البلوغ (تفصیلی) - الصفحه 7

أو كما يقول حول يوسف عليه السلام :
«وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ ءَاتَيْنَاهُ حُكْمًا وَ عِلْمًا وَ كَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ» . ۱
وقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام في بيان «بلوغ الأشدّ» في الآية الاُولى قوله :
أشُدُّهُ : ثَمانَ عَشرَةَ سَنَةً ، وَاستَوى : اِلتَحى . ۲
الجدير بالذكر هو أنّ العمر ليس شرطا لبلوغ النبوّة والإمامة والقيادة الإلهية ، فقد بلغ يحيى عليه السلام النبوّة في طفولته :
« وَ ءَاتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا » . ۳
كما أنّ بعض أئمّة أهل البيت عليهم السلام ـ كالإمام الجواد عليه السلام ـ بلغوا الإمامة في طفولتهم . وهذا يعني أنّ «بلوغ الأشدّ» الذي يمثل مرحلة ما بعد الطفولة ، رغم أنّه يمّهد الطريق بشكل طبيعي للإدارة والقيادة ، إلا أن اللّه عز و جل واستناداً إلى حكمته البالغة منح في بعض الظروف السياسية الاجتماعية الخاصّة ، قدرة قيادة المجتمع وتوجيهه لبعض الأشخاص الذين كانوا يتمتّعون بالكفاءة اللازمة وذلك في سنوات الطفولة ، وفي الحقيقة فإن «بلوغ الأشد» بالمفهوم المذكور ، يحدث في هذا النوع من الحالات وبشكل استثنائي لبعض الأشخاص قبل الموعد الطبيعي .

د ـ كمال البلوغ

ورد «بلوغ الأشد» في إحدى الآيات إلى جانب بلوغ سنّ الأربعين :
« حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً » . ۴
وتشير هذه الآية إلى أن «بلوغ الأشد» الذي يمثّل مرحلة كمال الإنسان وقوّته

1.يوسف : ۲۲ .

2.ص ۲۴۷ ح ۱۰۴۶۰ .

3.مريم : ۱۲ .

4.الأحقاف : ۱۵ .

الصفحه من 38