البهتان (تفصیلی) - الصفحه 12

وثواب الصبر على البهتان عظيم إلى درجة أنّ كفّة حسنات اُولئك الذين ستعوزهم الحسنات عند الحساب يوم القيامة سترجح على كفة سيّئاتهم ، وتؤدّي إلى نجاتهم . ۱

6 . حكم توجيه البهتان إلى أهل البدعة

إنّ بعض الروايات تدلّ في الظاهر ، على أنّ توجيه البهتان إلى أهل البدع بهدف محاربتهم ، ليس أمرا جائزاً فحسب ، بل هو واجب ومطلوب ، وهذا هو نصّ الرواية المنقولة عن النبي صلى الله عليه و آله :
إذا رَأَيتُم أهلَ الرَّيبِ ۲ وَالبِدَعِ مِن بَعدي ، فَأَظهِرُوا البَراءَةَ مِنهُم ، وأَكثِروا مِن سَبِّهِم وَالقَولِ فيهِم وَالوَقيعَةِ ، وباهِتوهُم كَي لا يَطمَعوا فِي الفَسادِ فِي الإِسلامِ ويَحذَرَهُمُ النّاسُ ولا يَتَعَلَّمونَ ۳ مِن بِدَعِهِم ، يَكتُبِ اللّهُ لَكُم بِذلِكَ الحَسَناتِ ، ويَرفَع لَكُم بِهِ الدَّرَجاتِ فِي الآخِرَةِ . ۴
وقد أخذ بعض الفقهاء بدلالة هذه الرواية على جواز البهتان . ۵ يقول الشيخ الأنصاري في معرض بيانه لهذه الرواية :
[قوله باهتوهم] محمول على اتّهامهم وسوء الظنّ بهم بما يحرم اتّهام المؤمن به ، بأن يقال : لعلّه زان ، أو سارق ، وكذا إذا زاد ذكر ما ليس فيه من باب المبالغة . ويحتمل إبقاؤه على ظاهره بتجويز الكذب عليهم لأجل المصلحة ، فإنّ مصلحة تنفير الخلق عنهم أقوى من مفسدة الكذب . ۶

1.راجع : ص ۲۴۵ ح ۱۱۳۲۷.

2.الريبُ : الشّكُّ ، وقيل : هو الشكُّ مع التُهمة ( النهاية : ج ۲ ص ۲۸۶ « ريب » ) .

3.كذا في المصدر ، والظاهر أنّ الصواب : «ولا يتعلّموا» كما في الطبعة الاُخرى للمصدر وبحار الأنوار .

4.الكافي : ج ۲ ص ۳۷۵ ح ۴ عن داود بن سرحان عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحارالأنوار : ج ۷۴ ص ۲۰۲ ح ۴۱ .

5.الدر المنضود للسيد الگلپايگاني : ج ۲ ص ۱۴۸ .

6.المكاسب : ج ۲ ص ۱۱۸ .

الصفحه من 40