البلوغ (تفصیلی) - الصفحه 8

تنتهي في سنّ الأربعين ، كما نقل في رواية عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام :
إذا بَلَغَ العَبدُ ثَلاثاً وثَلاثينَ سَنَةً فَقَد بَلَغَ أشُدَّهُ وإذا بَلَغَ أربَعينَ سَنَةً فَقَدِ انتَهى مُنتَهاهُ ، وإذا بَلَغَ إحدى وأَربَعينَ فَهُوَ فِي النُّقصانِ . ۱
واستناداً إلى هاتين الروايتين ، فإنّ مرحلة «بلوغ الأشد» تبدأ ب«الاحتلام» ۲ وتبلغ ذروتها في سن الثالثة والثلاثين ، وكمالها في سن الأربعين ، ولعلّ الحكمة منها أنّ خاتم الأنبياء صلى الله عليه و آله بعث بالرسالة في سنّ الأربعين لأنه صلى الله عليه و آله كان يتمتّع في هذا العمر بالحدّ الأقصى من الاستعداد لأداء المسؤولية الثقيلة المتمثلة في إدارة المجتمع وتوجيهه وقيادته .

نتيجة دراسة آيات البلوغ

يمكننا التوصل إلى النتائج التالية من خلال التأمّل في الآيات التي طرح فيها موضوع البلوغ :
1 . لم يفرّق القرآن بين بلوغ الصبية وبلوغ الصبي .
2 . لم يطرح عمرا خاصّا للبلوغ ، بل تمّ الاستناد إلى علاماته الطبيعة مثل : البلوغ الجنسي والرشد العقلي .
3 . ليس للبلوغ في القرآن معنى واحدا في جميع المواضع ، بل قد يأتي أحياناً بمعنى البلوغ الجنسي ، وأحياناً بمعنى البلوغ القانوني ، واُخرى بمعنى البلوغ الإداري .

1.تفسير العياشي : ج ۲ ص ۲۹۲ ح ۷۲ ، الخصال : ص ۵۴۵ ح ۲۳ ، بحار الأنوار : ج ۶ ص ۱۲۰ ح ۷ .

2.يجدر ذكره أنه قد جاء في رواية بسند صحيح عن الإمام الصادق عليه السلام : «إذا بلغ أشده ثلاث عشرة سنة ودخل في الأربع عشرة ، وجب عليه ما وجب على المحتلمين احتلم أو لم يحتلم . . . (الكافي : ج ۷ ص ۶۹ ح ۷)» وحسب هذه الرواية فإن «بلوغ الأشد» يبدأ في سن الثالثة عشرة ، إلا أن الفقهاء لم يفتوا بهذا الحكم لتعارض هذه الرواية مع روايات اُخرى مشهورةً .

الصفحه من 38