البلاء (تفصیلی) - الصفحه 82

2 / 2

ظُهورُ التَّقوى وَالطّاعَةِ

الكتاب

«أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى» . ۱

«لَتُبْلَوُنَّ فِى أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذىً كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَ لِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ» . ۲

الحديث

۱۱۱۸۵.الإمام الرضا عليه السلامـ في جَوابِ مَسائِلِ مُحَمَّدِ بنِ سِنانٍ ـ :إنَّ عِلَّةَ الزَّكاةِ مِن أجلِ قوتِ الفُقَراءِ ، وتَحصينِ أموالِ الأَغنِياءِ ؛ لِأَنَّ اللّهَ عز و جل كَلَّفَ أهلَ الصِّحَّةِ القِيامَ بِشَأنِ أهلِ الزَّمانَةِ ۳ وَالبَلوى ، كَما قالَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى : «لَتُبْلَوُنَّ فِى أَمْوَ لِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ» ؛ في أموالِكُم إخراجُ الزَّكاةِ ، وفي أنفُسَكُم تَوطينُ الأَنفُسِ عَلَى الصَّبرِ ، مَعَ ما في ذلِكَ مِن أداءِ شُكرِ نِعَمِ اللّهِ عز و جلوَالطَّمَعِ فِي الزِّيادَةِ ، مَعَ ما فيهِ مِنَ الزِّيادَةِ وَالرَّأفَةِ وَالرَّحمَةِ لِأَهلِ الضَّعفِ وَالعَطفِ عَلى أهلِ المَسكَنَةِ ، وَالحَثِّ لَهُم عَلَى المُواساةِ ، وتَقوِيَةِ الفُقَراءِ ، وَالمَعونَةِ لَهُم عَلى أمرِ الدّينِ .
وهُوَ عِظَةٌ لِأَهلِ الغِنى وعِبرَةٌ لَهُم ؛ لِيَستَدِلّوا عَلى فُقَراءِ الآخِرَةِ بِهِم ، وما لَهُم مِنَ الحَثِّ في ذلِكَ عَلَى الشُّكرِ للّهِِ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ لِما خَوَّلَهُم وأَعطاهُم ، وَالدُّعاءِ وَالتَّضَرُّعِ وَالخَوفِ مِن أن يَصيروا مِثلَهُم في اُمورٍ كَثيرَةٍ في أداءِ الزَّكاةِ وَالصَّدَقاتِ ، وصِلَةِ الأَرحامِ ، وَاصطِناعِ المَعروفِ . ۴

1.الحجرات : ۳ .

2.آل عمران : ۱۸۶ .

3.الزمانة : العاهة ، أو مَرَضٌ يدوم زمانا طويلاً (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۷۸۲ «زمن») .

4.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۲ ص ۸ ح ۱۵۸۰ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۲ ص ۸۹ ، علل الشرائع : ص ۳۶۹ ح ۳ ، بحار الأنوار : ج ۹۶ ص ۱۸ ح ۳۸ .

الصفحه من 118