البیعة (تفصیلی) - الصفحه 14

الإلهيّة ، وعلى ضوء متطلّبات زمان البيعة ، وقلّة الأنصار أو كثرتهم ، والخصائص الجسمية والروحية والاُسريّة للشخص المبايِع ، كان يقترح شروطاً مختلفة لهذه المعاهدة ، وبذلك فقد كان يقود الناس المعاصرين له على أفضل وجه ممكن ، ولذلك فإنّ سيرته السياسية في هذا الصدد تعدّ درساً كبيراً لقادة المجتمعات الإسلامية السياسيّين.

الوفاء بالبيعة

مع الأخذ بنظر الاعتبار ما سبقت الإشارة إليه في بيان حقيقة البيعة ، فإنّ البيعة نوع من العقود ومشمولة بالقانون العامّ المتمثّل في « أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ »۱ ، وعلى هذا الأساس فإنّ الوفاء ببيعة الإمام العادل واجب ۲ ، ونقضها محرّم ، بل هو من الكبائر ۳ . إلّا إذا أجاز المبايَع فسخها ۴ ، أو أن يشرط المبايِع جواز فسخ البيعة خلال عقدها ، كما حدث ذلك في واقعة عاشوراء ، حيث اكتسب كلا القسمين مصداقيته ۵ .

كيفية البيعة

من خلال التأمّل في الأحاديث التي بيّنت كيفيّة بيعة المسلمين لرسول اللّه صلى الله عليه و آله ۶ ، يمكن القول إنّ كيفية أخذ البيعة في النظام الإسلامي تتوقّف على أعراف المجتمع وثقافته في عقد هذه المعاهدة ، بشرط أن لا تتعارض هذه الأعرافُ مع أحكام

1.المائدة : ۱ .

2.راجع: ص ۴۵۰ ( أحكام البيعة / الوفاء بالبيعة ) .

3.راجع : ص ۴۵۵ ( أحكام البيعة / نكث البيعة ) .

4.راجع : ص ۴۵۸ ( أحكام البيعة / حلّ البيعة ) .

5.راجع : ص ۴۳۱ ( الفصل الثامن : أقسام البيعة ) .

6.راجع: ص ۴۵۹ ح ۱۱۵۲۳ .

الصفحه من 107