وَفَيتُم فَلَكُمُ الجَنَّةُ ، وإن غَشيتُم مِن ذلِكَ شَيئا فَأَمرُكُم إلَى اللّهِ إن شاءَ عَذَّبَكُم وإن شاءَ غَفَرَ لَكُم . ۱
كما تُسمّى هذه البيعة في اصطلاح كتّاب السيرة «بيعة النساء» ؛ ذلك لأنّ النبيّ صلى الله عليه و آله أخذ البيعة على النساء عند فتح مكّة بنفس هذه الشروط أيضا .

4 . البيعة الثانية في العقبة

بعث المبايعون الأوائل للنبيّ صلى الله عليه و آله في «العَقَبة» ـ بعد عودتهم إلى المدينة ـ رسالة إلى النبي صلى الله عليه و آله ، وطلبوا فيها منه مبلّغا يعلّمهم القرآن ، فأرسل النبيّ صلى الله عليه و آله مصعبَ بن عمير ، الذي استطاع خلال فترة قصيرة أن يدخل أعدادا كبيرة من أهل المدينة في الإسلام ، وفي السنة التالية ـ أي السنة الثالثة عشرة من البعثة ـ أرسلوا ثلاثة وسبعين رجلاً وامرأتين ۲ إلى مكّة في موسم الحجّ ، وبايعوا النبي صلى الله عليه و آله من جديد في «العقبة» أي نفس البقعة التي بايعوا النبيّ صلى الله عليه و آله فيها في السنة السابقة ، إلّا أنّ مضمون بيعتهم في هذه المرّة ، كان منطلق حركة سياسيّة وعسكريّة . ويروي جابر أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله طلب

1.راجع: ص ۳۷۹ ح ۱۱۳۶۸.

2.راجع: ص ۳۸۹ ح ۱۱۳۷۶.

الصفحه من 107