البلاء (تفصیلی) - الصفحه 58

سليمان عليه السلام الذي كان يرى نفسه مقيداً بالالتزام بالقسط والعدالة ورعاية مكارم الأخلاق باعتباره عبداً إلهيّاً صالحاً ، لم يكن باستطاعته أن يوظّف تجارب أحد في تسيير اُمور ملكه وإدارة الطوائف المختلفة من الشياطين والحيوانات؟!
وفضلاً عن ذلك ، فإنّ مهمّة قيادة بني إسرائيل كانت لها مشاكلها الخاصّة بها . ولعلّنا يمكن أن نعتبر الابتلاء بالنعم أكبر ابتلاءات سليمان عليه السلام ؛ ذلك لأنّ الأحاديث تُفيد بأنّ الابتلاء بالملك والنفوذ والنعمة أشدّ وأصعب بمرّات من الابتلاء بالمصاعب التي تتطلّب الصبر وتربّي الرجال ، بسبب اقتران النعم بالغفلة .
ومن أبرز الابتلاءات التي واجهها سليمان عليه السلام :
1 . فتنة سحر السحرة والشياطين . ۱
2 . الابتلاء الشديد بالملك العظيم والمنقطع النظير . ۲
3 . موت الابن . ۳

12 . أيوب عليه السلام

بلغ أيّوب عليه السلام درجة رفيعة في الصبر والحلم وكظم الغيظ بحيث غدا مضرباً للأمثال . وقد كان يتمتع بالنعمة والعافية في بداية حياته ، وكلّما ازدادت نعمته ازداد شكره ، ولذلك فقد بلغ مكانة شامخة في الشكر . إلّا أن اللّه تعالى ابتلاه بعد ذلك لمدّة سبع سنوات بأشدّ أنواع المشاكل والابتلاءات العسيرة ، فلم يزيده ذلك إلّا صبراً وحلماً ، واستحق بذلك هذا المدح الإلهي العظيم :
« إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِّعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ » . ۴

1.البقرة : ۱۰۲ .

2.ص : ۳۵ ـ ۴۰ .

3.ص : ۳۴ .

4.ص : ۴۴ .

الصفحه من 118