البیعة (تفصیلی) - الصفحه 6

سُمّيت «بيعة الإسلام» من قبل جبرئيل ، إلّا أنّ هذا الاصطلاح استُخدم فيما بعد لكلّ من بايع النبي صلى الله عليه و آله ممّن أسلم حديثا . ۱

2 . بيعة العشيرة

تعدّ بيعة العشيرة أوّل بيعة علنيّة ورسميّة في تاريخ الإسلام ، حيث حدثت في السنة الثالثة من البعثة بعد نزول الآية « وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ »۲ في اليوم الذي يُسمّى «يوم الدار» ۳ ، ففي هذا اليوم طالب النبي الأعظم صلى الله عليه و آله بأمر اللّه بني هاشم باعتناق الإسلام ومبايعته ، وتفيد روايات الفريقين (الشيعة وأهل السنّة) أنّ الإمام عليّاً عليه السلام الذي كان أصغر الحاضرين سنّاً ، كان الوحيد الذي بايع النبي صلى الله عليه و آله . ۴

3 . البيعة الاُولى في «العقبة» ۵

بعد الإعلان الرسمي عن الرسالة ، بدأ رسول اللّه صلى الله عليه و آله نشاطاته المكثّفة للدعوة إلى الإسلام ، وقد بلغ هذا النشاط ذروته في أيّام الحجّ ، حيث كان الناس يتوافدون إلى مكّة من المدن المختلفة ، وفي السنة الحادية عشرة من البعثة ، التقى النبيّ صلى الله عليه و آله ستّة أشخاص من قبيلة الخزرج التي تقطن المدينة ودعاهم إلى الإسلام ، فأجابوه لذلك ، فلما عادوا إلى المدينة عملوا على الدعوة إلى الدين الإسلامي . وقد أدّت دعوتهم المستمرّة والمتواصلة إلى أن تعتنق مجموعة من أهل المدينة الإسلام ، وفي السنة الثانية عشرة من البعثة قدم اثنا عشر شخصاً من أهل المدينة إلى مكّة والتقوا مع النبي صلى الله عليه و آله في «العقبة» فبايعوه ، وبذلك بدأ أوّل تحرّك سياسيّ لتشكيل

1.راجع : ص ۳۷۴ ح ۱۱۳۶۴.

2.الشعراء : ۲۱۴ .

3.بما أنّ هذه البيعة تمت في دار أبي طالب سُمّيت بيوم الدار .

4.راجع : ص ۳۷۵ ( بيعة العشيرة ) .

5.العقبة بالقرب من منى في مكّة إلى جانب جمرة العقبة، وهي اليوم عبارة عن مسجد مهجور .

الصفحه من 107