التبلیغ (تفصیلی) - الصفحه 150

فَتَوَضَّأَ ولَبِسَ ثَوبَيهِ وخَرَجَ مَعَهُ . قالَ : فَصَلَّيا ما شاءَ اللّهُ ، ثُمَّ صَلَّيَا الفَجرَ ، ثُمَّ مَكَثا حَتّى أصبَحا . فَقامَ الَّذي كانَ نَصرانِيّا يُريدُ مَنزِلَهُ ، فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ : أينَ تَذهَبُ ! النَّهارُ قَصيرٌ ، وَالَّذي بَينَكَ وبَينَ الظُّهرِ قَليلٌ ؟ قالَ : فَجَلَسَ مَعَهُ إلى أن صَلَّى الظُّهرَ .
ثُمَّ قالَ : وما بَينَ الظُّهرِ وَالعَصرِ قَليلٌ . فاحتَبَسَهُ حَتّى صَلَّى العَصرَ . قالَ : ثُمَّ قامَ وأَرادَ أن يَنصَرِفَ إلى مَنزِلِهِ ، فَقالَ لَهُ : إنَّ هذا آخِرُ النَّهارِ ، وأَقَلُّ مِن أوَّلِهِ . فَاحتَبَسَهُ حَتّى صَلَّى المَغرِبَ . ثُمَّ أرادَ أن يَنصَرِفَ إلى مَنزِلِهِ ، فَقالَ لَهُ : إنَّما بَقِيَت صَلاةٌ واحِدَةٌ . قالَ : فَمَكَثَ حَتّى صَلَّى العِشاءَ الآخِرَةَ ، ثُمَّ تَفَرَّقا .
فَلَمّا كانَ سَحيرا ، غَدا عَلَيهِ فَضَرَبَ عَلَيهِ البابَ ، فَقالَ : مَن هذا ؟ قالَ : أنَا فُلانٌ . قالَ : وما حاجَتُكَ ؟ قالَ : تَوَضَّأ وَالبَس ثَوبَيكَ وَاخرُج بِنا فَصَلِّ ، قالَ : اُطلُب لِهذَا الدّينِ مَن هُوَ أفرَغُ مِنّي ؛ أنَا إنسانٌ مِسكينٌ ، وعَلَيَّ عِيالٌ .
فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : أدخَلَهُ في شَيءٍ أخرَجَهُ مِنهُ ! ـ أو قالَ : أدخَلَهُ مِن مِثلِ ذِه وأَخرَجَهُ مِن مِثلِ هذا ! ۱

6 / 8

مُراعاةُ نَشاطِ المُخاطَبِ

۱۰۹۶۳.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنّي لَأَتَخَوَّلُكُم ۲ بِالمَوعِظَةِ تَخَوُّلاً ؛ مَخافَةَ السَّأمَةِ عَلَيكُم . ۳

1.الكافي : ج ۲ ص ۴۲ ح ۲ ، الخصال : ص ۳۵۴ ح ۳۵ عن عمّار بن أبي الأحوص ، مشكاة الأنوار : ص ۱۶۴ ح ۴۲۸ عن عمّار بن الأحوص وكلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۶۹ ص ۱۶۱ ح ۲ .

2.قال ابن الأثير : يتخوّلنا بالموعظة : أي يتعهّدنا . . . وقال أبو عمرو : الصواب : يَتَحَوَّلُنا ، بالحاء ؛ أي : يطلب الحال التي ينشطون فيها للموعظة فيعظهم فيها ، ولا يكثر عليهم فيملّوا (النهاية : ۲ ص ۸۸ «خول») .

3.الأمالي للطوسي : ص ۴۹۱ ح ۱۰۷۷ عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم السلام عن جابر بن عبداللّه الأنصاري ، مجمع البيان : ج ۸ ص ۷۶۵ ، بحار الأنوار : ج ۷۰ ص ۲۰ ح ۱۷ ؛ صحيح البخاري : ج ۱ ص ۳۸ ح ۶۸ ، صحيح مسلم : ج ۴ ص ۲۱۷۳ ح ۸۳ كلاهما عن عبداللّه بن مسعود نحوه .

الصفحه من 154