البلد (تفصیلی) - الصفحه 65

غَيرِهِم مِن أهلِ البِلادِ ، وَاحتَجَّ بِبَلدَةِ قُمَّ عَلى سائِرِ البِلادِ ، وبِأَهلِها عَلى جَميعِ أهلِ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ ، ولَم يَدَعِ اللّهُ قُمَّ وأَهلَهُ مُستَضعَفا بَل وَفَّقَهُم وأَيَّدَهُم .
ـ ثُمَّ قالَ ـ : إنَّ الدّينَ وأَهلَهُ بِقُمَّ ذَليلٌ ، ولَولا ذلِكَ لَأَسرَعَ النّاسُ إلَيهِ فَخَرِبَ قُمُّ وبَطَلَ أهلُهُ ، فَلَم يَكُن حُجَّةً عَلى سائِرِ البِلادِ ، وإذا كانَ كَذلِكَ لَم تَستَقِرَّ السَّماءُ وَالأَرضُ ، ولَم يُنظَروا طَرفَةَ عَينٍ ، وإنَّ البَلايا مَدفوعَةٌ عَن قُمَّ وأَهلِهِ ، وسَيَأتي زَمانٌ تَكونُ بَلدَةُ قُمَّ وأَهلُها حُجَّةً عَلَى الخَلائِقِ ، وذلِكَ في زَمانِ غَيبَةِ قائِمِنا عليه السلام إلى ظُهورِهِ ، ولَولا ذلِكَ لَساخَتِ الأَرضُ بِأَهلِها ، وإنَّ المَلائِكَةَ لَتَدفَعُ البَلايا عَن قُمَّ وأَهلِهِ، وما قَصَدَهُ جَبّارٌ بِسوءٍ إلّا قَصَمَهُ قاصِمُ الجَبّارينَ، وشَغَلَهُ عَنهُم بِداهِيَةٍ أو مُصيبَةٍ أو عَدُوٍّ، ويُنسِي اللّهُ الجَبّارينَ في دَولَتِهِم ذِكرَ قُمَّ وأَهلِهِ كَما نَسوا ذِكرَ اللّهِ. ۱

6 / 5

الشّامُ

الكتاب

«وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَْرْضِ ۲ وَمَغَارِبَهَا الَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا» . ۳

1.بحارالأنوار : ج ۶۰ ص ۲۱۳ ح ۲۲ نقلاً عن كتاب تاريخ قمّ .

2.الظاهر أنّ المراد بالأرض أرض الشام وفلسطين ، ويؤيّده أو يدلّ عليه قوله بعد : «الَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا» فإنّ اللّه سبحانه لم يذكر بالبركة غير الأرض المقدّسة التي هي نواحي فلسطين إلّا ما وصف به الكعبة المباركة . والمعنى : أورثنا بني إسرائيل ـ وهم المستضعفون ـ الأرض المقدّسة بمشارقها ومغاربها ، وإنّما ذكرهم بوصفهم فقال : «الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ» ليدلّ على عجيب صنعه تعالى في رفع الوضيع ، وتقوية المستضعف ، وتمليكه من الأرض ما لا يقدر على مثله عادةً إلّا كلّ قويّ ذو أعضاد وأنصار (الميزان في تفسير القرآن : ج ۸ ص ۲۲۸) .

3.الأعراف : ۱۳۷ .

الصفحه من 74