تتمة التبلیغ (تفصیلی) - الصفحه 28

وأبدى مزيداً من التوضيح بهذا الصدد قائلاً :
«قُلْ مَا أَسْئلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَآءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً » . ۱
وعلى هذا الأساس ، فإنّ ما طلبه رسول الإسلام صلى الله عليه و آله كأجر على إبلاغ الرسالة إنّما هو دعوة الناس إلى السير على طريق اللّه ، الذي هو طريق القيم الدينيّة والتكامل المعنوي والمادّي للإنسان ، والذي يتجسّد في القيادة الربّانيّة ، وأهل بيت الرسول صلى الله عليه و آله الذين هم أكمل مصاديق القادة الربّانيّين . ۲
في ضوء هذه المقدّمة التي أوردناها في ما يخصّ التبليغ ، تُثار التساؤلات التالية :
1 . ما هي الحكمة الكامنة وراء تأكيد الأنبياء: على عدم قبول أجرٍ لقاء إبلاغ الرسالة ؟ وفي ضوء ما مرّ علينا من سيرة الأنبياء عليهم السلام ، هل يمكن للمبلّغين ـ الذين هم ورثتهم ـ أن يطلبوا من الناس أجراً لقاء التبليغ ؟
2 . ما حكم أخذ الأجر على التبليغ من دون طلبه ؟
3 . مع افتراض كون التبليغ مجّانياً ، فكيف يمكن توفير الحاجات الاقتصاديّة للمبلّغ ؟

أ ـ الانعكاسات السلبيّة لطلب الأجر على التبليغ

لغرض تقديم إجابة على السؤال الأوّل ، وفهم الحكمة الكامنة وراء تأكيد الأنبياء على مجّانيّة التبليغ ، يكفي أن نلقي نظرة على الانعكاسات السلبيّة لطلب الأجر في مقابل التبليغ :

1.الفرقان : ۵۷ .

2.راجع : هذه الموسوعة: ج ۶ ص ۳۸۰ (عناوين حقوقهم ) و القيادة في الإسلام: ( القسم الثاني : موقع القيادة / سبيل اللّه عز و جل ) .

الصفحه من 82